مجهولون يستهدفون بيت ناشط جمعوي، ضواحي مريرت، والدرك يعثر بسيارتهم على وصولات بنكية

محطة 24 – خنيفرة – أحمد بيضي

أقدم مجهولون، تحت جنح ظلام الجمعة 17 فبراير 2017، على محاولة اقتحام بيت الفاعل الجمعوي، جمال بوتريد، بمنطقة “بوشبل”، ضواحي مريرت، إقليم خنيفرة، حيث أكد المعني بالأمر، في اتصال به، صحة الخبر، مشيرا إلى أن أربعة أشخاص شوهدوا، وهو يحومون حول منزله بمنطقة آيت سيدي أحمد العربي ب “بوشبل”، مستعملين مصابيح يدوية، دون تمكنه من تحديد هويتهم أو ملامحهم، قبل فرارهم من عين المكان، فور انتباههم لأضواء سيارة الدرك، مخلفين وراءهم سيارتهم التي عثر بداخلها على أشياء مهمة في التحقيق، من بينها وصولات تتعلق بتحويلات بنكية.

ووفق المعطيات الأولية، أفادت مصادر متطابقة أن العناصر المجهولة توقفت أمام بيت الجمعوي المذكور، في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، حيث فطن لوجودها وهي تحوم حول المكان بصورة مريبة، ما أثار جوا من الهلع والرعب وسط أفراد أسرته، ليسرع خفية إلى مهاتفة أحد جيرانه الذي أكد له وجود أضواء مصابيح يدوية فعلا، وحينها قام بإخطار مصلحة الدرك التي أشعرت دورية منها بالأمر، هذه الأخيرة التي انتقلت إلى عين المكان، غير أن المجهولين تمكنوا من مغادرة المكان، إثر انتباههم لإشارة الطوارئ على سيارة الدرك، دون تحديد هويتهم، تاركين سيارتهم، من نوع رونو 19، بيضاء اللون، بمسرح الواقعة.

وصلة بالموضوع، أكدت مصادر مقربة من التحقيق أن أفراد الدرك شرعوا وقتها في عملية التحري والبحث بمحيط الواقعة، واستجمعوا كل ما من شأنه أن يفيد البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف الوكيل العام لدى استئنافية مكناس، ومن ذلك أساسا ثلاثة وصولات بتحويلات بنكية عثر عليها بداخل سيارة العناصر المجهولة، وهي مؤرخة في ما قبل الواقعة بيوم واحد فقط، وقد تم إيداع السيارة بالمحجز البلدي في إطار التحقيقات الجارية في خيوط وخلفيات ودوافع الواقعة المشبوهة التي استقطبت إليها اهتمام وانشغال الرأي العام المحلي.

وفي تفاصيل هذه الواقعة المثيرة ما وضع أكثر من علامة استفهام كاد المستهدف من خلالها الاقتراب من قطع الشك باليقين في وصفها ب “محاولة تصفية”، مستبعدا أن تكون لها علاقة بمحاولة “سرقة” أو “لصوصية”، بقدر ما هي مخططة مع سبق الإصرار والترصد، بفعل فاعل أو فاعلين، وتستدعي من مصالح الدرك والأمن تعميق البحث والتحري بشكل نزيه وجدي، مع إمكانية الاعتماد على خدمات الشرطة العلمية في فك اللغز الغامض وتحديد هوية المشتبه بهم.

ويشار إلى أن المستهدف، جمال بوتريد، معروف على مستوى المنطقة والجهة بنشاطه الجمعوي واشتغاله على ملفات حساسة من قبيل ملف البنى التحتية وأراضي الجموع وحماية الفلاحين ومناهضة الفساد وسوء التسيير بجماعات العالم القروي، ويشغل رئيسا ل “جمعية فلاحي الأطلس لتنمية العالم القروي والبيئة” بمريرت، والتي اشتهرت ببياناتها النارية، ما كان بديهيا أن تتضخم شكوكه بخصوص ملابسات الواقعة، ويؤكد في الوقت نفسه أن أسرته تعيش حاليا حالة نفسية جد متدهورة جراء الواقعة الرهيبة.