رهان تعزيز الادارة بمجلس النواب

تقويم علمي وسياسي لأداء رئاسة مجلس النواب في السنة الأولى من الولاية التشريعية 2016-2021

رهان تعزيز عمل الادارة 3/3

بقلم ذ كتور سعيد جعفر

إن أصعب ورش يمكن أن يقوم به مسؤول سياسي على رأس مؤسسة يرأسها لمدة زمنية محدودة بحدود الولاية السياسية هو إحداث تغيير جذري في عمل الإدارة، لهذا فنجاح هذا المسؤول بالضبط هو تعزيز عمل إدارة هذه المؤسسة بتعزيز فلسفة عملها وتمكينها من الإمكانيات المادية والبشرية المؤهلة التي يمكن أن تعطي إضافات نوعية لعمل المؤسسة ككل..

يحدث هذا في كل الادارات والمؤسسات كما لو أنه قانونها. وربما ينجح المسؤول أكثر عندما يبصم المؤسسة ككل بشخصيته هو من خلال خلق جو من الفاعلية والانضباط تحفيزا و اصلاحا.

في هذا الصدد لا بد من التنبيه الى الخطوة الكبيرة للمجلس بتعديل مواد النظام الداخلي لمجلس النواب والتي تضمنت من بين ما تم تعديله مسألة الانضباط في أداء المهام من خلال مباشرة إجراءات قانونية مرتبطة بالتغيب أساسا.

ولهذا فالعمل الهادئ الذي يتم القيام به في موضوع الموظفين الأشباح مهم جدا، خصوصا وقد صوحب بمباشرة الاقتطاع من الأجور للمتغيبين كما هو الحال بالنسبة للنواب البرلمانيين.

وبدون شك فتعزيز قدرات الادارة بمديرياتها وأقسامها ومصالحها بأطر متمكنة سيزيد من تجويد العمل الإداري.

كما أن الجهد الذي يقام لإخراج مركز للدراسات والأبحاث داخل الغرفة الأولى بإمكانه أن يساعد على تجويد العمل الاداري وتزويده بالدراسات والمعطيات الضرورية. كما سيفيد الفرق النيابية بما تحتاجه من معطيات وأرقام وإحصائيات..

وفي الختام يمكن القول أنه رغم الصعوبات التي صاحبت ميلاد رئاسة مجلس النواب في الشروط السياسية التي عاشها المغرب منذ انتخابات أكتوبر 2016 فإن العمل المكثف الذي قامت به رئاسة المجلس ديبلوماسيا وتشريعيا وإداريا ساعد في حدود معقولة على تذارك الهدر الزمن السياسي، بل وربما يعطي مؤشرات أولى مشجعة حول مستقبل جيد لهذه التجربة التي يقودها السيد حبيب المالكي عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.