المقاهي الثقافية.. شباب يبحثون فيها عن اللقمة الثقافية و النقاش الجاد

محطة24 – روبورطاج وجدان ابروك

يفضل العديد من الشباب إرتياد المقاهي يحجون إليها حتى و إن لم يتعلق الأمر بموعد مع شخص محدد فالموعد مع العقول لا الأجساد . شباب جاء بهم شغف الفكرة و حب الإقناع فقررو أن يتخدوا لهم طاولات في مقاهي محددة يلتقون فيها للنقاش و تبادل المعارف . تتعدد المواضيع المعالجة بين سياسة فكر وأدب أو حديث عن كتب و مؤلفات أدبية . الكل هنا جالس يتحلقون حول حول أطباق معرفة من ذهب . يجلسون أمام بعضهم البعض يختارون موضوع نقاش الجلسة ليطلق كل واحد منهم عنان فكرته و يدلي بدلوه . يحدقون في المتحدث وكلهم فضول يحدقون إليه ببصيرتهم لا بصرهم . يقدمون الموضوع لتتعدد حول المواقف وفي ذلك يتنافس المتنافسون .

متنفس أكثر حرية للنقاش و التعبير

في ظل غياب إحصائيات واضحت عن عددها يزداد دور المقهي الثقافية أكثر و أكثر. خاصة حينما يتعلق الأمر بموعد في فضاء يثم فيه إطلاق العنان للفكر دون رقابة على رسان المتحدث .

سعد طالب جامعي يقول ” إنها مبادرات جميلة جداً فنحن كشباب في أمس الحاجة للتعبير عن أفكارنا بكل حرية و بما أنه لا توجد حرية مطلقة للتعبير في الفضاء العام فالحل هي المقاهي حيث يكون هناك تبادل للأفكار و تقاسم للمعلومات حو التجارب، كما أن فكرة المقهى في حد ذاتها مبتكرة وتحمل إبداع …” و يضيف سبق لي أن حضرت نقاشات من هذا النوع صراحة يكون هناك جو من التعلم و المعرفة وكذلك الاسترخاء و تكسير رتابة الحياة اليومية كما أنها وسيلة لتحقيق الشباب على العطاء الفكري ”
وانطلاقا من نموذج مدينة تيفلت و بالنظر إلى غياب النوادي الشبابية و العدد المحدود لدور الشباب يجد العديد من شباب المدينة في المقاهي فضاء للموائد المستديرة و النقاشات الدسمة نقاشات على بساطتها فهي كانت النواة الاولى للقيام بمبادرات تطوعية للنهوض بأحياء المدينة من عمليات لتنظيف الأزقة و أخرى لمساعدة الأسر المعوزة .

الحنين لزمن النقاشات الفلسفية محرك الشباب للتوجه لهذه المقاهي

فاطمة الزهراء طالبة سلك البكالوريا وجدت في هذه المقاهي الثقافية فرصة لإحياء عادات جميلة كانت تسود في القدم و تم التخلي عنها “موقفي من المقاهي الثقافية موقف إيجابي.. لما في هذه التجمعات من استفادة وتثقيف وتوسيع للمعارف، واذا عدنا عبر التاريخ إلى عصر اﻻنوار، نجد ان كل المثقفين آنذاك من فلاسفة وأدباء وسياسيين وغيرهم، كانوا يتجمعون في المقاهي من أجل مناقشة قضايا المجتمع ومشاكله والبحث في حلول لها، كما أقيمت هنالك العديد من المسابقات والمناظرات الثقافية حول مختلف المواضيع والتخصصات. ”

دون أن نغفل عن أن اغلب المخططات اﻷدبية والسياسية كانت تجرى بالمقاهي الثقافية، مثل تجمع الوطنيين المغاربة خلال فترة اﻻستعمار، وفضل ذلك في الحصول على الإستقلال ، وبالتالي، فالكثير من الأسباب والدوافع تجعلني مدمنة على المقاهي الثقافية ”

عادات جميلة و مصارحة ثقافية بين الأجيال
النقاشات الثقافية هذه التي تتخد من المقهى حلبة لها إستحسنها عديد الزوار و جعلته أوفياء ليس لكوب قهوة مسائي بل لجرعة فكر و ثقافة . قد يصبح إدمانها معدي

الحاج تهامي مدرس متقاعد يقول ” احيانا آتي للمقهى خصيصاً لحضور مناقشاتهم أستفيد منهم و اتدخل بدوري في نقاشاتهم لألفت نظرهم لنقطة معينة في بعض المرات احضر معي حفيدي الصغير إنها فرصة لكي يتعلم التعبير و المدافعة عن رأيه و كذلك أساسيات النقاش السليم صحيح أنه في البداية لم يكن يحب جلسات العصف الذهني التي يقومون بها لكن مع المدة وجدت أن حفيدي البالغ من العمر عشر سنوات يجتهد و يحاول المشاركة في الحوارات الداخلية في العائلة علمت بعدها أنه تأثر بشاب من هؤلاء الشباب ”

حالة اطمئنان على مستقبل هذا الجيل

تستوقف الزوار أصوات الشباب في دروة تعبيرهم و في أوج استخدامهم للحجج و الدلائل لإقناع الطرف الأخر. منهم من يتوقف للاستمتاع بسلاسة النقاش, أو الإستفادة من المعلومات المقدمة ومنهم من يزداد افتخارا بشباب يملكون الأفكار وناصية اللغة .

يضيف الحاج تهامي مدرس متقاعد ” ارتاح كثيرا حينما اشاهد الشباب الذي قضيت جل عمري ادرسهم يخوضون في مواضيع مفصلية حول الحياة السياسية و المجتمع و الظواهر السلبية و ينتقدونه بكل حرقة إنه امر يبعت على الراحة نسبيا على مستقبل البلد “