المغرب يتطلع إلى الاضطلاع بدور فاعل ومؤثر داخل الوكالة الدولية للطاقات المتجددة.

أكد السيد عبد القادر اعمارة، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، اليوم السبت بأبوظبي، أن المغرب يتطلع إلى الاضطلاع بدور فاعل ومؤثر داخل الوكالة الدولية للطاقات المتجددة.

ويشارك المغرب، في أشغال الدورة السادسة للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقات المتجددة (إيرينا)، التي تحتضنها العاصمة الإماراتية على مدى يومين، لأول مرة بصفته بلدا عضوا، بعدما شارك فيها كعضو ملاحظ منذ إحداث الوكالة سنة 2009، والتي يعد أحد مؤسسيها.

وأوضح السيد اعمارة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة ل(إيرينا)، أن انتقال المغرب إلى وضعية العضوية الكاملة ، على مستوى الوكالة، ” يتيح لنا أمور لم تكن متاحة سابقا، على مستوى المسؤوليات ودواليب اتخاذ القرار”.

وأضاف أن هذا الوضع “سيمكننا أيضا من الدفاع أكثر عن التصور الذي كنا نتبناه ، أي أن تصبح الوكالة الدولية للطاقات المتجدة فاعلا أساسيا في الساحة الدولية، ومحاورا رئيسيا فيما يخص قضايا الطاقة، وأن تلعب دورا أكبر على مستوى توفير تمويلات بظروف تفضيلية، ونقل التكنولوجيا للدول التي لا تمتلك الطاقات المتجددة”.

وأشار إلى أنه بإمكان الوكالة أن تمارس دورا أكبر وأكثر فاعلية على مستوى توسيع شبكة الربط الكهربائي، بين البلدان ، خاصة وأن الأمر يرتبط بوجود قرار سياسي.

وأكد السيد عبد القادر اعمارة، في هذا الصدد، على استعداد المغرب التام للتعاون مع جميع الدول والهيئات من أجل النهوض بالطاقات المتجددة.

وتأتي مشاركة المغرب في أشغال الدورة السادسة ل(إيرينا)، ، في ظل ظرفية متميزة تطبعها دينامية استثنائية يعرفها تطور الطاقات المتجددة على الصعيد الوطني بفضل العناية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا القطاع.

وأكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، في هذا السياق ، أن الوكالة الدولية للطاقات المتجددة، أكدت غير ما مرة، على لسان مديرها العام، عدنان أمين، أن المغرب أضحى يشكل نموذجا يحتذى في مجال الطاقات المتجددة.

وأضاف أن الوكالة، تراهن على أن تجعل من المملكة نموذجا مثاليا للدولة الافريقية، التي بادرت بشكل إرادي إلى إقرار استراتيجية خاصة للطاقات المتجددة ، اعتمادا على مواردها الذاتية، ومستفيدة من وضعها الدولي المتميز واستقرارها السياسي والاقتصادي.

ومن جهة أخرى، أبرز الوزير أن إعلان جلالة الملك خلال مؤتمر(كوب 21) بباريس، عن سعي المغرب إلى بلوغ إنتاج 52 بالمائة من الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، في أفق سنة 2030 ، يكتسي أهمية بالغة الدلالة على مستوى الزمان والمكان.

وأوضح في هذا السياق أن مؤتمر باريس انعقد في ظل ظرفية حرجة فرضت الوصول إلى اتفاق دولي بخصوص المناخ، كما أن الإعلان عن هذا الرهان في قمة عالمية عرفت حضورا قويا لقادة ورؤساء مختلف دول العالم، يؤكد أن المغرب كان حريصا على توجيه رسالة واضحة، مفادها ” أنه في مجال التغيرات المناخية، يجب أن يكون هناك تطبيق وفعل على أرض الواقع، وليس فقط إعلانات”.

كما أكد السيد عبد القادر اعمارة، أن التجربة والخبرة التي راكمها المغرب في مجال مشاريع الطاقات المتجددة، مكنته من تجاوز إشكاليات التمويل، حيث يراهن حاليا على تخفيض كلفة الإنتاج إلى أدنى المستويات.

وأشار الوزير في هذا السياق إلى أن المغرب أطلق مؤخرا طلب عروض دولي بخصوص مشروع في مجال الطاقة الريحية (850 ميغاواط)، وهو الأكبر من نوعه في العالم، و”حصلنا على رقم قياسي عالمي بكل المقاييس، على مستوى كلفة الإنتاج، وهو 0,3 درهم للكيلو واط الواحد، وهو ثمن غير موجود سابقا، واستطعنا الوصول له بفضل رهاننا على المنافسة، وثقة الشركات الدولية في المملكة واستقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي”.

وتبحث الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقات المتجددة، التي تشهد وفود نحو 150 دولة وممثلي 140 منظمة إقليمية ودولية، وضع جدول أعمال عالمي للطاقة المتجددة واتخاذ خطوات ملموسة لتسريع عملية الانتقال الطاقة العالمي المستمر، ووضع العالم على الطريق إلى مستقبل مستدام للطاقة.

كما يناقش المشاركون في هذا اللقاء، الذي يعد الاجتماع الحكومي الدولي الأول بعد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 21) في باريس، التوجه الاستراتيجي للوكالة الدولية للطاقات المتجددة، في مساعدة البلدان على تسريع وتيرة التحول نحو الطاقة المتجددة.

 

Comments (0)
Add Comment