ندوة بخنيفرة حول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتحديات المستقبل

 

خنيفرة – محطة 24- أحمد بيضي

أجمع المشاركون في أشغال ندوة، نظمت بخنيفرة، حول “عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتحديات المستقبل”، على الأهمية القوية لعودة المغرب لمقعده بالاتحاد الإفريقي، والدور الكبير الذي سيلعبه ويقدمه للقارة السمراء في شتى المجالات الأساسية، السياسة منها والأمنية والاقتصادية والتنموية والدينية، إلى جانب محاربة الإرهاب في ظل الانهيار الأمني على مستوى عدد من دول هذه القارة، في حين لم يفت المشاركين التركيز على التحديات والرهانات التي ينتظرها المغرب بالقارة، والتي أطرها الملك محمد السادس في خطابه بأديس أبابا، في أفق تعزيز مكانة المنظمة الأفريقية على الخريطة الدولية.

من جهته، أكد الأمين العام للشبكة الوطنية لدعم الحكم الذاتي، عيسى عقاوي، على أهمية الندوة في وقت حساس متوج بانتصار تاريخي يتمثل في عودة المغرب لعائلته الإفريقية عن طريق حصوله على دعم من غالبية مكونات الاتحاد الإفريقي، وزيارته لدول من قبيل جنوب السودان رغم عدم تصويتها لصالح عودة المغرب، حيث لم يفت المتدخل اعتبار ذلك بمثابة “إشارة ملموسة لكل مكونات المجتمع المدني المغربي من أجل وضع إستراتيجية محكمة في هذا الصدد”، منتقدا ما أسماه ب “غياب النخبة السياسية وجمعيات المجتمع المدني عن الدبلوماسية الموازية والتعريف بمشروع المغرب لدى المنتظم الدولي”، في حين انتقل إلى حقيقة جبهة البوليساريو ودورها الأساسي في خدمة الجهات والأجندات المعادية.

وإلى جانب إبرازه لمدى مصداقية المغرب كنموذج ناجح لتوجيه إفريقيا، ولقيمة عودته بعد أزيد 34 سنة من القطيعة لأجل تحرير إفريقيا من الهيمنة الغربية والاعتماد على المبادرات الذاتية، توقف عقاوي عند موضوع الأطفال المحتجزين بمخيمات تندوف، وكيف يباعون لكوبا واسبانيا، داعيا المنظمات الحقوقية إلى ضرورة الانكباب على هذا الملف الذي وصفه ب “الملف الحقوقي الخطير”، كما من الضروري التأكيد للعالم أن “المغرب يصرف على صحرائه أكثر مما يستفيد منها”، عكس ما تروجه أبواق خصوم المملكة، وفي نفس الوقت شدد إلى أهمية “تكريس الوطنية في نفوس الناشئة بالمنظومة التربوية”، كما أشار إلى ما عقدته “الشبكة الوطنية لدعم الحكم الذاتي” من شراكات لغاية مواكبة الطرح المغربي على المستوى الدولي والإفريقي.

وبدوره استهل الكولونيل المتقاعد حسن سعود مداخلته بما يفيد أن “المغرب لم يخرج من إفريقيا بل من منظمة إفريقية لم تحترمه رغم كونه من بين الدول المؤسسة لهذه المنظمة”، مضيفا أنه “إذا كانت هناك مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء فهناك مسيرة دبلوماسية الآن للتأكيد على حق المغرب في صحرائه”، وبينما اعتبر الديمقراطية المغربية “ديمقراطية يحتدى بها في إفريقيا”، وصف المغرب ب “سفير الدين الإسلامي للقارة الإفريقية في وجهه المعتدل والمُواجِه للتطرف والكراهية”، ومن هنا أخذ المغرب مصداقيته رغم كل أساليب الهدم، حسب ذات المتدخل الذي دعا عموم النخب والأطياف الحية إلى عدم التوقف في عودة المغرب لمقعده بالاتحاد الإفريقي بل أن المسألة تتطلب مزيدا من الاستمرار في الدبلوماسية الموازية.
أما الصحفي الدكتور عبد الهادي مزرارة فانطلق في مداخلته مما وصفه ب “ضعف التغطية الإعلامية بالشكل المطلوب حيال عودة المغرب للاتحاد الإفريقي”، مقارنة مع الظرفية السياسية الاستثنائية بواقع وآفاق ما يحيط بهذه العودة، وبمكانة المغرب كقوة إقليمية يعتمد عليها الأفارقة والأوروبيون في كل المصالح الضرورية والمواقع الجيوستراتيجية المتعلقة بالمداخل الاقتصادية والاستثمارات، وفي الوقت نفسه وضع المتدخل سؤالا عريضا حول: الدور والموقع الذي يحتله المغرب وسط العالم، ما بعد الربيع العربي والانهيار الشامل للاتحادات والأنظمة، ووضعيته بالتالي في مواجهة منطقته الإقليمية.

وبعد تطرقه لنتائج لقاء جرى بينه وبين القنصل الصيني، تحدث المتدخل مزرارة عن قوة الصين وخلفيات ترحيبها بعودة المغرب إلى مقعده بالاتحاد الأوروبي، لما لها في ذلك من مكاسب سياسية واقتصادية، قبل أن يضع الحضور في المناورات التي قامت بها الجزائر للحيلولة دون عودة المغرب لمقعده الشاغر بالاتحاد الإفريقي، وكيف عاد المغرب بقوة لمقعده بإشراك حلفائه الأفارقة في دعم مواقفه حول القضايا والتحديات الإستراتيجية والجهود الأممية من أجل حل نهائي للنزاع القائم حول الصحراء.

أشغال الندوة التي تمت برئاسة ذ. محمد سوالح، والمنظمة بالمركز الثقافي أبو القاسم الزياني بخنيفرة، من طرف “المنتدى المغاربي للتعبئة الوطنية والدولية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية”، بشراكة مع جمعية السلام للإبداع والتنمية بالسمارة الصحراء المغربية، عرفت تدخلات عدد من الحاضرين من عدة مدن مغربية، وبالموازاة مع ذلك، تمت إقامة معرض لصور الملوك العلويين مع أضخم صورة للملك محمد السادس، وعلى هامش التظاهرة تم تكريم عدد من الفعاليات الوطنية، وكل ذلك في غياب ملحوظ لممثلي السلطة المحلية والإقليمية رغم حساسية الموضوع.

Comments (0)
Add Comment