موجة تضامن ووقفة احتجاجية ببُوميَة من أجل مشرّد في وضعية صادمة

محطة 24 – أحمد بيضي

 أحدثت حالة مشرد يدعى “إدريس” تضامنا غير مسبوق لدى مختلف أوساط الرأي العام ببومية، إقليم ميدلت، لتنتشر بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بتعاليق متعددة تستنكر في مجملها تخاذل السلطات المحلية وتقصير الأطراف المنتخبة، وباقي المسؤولين في المجالين الصحي والاجتماعي، إزاء الوضعية الصادمة للمعني بالأمر، حيث لم تبادر أية جهة لإنقاذه ورعايته، رغم نداءات وملتمسات الشارع المحلي.

وارتباطا بالموضوع، ظل موقف الجهات المسؤولة على حاله تجاه حالة “إدريس” الذي لا عائلة له، ويتخذ من الشارع ملجأ له في ظل التغيرات المناخية الباردة، ويقتات من الأزبال والنفايات والخضر المتعفنة جنبا إلى جنب مع القطط والكلاب، وهو ملطخ بالزيوت الخاصة بالمحركات، إلى جانب صور مؤلمة أخرى لا يتوقف أبناء بومية عن نقلها للعالم، مع إطلاقهم لحملة واسعة النطاق من أجل حث الجميع على التدخل العاجل لمساعدة المعني بالأمر وانقاد حياته، ذلك على الرغم من أن الدولة ملزمة بتوفير الضمانات الاجتماعية للمواطنين دون تمييز.

وأمام صمت وتهاون الجهات المسؤولة تجاه حالة “إدريس”، الذي ازدادت معاناته الجسدية والنفسية إلى حد عدم قدرته على الوقوف والمشي جراء داء الصرع والمبيت اليومي في الأجواء الباردة، نزل عدد من المواطنين وفعاليات المجتمع المدني، يوم السبت 12 مارس 2017، إلى الشارع العام، بدعوة من فرع بومية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وذلك في وقفة احتجاجية، تضامنا مع المشرد المعني بالأمر، حيث صدحت حناجر المحتجين بمجموعة من الشعارات والهتافات المنددة بتقاعس السلطات والمنتخبين، ومحملين إياها المسؤولية الكاملة فيما آلت إليه الحالة المخجلة التي يعيشها المشرد المذكور في ما يشبه حياة الحيوانات.

وتحت قوة الاحتجاجات اليومية، وجد أحد البرلمانيين بالمنطقة نفسه مجبرا على التدخل لإثارة حالة “إدريس” أمام السلطات المعنية، والتي تحركت بدورها، رفقة مصالح أخرى كالوقاية المدنية والقوات المساعدة وأعوان السلطة المحلية، حيث انتقل الجميع إلى “الجحر” الذي يأوي إليه المشرد “إدريس” الذي تم نقله، على متن سيارة إسعاف، صوب المستشفى الجهوي بالرشيدية، ولم يفت مناضلين من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ربط الاتصال برفاقهم في الرشيدية لأجل تتبع حالة المعني بالأمر وتحسيس فعاليات المجتمع المدني بظروفه.     

ومن جهة أخرى، حملت مصادر إعلامية بالمنطقة المسؤولية المباشرة لمصلحة الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، من حيث سبق لفاعلين جمعويين أن عملوا، أكثر من مرة، على نقل المواطن “إدريس” إليها، بتنسيق مع بعض السلطات المحلية، غير أن مسؤولي هذه المصلحة يعمدون إلى تسريحه دون رعاية ولا علاج، ليعود في كل مرة إلى بومية، وقد فات لهذا الأخير أن أصيب بكسر بليغ على مستوى إحدى قدميه، وبحروق من الدرجة الثالثة ب “جحره” الذي يتعرض للحريق بين الفينة والأخرى.

Comments (0)
Add Comment