الملك غير راض عن وضعية الشباب ويدعو لتنفيذ هذا الامر

محطة24

أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، أن مسألة الشباب شكلت محورا مركزيا في خطاب الملك محمد السادس، اليوم الجمعة في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية العاشرة.

وأوضح الحسيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مسألة الشباب شكلت محورا مركزيا في خطاب الملك، حيث اعتبر بهذا الخصوص أنه على الرغم من أن المغرب شهد تقدما إلا أن ذلك لم يشمل فئة الشباب الذي يشكل “ثروة حقيقية”، سواء على مستوى تمثيلهم في المجتمع أو على مستوى طموحاتهم حيث يمثلون ثلث الساكنة، مضيفا ان الملك اعتبر أن هذه الوضعية “لا ترضي لا الشباب ولا جلالة الملك“. 

وبعد أن ثمن مضامين الخطاب، الذي ألقاه الملك أمام ممثلي الأمة، قال الحسيني إن خطابه اعتبر أنه وللأسف قطاع التربية والتكوين “لم يقم بدوره في هذا المجال وأن عملية التنمية لم تكن تشمل تلك الفئة المجتمعية بشكل كاف وأنه حان الوقت لكي تعطى لها الكلمة“.

وشدد الملك، في هذا الصدد، يضيف الجامعي، على ضرورة إحداث المجلس الأعلى للشباب والعمل الجمعوي الذي “يمكن أن يقوم بدور بناء في هذا المجال“.

واعتبر الحسيني، أن الخطاب الملكي “جاء استكمالا لما جاء في خطاب العرش في ما يتعلق بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة بحيث اعتبر جلالته أن النقد الذي يوجهه ليس من أجل النقد ولكن بهدف الوصول إلى مقاربة ناجعة تتضمن كثيرا من الصرامة لمحاسبة كل المقصرين من أجل تطوير الأداء الحكومي والإداري”.

وبخصوص النموذج التنموي المغربي في خطاب الملك، أكد الحسيني أن جلالته اعتبر أن هذا النموذج “لم يعد قادرا على الحد من التفاوتات بين الفئات المجتمعية وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية وأنه حان الوقت لضرورة إعادة النظر في هذا النموذج بشرط ضرورة مشاركة كافة الفئات وألا تكون هناك أية مجاملة وأن تعطى الكلمة للمعنيين بهذا الموضوع حتى وإن أدى الأمر إلى إحداث التزام سياسي”.

وأبرز الجامعي في هذا الإطار أن الملك اعتبر أن “وضعية هذا النموذج تتطلب وقفة جماعية وآليات فعالة لتحقيق هذا التطور، رابطا ذلك بمسألة تفيعل الجهوية المتقدمة التي ينبغي أن تشكل نوعا من التغيير العميق في هياكل الدولة وفي ملاءمة السياسات العمومية مع حاجيات كل منطقة على حدة”، مشيرا إلى أن الجهوية المتقدمة ووضعية النموذج التنموي ارتبطت كذلك بدعوة الملك إلى إخراج ميثاق متقدم للاتمركز الإداري والعمل كذلك على تطبيقه في أقرب الآجال“.

من جهة أخرى، قال الحسيني إن جلالة الملك ركز في خطابه على “ضرورة إيلاء مزيد من التعامل والتكامل مع القارة الأفريقية”، معتبرا أن “الطموح الأفريقي للمغرب لايزداد إلا اهتماما بالنسبة للمستقبل

ولتحقيق هذا الهدف، فإن الملك، يضيف الحسيني، اقترح في هذا الإطار، إنشاء وزارة منتدبة بوزارة الخارجية مكلفة بالشؤون الإفريقية، وخاصة الاستثمار، وخلية للتتبع، بكل من وزارتي الداخلية والمالية والتي ستضطلع بدور مهم في علاقة المغرب بإفريقيا، خصوصا بعد عودة المملكة إلى حظيرة الاتحاد الإفريقي وأنها بصدد الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا“.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، بهذا الخصوص، أن انضمام المغرب إلى هذا التكتل الإفريقي “سيقوي بطبيعة الحال دور المملكة الأساسي كقطب مركزي للتنمية بالقارة الإفريقية“.

Comments (0)
Add Comment