كتاب جديد لبوخريص عن سوسيولوجيا العمل الجمعوي بالمغرب

محطة24-و م ع

صدر كتاب جديد يبحث “في سوسيولوجيا العمل الجمعوي بالمغرب من التطوع إلى العمل المأجور” لمؤلفه الجامعي فوزي بوخريص، يرصد من خلاله الإطار القانوني والمؤسساتي للعمل الجمعوي بالمغرب، وديموغرافيا الجمعيات وتحولاتها وهويتها وثقافتها.

وتابع بوخريص، من خلال 231 صفحة من القطع المتوسط، أهم ما يميز كلا من العمل الجمعوي التطوعي والمأجور، وهوية الفاعل الجمعوي المتطوع والأجير، وشروط العمل الجمعوي المأجور داخل الجمعيات المشغلة، مستعرضا تاريخ العمل الجمعوي بالمغرب من الإرهاصات الأولى لما يمكن اعتباره “عملا جمعويا” بمغرب ما قبل الحماية إلى العمل الجمعوي في فترة ما بعد الاستقلال، مرورا ببدايات العمل الجمعوي في ظل الحماية الفرنسية.

وجاء في مقدمة الكتاب أن هذا العمل “ينطلق من مشكل أو هاجس نظري، وإن كان لا يدعي الانطلاق من نموذج نظري بعينه، فهو يحاول استثمار المفاهيم والتصورات التي تبلورت في مجال سوسيولوجيا الجمعيات، بل وإبراز أهم ما يؤسس مشروعية هذا الحقل المعرفي الناشئ، لكن ذلك لم يمنعنا من الانفتاح على إسهامات سوسيولوجيا التنظيمات وسوسيولوجيا العمل، بل وسوسيولوجيا المقاولة، وبعض إسهامات علم الاقتصاد، لاسيما وأن حقل سوسيولوجيا الجمعيات نفسه يتموضع في ملتقى تقاطع هذه الحقول المعرفية”.

كما حاول المؤلف معالجة الموضوع من خلال “تحليل ميكرو-سوسيولوجي للدينامية الجمعوية في مجال جغرافي بعينه، هو إقليم الرشيدية خصوصا”، مؤكدا أن ما يميز العمل الجمعوي هو إحالته في الغالب على ما هو محلي، وأن التركيز على الأساس الاقتصادي للجمعيات، على أهميته في استدراك جزء من النقص المعرفي الحاصل في هذا المجال، لا يعني التقليل من أهمية الجوانب الأخرى التي تعتبر أساس هوية الجمعيات مثل القيم والتطوع والثقافة.

وبحسب المقدمة، تتنوع وتتعزز مساهمة الجمعيات في الاقتصاد المحلي والوطني، حيث يمكن “الحديث عن اقتصاد اجتماعي للجمعيات، على غرار الاقتصاد الاجتماعي التعاوني، اقتصاد له دور مكمل للدور الاقتصادي لكل من الدولة والقطاع الخاص”، موضحا أن هذه الجمعيات، في إطار منحاها الاقتصادي، تساهم في خلق فرص عمل مأجور، حيث تلجأ “أكثر فأكثر إلى توظيف أجراء من أجل القدرة على تنفيذ مشاريعها، لكن دون أن يعني ذلك التخلي عن خصوصيتها كتنظيمات تطوعية”.

وأضاف الباحث أن عدد الجمعيات التي تشغل أجراء ما يزال محدودا بالقياس إلى حجم الديموغرافيا الجمعوية، لكن التحولات التي يشهدها الحقل الجمعوي، إن على مستوى الإطار القانوني والمؤسساتي المنظم للعمل الجمعوي أو على مستوى أداء الجمعيات نفسها وتنوع مجالات تدخلها، تكشف عن حاجة الجمعيات المتزايدة إلى موارد بشرية مؤهلة ومتخصصة ومتفرغة.

ولبوخريص أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة وأحد أبرز مؤسسي جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي مجموعة من المقالات في العديد من المجلات المغربية والعربية، كما أن له بحث حول “المرأة في خطاب العلوم الاجتماعية من متغير الجنس إلى سؤال النوع”، ومجموعة قصصية تحت عنوان “حمار الليل”.

Comments (1)
Add Comment
  • كلثوم

    السلام عليكم
    انا استادة جامعية من الجزائر مهتمة بالاتصال الجمعوي ارجوا أفادتي أن كان ممكنا بهدا الكتاب القيم شكرا مسبقا