فاظمة أحمو اسم امرأة عمياء تعاني مع ابنتها المقعدة في صمت خلف تلال كهف النسور

بقلم: التيجاني سعداني

 

فاظمة أحمو، امرأة في عقدها السابع أو الثامن، تقطن بدوار أيت بنيكو بقبيلة أيت لحسن، على بعد 15 كلم من بلدة كهف النسور، بإقليم خنيفرة، تعاني في صمت بسبب العمى والعوز والفقر المدقع، لديها ابنة مقعدة ومصابة بإعاقة ذهنية وجسدية، ووضع يتطلب رعاية خاصة وجهودا كبيرة ليس في استطاعة الأم العجوز القيام بها نظرا لصحتها المتدهورة بفعل الشيخوخة وضيق ذات اليد.

الابنة المعاقة تعاني من العاهة المستدامة التي تحرمها من الحركة والوقوف وقضاء الحاجة البيولوجية، ما يشكل للأم المسنة عبءا صعبا، خصوصا وأن وزن البنت المعاقة ثقيل ولا يسمح بتحريكها بسهولة لتنظيفها واستبدال ملابسها، ما يقوي حاجتها للمساعدة ومناشدتها لذوي القلوب الرحيمة من أجل تقديم يد العون لها.

للوصول إلى منزل المرأة العجوز، ينبغي قطع مسافة طويلة، عبر مسالك وعرة لم تعد المرأة المعنية بالأمر قادرة على قطعها من أجل الذهاب لقضاء أغراضها، كما أن منزلها ذاته آيل للسقوط في أية لحظة، ويفتقر بجلاء لما يكفي من الأثاث والأواني، ولا يعرف للفرح أو الدفء أي معنى منذ وفاة الزوج، المعيل الوحيد للأسرة، لتظل الأم  تواجه مصيرها وحدها.

المرأة لا تعيش حالة فقر وحسب، وإنما جحيم لا يطاق، وآلام لا متناهية تتكبدها لحظة بلحظة،  ووضعية صعبة تسائل الوزيرة التي أنكرت، تحت قبة البرلمان، وجود فقراء في المغرب، وليس لها إلا الوقوف  على هذه الحالة لتعرف أن هناك حالات اجتماعية أبشع من الفقر وأفضع مما يمكن أن تتصوره الوزيرة وغيرها من يسمعون عن الفقر دون رؤيته.  

إنها حالة إنسانية لم يكترث لها أحد، باستثناء ثلة من أبناء المنطقة الذين دفعهم وازعهم الإنساني لتقديم يد العون والتخفيف من ويلات الحرمان وشظف العيش وقسوة الحياة التي تعاني منها فاظمة أحمو، اللهم بعض المساعدات غير المنتظمة التي لا تكفي لتلبية احتياجاتها اليومية.

من سيتكفل بهذه المرأة التي  أفنت حياتها في الكد والجد والعمل المضني الذي تقوم به النساء في الوسط القروي؟ أليس من مهام الدولة تقديم الرعاية المطلوبة للمسنين ولذوي الاحتياجات الخاصة؟ أين هي وزارة الأسرة والتضامن ومؤسسات الرعاية الاجتماعية؟ أيليق بمجتمع يتشدق كل يوم في إعلامه وخطاباته بقيم التضامن والتكافل الاجتماعي أن يتفرج على حالات اجتماعية، لا تقل عن حالة فاظمة احمو، ولا يحرك ساكنا لإعادة لها ابتسامتها التي فارقتها منذ عقود خلت؟.

Comments (0)
Add Comment