بلال طويل مشوار فني وسفر عشق حالم من المسرح إلى السينما

محطة24 – عزيز باكوش

رحلة مع بلال طويل رجل من الشرق ، عشق المسرح وأحب السينما، تجربة تربوية تمتد لأربعة عقود نستكشف الرهانات ونسائل التحديات في مجال السينما والمسرح ، ونتماهى مع العمل الجمعوي آفاقه وإكراهاته.

ونتوقف عند الدعم الرسمي للجمعيات ومرارة الإنصاف ، و السينما التربوية الحال والمآل ، عن دور المسرح والسينما بالمنطقة الشرقية في إبراز مؤهلات المنطقة الطبيعية والتراثية لتعزيز مكانتها السياحية مع الطويل في حوار شفيف أعده وقدم له :عزيز باكوش

من هو بلال طويل؟

بلال مشوار فني لشخص انعطف ذات خريف من المسرح التربوي المدرسي إلى الإخراج السينمائي . بعد إنجاز تجارب مسرحية بالوسط المدرسي منذ أواخر الثمانينات و مشاركة في مختلف تظاهراته، محليا و جهويا ، حيث توج بمشاركته وطنيا في المهرجان الوطني للمسرح التربوي بمدينة القنيطرة ، أبريل 2015، بمسرحية: ابن الرومي في مدن الصفيح، للكاتب السيد عبد الكريم برشيد، ليكون هذا العمل الفني كان آخر عهده بالمسرح، نظرا للإكراهات التي تعرفها المؤسسات التعليمية و التي تعترض المنشطين من أجل تفعيل الأندية التربوية بها. مع العلم أن لها دورا مهما في تكوين شخصية المتعلم ، و إبراز مواهبه ، و إيقاف نزيف العنف الذي تعاني منه أغلب المؤسسات التعليمية

بلال من المسرح إلى السينما ما هي القيمة المضافة ؟

المعيقات والإكراهات كثيرة ومختلفة دفعتني أو بالأحرى سهلت أمامي الطريق نحو مسلك آخر ، إنه مجال السينما ما جعل الرصيد الفني يكبر وتتوسع قاعدته بإخراج ستة أفلام قصيرة : 1-القفص ” سنة 2016، فاز بجائزة تنويه،- شهر أبريل 2018- 2 – الإيثار: سنة 2017 ،

3-” • STOP : سنة 2018 ، شارك في مهرجان:: FESTIVAL PANAFRICAINE DE FILM ECOLES DE YAOUNDE ب” ياوندي ” عاصمة الكاميرون، كما شارك في مهرجان السينما الرقمية بمدينة ” كوتونو” بدولة البنين – دجنبر2019 ، و أيضا في العديد من المحطات السينمائية الوطنية

.4 – قيد: 2018 ، شارك في مهرجان ” Les 7JRS DU 7È-;—;–ME ARTS ” بدولة غينيا 5- نحو المجهول: 2019 ، حصل على جائزة التنويه في مهرجان بنسليمان للفيلم الأمازيغي القصير دورة يوليوز 2019، وتم اختياره ليشارك في مهرجان: Les 7JRS DU 7EME ART،.بدولة غينيا ، حيث حصل على جائزة أحسن ثالث فيلم روائي، و توج أيضا بالجائزة الخامسة لمسابقة مشروع مناهضة العنف ضد المرأة الذي نظمته جمعية نعمة للتنمية الرباط،- فبراير2020 •

أما الفيلم القصير:6- شرخ – Crack 2020 ، فقد شارك بمهرجان السينما و التراث بمدينة واد زم، حيث توج بالجائزة الثالثة، و شارك به أيضا في مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب في دورته العاشرة، كما شارك به ايضا، في مهرجان السلم المجتمعي بدولة العراق

ما معايير اختيار الفيلمين القصيرين stop و CRACK ؟

الفيلم القصير : STOP يتحدث عن الزحف الإسمنتي الذي قضى على أحلام مجموعة من الأطفال و اليافعين وتدمير رغبتهم في اللعب والاستمتاع بلعبة كرة القدم في فضاءات عامة ، هذه الفضاءات التي تم الإجهاز عليها من قبل لوبي العقار الذي حولها إلى اقفاص سميت بالسكن الاقتصادي إو إلى فيلات في ملكية إقطاعيين معروفين .

أما الفيلم القصير: شرخ ” CRACK ” فهو يثير خطورة إدمان أفراد الأسرة على الأنترنيت داخل البيت، مما سيؤدي إلى عدم التواصل و فقد الحنان بينهم ” ، هذين الفيليمن تم اختيارهما للمشاركة في أيام سينما الهواة الموجهة للأندية السينمائية بالمؤسسات التأهيلية بمدينة ” وكادوكو” بدولة بوركينا فاسو.

جدير بالإشارة أن الغرض من عرض الفيلمين القصيرين لجمهور التلاميذ كان توجيهيا و تأطيريا، و ليس له علاقة بأطوار المسابقة..

كيف تحضر المدرسة المغربية بأبعادها التربوية داخل إنتاجك الفيلمي ؟

المدرسة المغربية كانت حاضرة وباستمرار في صلب الأعمال الفنية المنجزة ، بحكم اشتغالي في هذا قطاع التربية والتكوين ، لمدة تزيد عن أربعة عقود ، فإذا كانت وزارة التعليم أنداك، قد تبنت المسرح المدرسي أواخر الثمانينات ( 1987) على أنه مكون من مكونات التربية الفنية و التفتح التكنولوجي، و كذا كنشاط مواز .

فهي مطالبة اليوم بإدراج السينما في مقررتها الدراسية، لما للصورة من تأثير قوي على المتعلم، في ظل انتشار الوسائل السمعية البصرية ،و شبكات التواصل المختلفة. وكانت الرغبة عارمة في نشر ثقافة سينمائية هادفة بالوسط التربوي، و في المساهمة في بناء صرح ” سينما الغد “إلى جانب مجموعة من المخرجين، وخصوصا الشباب منهم ،الذين يسعون إلى إخراج أعمال فنية، ترسخ قيم المواطنة و التسامح و التعايش، ونبذ كل أنواع التطرف.

ماهي رهاناتكم الكبرى وكيف تواجهون التحديات ؟

لعل هذا السؤال كان من الدعامات الأساسية للتشجيع على إنشاء قناة على منصة اليوتوب ، لتكون تجربة، يمكن للراغبين من الشباب المهووسين بالصورة ، الاستفادة منها لإخراج أفلام قصيرة، بحيث يتم التركيز في أغلب الأعمال على توظيف الصمت، و التركيز على الصورة حتى يكون الوقع أكثر على المتتبع ويمكن الإشارة هنا إلى جمعية المشعل للسينما و الفنون بالعيون- سيدي ملوك – التي أتشرف برئاستها ، التي حققت إنجازات فنية خلال الأربع سنوات الماضية من عمرها ، طبعا في غياب أي نوع من الدعم المادي من أية جهة ، فالجمعية تراهن على تنظيم أول مهرجان دولي سينمائي لها ، تأمل في نجاحه مشاركة الجميع فيه، من سلطات محلية و المركز السينمائي المغربي ، و المهتمين بالشأن المحلي بالمدينة. لذلك نعتبر إن تمثيل الفيلم القصير: شرخ – CRACK للمغرب في المسابقة الرسمية للدورة 24 ، لمهرجان ” Festival Ecrans Noirs ” بياوندي بدولة الكاميرون، فئة الأفلام القصيرة الدولية – نونبر 2020، و اختياره أيضا ، ليشارك في مهرجان السينما الرقمية ب ” كوتونو ” بدولة البنين في دورته السابعة شهر دجنبر 2020، تتويج لمسار فني للمخرج بلال الطويل وبإمكانات متواضعة.

أما فيما يعلق بالرهانات ، فقد سطرت الجمعية مجموعة من الأهداف تتمثل في ما يلي – تأهيل الطاقات المحلية عبر تنظيم دورات تكوينية في ميدان السينما و باقي الفنون – وأنشطة ثقافية تربوية لنشر الثقافة السينمائية بين الأطفال و الشباب و تشجيع الإبداع السينمائي و المسرحي المحلي مع التركيز على التعريف بالمؤهلات المحلية في التظاهرات الوطنية و الدولية. فضلا عن الطموح في إحداث مكتبة سينمائية لنشر الثقافة الإنسانية في ميدان السينما عبر إقامة موائد و ندوات و تظاهرات للمساهمة في تطوير المسرح و السينما بالمنطقة الشرقية بهدف إبراز مؤهلات المنطقة الطبيعية والتراثية لتعزيز مكانتها السياحية. و يبقى الرهان على مواصلة الجمعية لأنشطتها الفنية ، رهين بانخراط المهتمين بالشأن المحلي ، و رؤساء المؤسسات التعليمية من خلال موافقتهم على إبرام شراكات مع الجمعية، و الاستفادة من الدعم السنوي من قبل الجهات الوصية لضمان نجاح أهداف الجمعية..

وماذا عن تجربة الفيلم الوثائقي ؟

طبعا ، لا أحد ينكر دور الأفلام الوثائقية في التعريف بالمؤهلات الطبيعية، و بالموروث اللامادي، حيث تلعب الأفلام الوثائقية دورا بالغ الأهمية في توثيق الموضوعات والحقول والمجالات الحيوية وكذلك في الحفاظ على التراث والوعى بأهميته .

لذا لا بد من إعطاء هذا الجنس الفني، كل الاهتمام من خلال دعمه من كل الجهات الوصية . ولعل مشاركتنا في مختلف المهرجانات الوطنية و العربية و الدولية ، يعود الفضل فيه لأساتذتنا ، الذين أطرونا في مجال السينما بشكل عام ، و إصرارنا على تخطي الصعاب من أجل مواصلة الاشتغال و نحن الآن بصدد الإعداد لتصوير فيلم وثائقي قصير قريبا، برؤية جديدة..

كيف تقيمون المشاركة في مختلف المهرجانات الوطنية والدولية ؟

كمخرج هاو، أعتقد أن مشاركتي في مختلف المهرجانات السينمائية، فرصة حقيقة لعرض تجاربي الفنية للجمهور و المهتمين، و مناسبة لتقييمها من طرف لجان التحكيم، و النقاد من خلال حصص مناقشة الأفلام المشاركة، و التي يتميز بعضها ، بإنتاجها من طرف شركات مختصة في مجال السينما، كما أنني لا أضع مسألة التتويج نصب أعيني فتلك الفكرة غير واردة ، لأن الهدف الأول و الأخير هو عرض التجربة و استمزاج أراء المشاهدين واستمتاع بآراء الجمهور والاستفادة منها .

هل هناك حاجة اليوم لتأسيس جمعية مدنية تهتم بمجال الفنون ؟

عندما بادرنا بتأسيس جمعية كنا نعتقد أننا نسد فراغا فنيا تعاني منه المدينة، في ظل غياب قاعة بمواصفات تسمح بتقديم عروض فنية، في مجالا ت السينما و المسرح و التنشيط ، وكان انفتاحنا تفاعليا مع المؤسسات التعليمية، سواء عبر تنشيط الحياة المدرسية بصفة عامة ،أو من خلال تفعيل برنامج سنوي يتضمن عروضا مسرحية و ورشات للتدريب و التكوين لفائدة المتعلمين و المنشطين على حد سواء ، فلا أحد ينكر دور هذه الأنشطة في صقل المواهب وإبرازها داخل المؤسسات التعليمية، خصوصا و أنها تبني شخصية المتعلم و تكسبه مهارات، و تبرز مؤهلاته، و ترسخ لديه قيم المواطنة و التسامح، و توقف نزيف العنف الذي تعاني منه أغلب المؤسسات التعليمية عبر الوطن.

و لعل المتتبع لأنشطة الجمعية طيلة مدة اشتغالها ، سيلاحظ مدى إشعاعها و تمثيل المدينة و الجهة وطنيا، و الوطن في محافل سينمائية دولية ، في غياب دعم مادي من الجماعات الترابية الشرقية، و نأمل أن تكون دورية وزارة الداخلية للولاة والعمال منصفة، فتستفيد جمعيتنا كباقي الجمعيات من دعم يسمح لها بمواصلة تفعيل برامجها الفنية.

Comments (0)
Add Comment