اغتيال الجمعوي والاعلامي “لقمان الحكيم اللبناني”

محطة24 – لحسن العسبي

اغتيال الفاعل الجمعوي والإعلامي اللبناني لقمان سليم، هو اغتيال لمحاولة التصالح مع الذاكرة الجريحة للبنان، لأنه ظل دوما منارة تنير دروب العتمات في أكثر ملفات الألم والجرم خطورة وصعوبة هناك (وانتقاده الدائم لحزب الله ليس سوى جزء من كل، وهو ما جعل الكثير من الأصدقاء اللبنانيين يعتبرون أن توجيه دور الرجل لمجرد كونه ظل ناقدا للتوجه غير الوطني لحزب الله المرتهن بالكامل لإيران، فيه ظلم لمنجزه وسيرته رحمه الله).

مؤلم فعلا هذا الجرم، الذي عرف أصحابه ما استهدفوه من دور وعطاء نادر في بر لبنان من خلال سيرة الرجل ودوره في صون ذاكرة الألم في بلاد جبران خليل جبران، وانتقاده الدائم لكل التدخلات الأجنبية في بلده، من سورية الأسد حتى ملالي طهران وجنود إسرائيل.

فقد أنجز واحدا من أقوى البرامج الوثائقية حول مجزرة صبرا وشاتيلا، كمثال فقط، تمكن فيه من اقتناص شهادات من بعض المشاركين في تنفيذ جريمتها من الكتائب اللبنانية، الذين قدموا تفاصيل غير مسبوقة تفيد المؤرخين والدارسين.

إن استهداف رجل مماثل هو ضرب للمشترك اللبناني، الذي كرس لقمان سليم حياته من أجل إعلائه وصيانته. قد يموت الرجل، لكن فكرته لن تموت، وأثره سيبقى نبراسا للكثيرين هناك في جبل لبنان.

عودوا إلى مشاهدة برامجه الوثائقية التالية: “sur place” و “تدمر” و “مقاتل”، وستعرفون لماذا تم استهداف قامة مثله.

Comments (0)
Add Comment