محطة 24 : إعداد هبة الإدريسي
أسباب آلام الظهر وعلاجه
ألم الظهر هو واحد من الشكاوى الشائعة لدى كثير من الناس، وخصوصاً البالغين. ومعظم الناس قد حدث لهم، في وقت من الأوقات، ألم بالظهر، الذي هو حدوث تعب يشعر به الشخص في منطقة الظهر العلوية أو الوسطي أو السفلية. وقد يمتد هذا الألم إلى منطقة الفخذ والسيقان والظهر، ويصيب العظام والأربطة والمفاصل والعضلات. لذلك فحدوث ألم به قد ينشأ من أي مشكلة تصيب هذه المكونات. وحدوث الألم أسفل الظهر، هو الأكثر شيوعاً، لأن المنطقة السفلى من الظهر هي المعرضة لضغط كبير عندما يكون الشخص جالسا أو يحمل أو يرفع وزناً.
وهناك أسباب كثيرة لحدوث ألم الظهر، من أهمها التمزق والإجهاد العضلي، الذي ينتج عن تمزق صغير في عضلات أو أربطة الظهر، والذي ينتج غالبا من حركة فجائية أو حركة صعبة للظهر أو نتيجة لرفع جسم ثقيل. ولكن غالبا لا يتذكر الشخص ما حدث.
ومن الأسباب المهمة الأخرى ضعف عضلات الظهر والشد العضلي والتقلص العضلي بمنطقة الظهر، أو حدوث مشاكل لمفاصل الظهر. وينقسم ألم الظهر إلى نوعين:
• ألم الظهر الحاد، ويحدث فجأة ويستمر لوقت قصير يتراوح بين عدة أيام وأسابيع.
• ألم الظهر المزمن عندما يستمر الألم أكثر من ثلاثة شهور.
إن آلام الظهر هي مشكلة من مشاكل المدنية.
الأعراض
إن نوع وشدة ألم الظهر تعتمد على الظروف التي أدت إلى الألم، إلا أن الأسباب المختلفة التي تسبب ألم الظهر قد تحدث نفس الأعراض.
وألم أسفل الظهر قد يبدأ بصورة فجائية أو بالتدريج. وعندما يكون حادا وشديدا فغالبا ما يبقى فترة قصيرة تتراوح بين أيام وأسابيع، وإذا استمر أكثر من ثلاثة شهور يصبح ألما مزمنا. وألم أسفل الظهر قد يمتد إلى الساقين، وقد يبقي موضعيا أسفل الظهر.
والألم الناتج عن إصابة عضلات وأربطة الظهر يشعر به المريض دائما في منطقة الظهر وقد يزداد عند ثني الظهر.
عرق النسا : وهو الألم الناتج عن الضغط على العصب الوركي بسبب انزلاق غضروفي أو الضغط على العصب لأي سبب. وفيه يشعر المريض بألم في منطقة الفخذ أو جزء من الساق مع حدوث تنميل، وألم حاد في الساق مع حدوث خدر في هذه المناطق. وقد يزداد الألم عند العطس أو السعال، وغالبا يكون الألم على جانب واحد، إلا إذا ضغط الغضروف المنزلق على العصب الوركي للساقين. ويزداد الألم إذا جلس المريض أو إذا وقف طويلا.
التشخيص
شخّص الأطباء ألم الظهر وأسبابه بواسطة التاريخ المرضي والفحص الطبي، ولأن معظم حالات ألم الظهر الحاد تتحسن في خلال أيام إلى أسابيع، وهذه الفحوصات لا يتم عملها للمريض إلا بعد استمرار الألم لأكثر من 4- 6 أسابيع، ولكن في بعض الأحوال قد يتطلب عمل هذه الفحوصات بصورة فورية وهي:
• حالات التعرض للإصابة، مثل حالات السقوط من مكان مرتفع وذلك لاستبعاد حدوث كسور.
• الأشخاص الذين يشتكون من ألم الظهر ليلا، وذلك لاستبعاد حدوث أورام.
• حدوث أعراض العدوى مثل الحمى والعرق الليلي، بالإضافة إلى ألم الظهر.
• الأشخاص المصابون بالسرطان، فقد يكون قد امتد إلى منطقة الظهر.
• حدوث ألم الظهر مع حدوث عدم التحكم في البول أو البراز.
• الأطفال المصابون بألم الظهر.
• حدوث ضعف بالساقين مصاحب لألم الظهر.
وهذه الفحوصات الخاصة هي:
• أشعة عادية على الظهر
• مسح العظام وهو طريقة لدراسة مكونات أو وظيفة العظام.
• التصوير بالرنين المغناطيسي ويستخدم لرؤية التركيب الداخلي لاجزاء الجسم ومنها العظام والغضاريف والأعصاب.
• الأشعة المقطعية وهي عبارة عن أشعة للعمود الفقري يستخدم فيها الكومبيوتر لعمل صور تفصيلية للعمود الفقري.
• رسم النخاع الشوكي وهو نوع معين من الأشعة، وفيها يتم حقن صبغة في القناة الفقارية ثم يتم تصوير هذه القناة ويتم اكتشاف أي ضيق فيها.
• ويستخدم في الحالات التي يمتد فيها ألم الظهر إلى الساقين لمدة أطول من أربعة أسابيع
مسببات ألم الظهر؟
وعزا الأطباء الأسباب الشائعة وراء ألم الظهر إلى الآتي:
• التمزق العضلي : وهو حدوث تمزق بعضلات الظهر، وخصوصاً عضلات العمود الفقري القطني (أسفل الظهر). ويحدث هذا التمزق نتيجة حمل ثقل، أو بسبب قوة مفاجئة على عضلات الظهر قبل أن تكون هذه العضلات مستعدة للنشاط. ويحدث التمزق بأنسجة العضلة مع الأوعية الدموية داخل الجزء المصاب، ويتجمع الدم تدريجيا داخل العضلة، وقد يأخذ هذا عدة ساعات قبل أن يحدث أثره الضاغط ويسبب الألم.
• الالتواء ويعني مط أو شد واحد أو أكثر من أربطة الظهر. وقد يحدث شد أو مط الأربطة لدرجة حدوث انقطاع بها. وكثيرا ما يحدث التمزق العضلي مع شد الأربطة في آن واحد.
• الانزلاق الغضروفي: إن الغضاريف لها مواقع خاصة وصحيحة بين فقرات العمود الفقري.
• ضيق القناة الفقارية : وهو حدوث ضيق بالقناة الفقارية التي بها الحبل الشوكي. وتحدث هذه الحالة في الأشخاص فوق عمر 50 سنة. وغالبا ما يحدث الضيق نتيجة حدوث التهاب مفاصل العمود الفقري والتي ينتج عنها تكون زوائد عظيمة تسبب ضيق هذه القناة، ما يسبب ضغطا على الحبل الشوكي والأعصاب الناشئة منه.
وهذه الحالة إذا لم تتحسن بالعلاج الطبي فقد يحتاج الأمر إلى جراحة لرفع الضغط عن الحبل الشوكي.
• التهاب المفاصل العظمية بالعمود الفقري: وهو عبارة عن عملية الأضرار التي تحدث بمفاصل العامود الفقري نتيجة لعملية البناء والهدم، بسبب تقدم العمر. وتسبب هذه العملية تآكل الغضروف بين الفقرات. وقد تحدث في مفصل أو أكثر. والتغيرات الأساسية التي تحدث بهذه المفاصل هي تكون زوائد عظمية عند التقاء عظام الفقرات بالغضاريف، وغالبا ما يكون هذا بسبب الضغوط الطبيعية على العامود الفقري على مدى تقدم العمر، وأيضا يحدث تهتك وفقد للغضاريف بين الفقرات مما يسبب ضيقاً بالمفاصل.
• انزلاق الفقرات : وهي حالة انزلاق فقرة من الفقرات للأمام فوق الفقرة التي تليها، وتحدث نتيجة التهاب المفاصل الغضروفي وأيضا نتيجة إصابات العامود الفقري، أو قد تكون موجودة منذ الولادة. وهذه الحالة قد لا ينتج عنها أعراض على الإطلاق أو قد يحدث ألم الظهر وتصلب.
• التهاب المفاصل المتصلب : وهو نوع من التهاب المفاصل يحدث في مفاصل العمود الفقري ما يؤدي في النهاية إلى تصلب العمود الفقري أو انعدام حركته.
• هشاشة العظام وكسور العمود الفقري القطني : هشاشة العظام هي الحالة التي تقل فيها كثافة العظام فيحدث الضعف لهذه العظام وبالتالي يحدث الكسر لهذه العظام بسهولة. وهذه الحالة هي سبب أساسي لحدوث كسور العظام في السيدات بعد انقطاع الطمث، وفي كبار السن عموما. لهذا فكثير من الناس لا يعرفون أنهم مصابون بهشاشة العظام حتى تحدث لهم كسور.
• الحمل : إن جسم المرأة تحدث له تغيرات هرمونية وبدنية خلال أشهر الحمل التسعة وقد تحدث آلام الظهر للمرأة الحامل. ففي خلال أشهر الحمل الأولى فإن التغيرات في الهرمونات تؤدي إلى ارتخاء المفاصل ونتيجة لهذا فإن العمود الفقري وعضلات البطن والظهر تصبح مرتخية ويزداد انحناء أسفل الظهر، مما قد يؤدي إلى تقلص العضلات بين الحين والآخر، وحدوث ألم الظهر. وبعد تقدم الحمل يحدث بروز البطن ويزداد تغير الهرمونات فيزداد ارتخاء العضلات والمفاصل في الظهر والبطن وحدوث ألم الظهر.
• ألم نسيج العضلات : ويعتقد أنها تحدث نتيجة التهاب أنسجة الجسم الرابطة وهي الأنسجة التي تربط بين الخلايا في الأعضاء. وهذه الحالة تحدث آلاماً تنتشر بالعضلات وتسبب الإرهاق مع وجود مناطق تؤلم عند الضغط عليها. وهذه الحالة شائعة وتحدث ألما قد يستمر سنوات.
العلاج
هناك حوالي تسعة من كل عشرة أفراد مصابون بألم بالظهر يتم شفاؤهم، من دون علاج خلال شهر ويعتمد ذلك على السبب الذي أدى إلى الألم. والعلاج يشمل الآتي:
• العلاج بالحرارة والبرودة : تستخدم البرودة خلال الـ48 ساعة الأولى بعد الإصابة والشعور بألم الظهر، وذلك بوضع كيس من الثلج على منطقة الألم لمدة 5-6 دقائق في كل مرة. وهذا يقلل من حدوث الالتهاب ويخفف الألم.
وإذا استمر الألم لمدة أكثر من 48 ساعة بعدها تستخدم الحرارة، وذلك بوضع زجاجة ماء ساخن أو اخذ حمام دافئ..
• الرياضة: العامل الأهم في علاج ألم الظهر المزمن، والخبراء ينصحون بإراحة الظهر في الأيام الأولى للألم لمدة لا تتعدى يومين ثم يبدأ المريض عمل تمارين رياضية حسب خطة موضوعة.
إن الراحة لمدة أكثر من يومين في السرير تؤدي إلى ضعف العضلات وفقد الكالسيوم من العظام، وزيادة ألم الظهر. ولتقوية عضلات الظهر بعد الإصابة ولمنع حدوث آلام الظهر على المريض، أن يجري التمارين في الهواء الطلق.
والأنشطة (التمارين) التي يمارسها المريض، ولا تسبب ضغطا على أسفل الظهر هي:
.1 المشي مسافات قصيرة.
2. استعمال الدراجة الثابتة.
3. السباحة في الماء وتمارين الماء الرياضية.
• العلاج الطبيعي : إن العلاج الطبيعي له فوائد كثيرة لعلاج آلام الظهر، ويسعى إلى تحقيق أربعة أهداف :
-يخفف الألم.
– يسرع عملية الالتئام والشفاء.
– يقوي عضلات الظهر ويزيد مرونة العضلات والأربطة.
– يمنع تكرار حدوث ألم الظهر مستقبلا.
أما العلاج الطبيعي المستخدم فهو:
1. برنامج لتقوية العضلات والأربطة وزيادة مرونتها.
2. استخدام الحرارة، ويتم عندما يكون مكان الإصابة صغيراً. ويمكن استخدام التيار الكهربي لتخفيف الألم وتنشيط الدورة الدموية في الأنسجة العميقة.
• العلاج بالماء : وذلك باستخدام الحمامات والعيون المعدنية وحمامات السباحة واستعمال الدش.
• التنبيه الكهربي للأعصاب: ويتم تنبيه الأعصاب من خلال وضع قطب كهربي على الظهر، ما يساعد في تخفيف الألم. ويمكن استخدام التيار الكهربي من خلال الإبر الصينية ومدة العلاج هي45 دقيقة ثلاث مرات يوميا.
• التدليك (massage): ويساعد في تنشيط الدورة الدموية في الظهر، ويزيل تقلص العضلات ويشد عضلات الظهر.
• الشد : وذلك باستخدام أدوات خاصة لشد عضلات الظهر لتخفيف الضغط على الأعصاب، وشد العضلات المتقلصة بالظهر.
• التثقيف : وذلك لتعليم المريض وضع الجلوس السليم وكيف يرفع شيئا ثقيلا.
• المعالجة اليدوية : وهو علاج يدوي وذلك بوضع قوة معينة على الظهر لتعديل وضع العمود الفقري. وهذا الأسلوب مفيد لكثير من المرضى خلال الشهر الأول من ألم الظهر، لكن لا يستخدم في حالات الانزلاق الغضروفي، وقد يكون خطرا كما لا يستخدم بعد إجراء جراحة في الظهر أو أن يكون الألم ناتجاً عن عيب خلقي، أو وجود مرض بالعمود الفقري “السل، الأورام”.
• حقن الكورتيزون : ويؤدي هذا إلى تخفيف الورم والألم ويستخدم هذا الأسلوب إذا فشل العلاج بالطرق الأخرى.
• العلاج بالأدوية: يستخدم كثير من الأدوية لعلاج ألم الظهر، منها:
باراسيتامول: وهو دواء آمن لتخفيف الألم ويؤخذ بحذر في حالة الإصابة بأمراض الكبد والكلية.
الأسبرين: وهو علاج شائع حيث يقلل الالتهابات ويخفف الألم ولكنه غير مناسب للمرضي المصابين بآلام أو قرحة المعدة ولا يعطى للأطفال بسبب إمكانية حدوث عرض رأي.
الأدوية المضادة للالتهابات: فولتارين كاتافلام أندوميثاثين بروفين كيتوبروفين نابروكسين. وهناك جيل جديد من الادوية المضادة للالتهابات لا يؤثر في المعدة والجهاز الهضمي، ولا يسبب قرحة المعدة مثل:
الأدوية المرخية للعضلات : مثل Tizanidine وBaclofen وOrphenadrine، وكل الأدوية السابقة يتم تناولها عن طريق الطبيب.
• العلاج الجراحي: إن العلاج الجراحي هو آخر الحلول لعلاج آلام الظهر، إلا في الحالات الحرجة التي تستدعي التدخل الجراحي الفوري.