اللغة العربية تحتفل في ثانوية فاطمة الزهراء بخنيفرة

محطة 24 – خنيفرة – أحمد بيضي

تميزت أنشطة الساحة التربوية بخنيفرة بتخليد “نادي القراءة”، بالثانوية التأهيلية فاطمة الزهراء، ل “اليوم العالمي للغة العربية”، في أمسية إبداعية شعرية تربوية، جعل منها المنظمون فرصة للتعريف بلغة الضاد وسبل تطويرها وحمايتها وجذب التلاميذ إليها، مع الإعلان عن التزام “نادي القراءة” بجعل “اليوم العالمي للغة العربية” تقليدا سنويا، وفق التاريخ الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في دجنبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

منظمو الحفل اختاروا هذه السنة الاحتفال بديوان “انكسار الذاكرة” للشاعر م. إدريس أشهبون، حيث افتتح هذا الحفل بآيات قرآنية على لسان تلميذة، وبكلمة ترحيبية لمدير المؤسسة، محمد مسكي، وأخرى لرئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، رشيد أرضون، قبل تقدم مديرة “نادي القراءة”، الأستاذة مريم مصدق، بورقة تعريفية بالنادي وأهدافه وتاريخ افتتاحه بعرض حول القراءة وأسباب العزوف، وعدد الكتب التي يحتوي عليها، داعية الجميع إلى إغناء خزانة هذا النادي بالكتب، وتشجيع التلميذات والتلاميذ على القراءة والمطالعة من أجل فسح المجال أمامهم لتطوير قدراتهم المعرفية والإبداعية.

وفي إطار تفعيل انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي، لم يفت منظمي الحفل دعوة شعراء وإعلاميين، وأعضاء من “مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام”، إلى جانب استقبال عدد من الأساتذة والتلاميذ والأمهات والآباء، حيث تميز الحفل بعدة فقرات تنشيطية تربوية، من بينها فقرة تناول من خلالها بعض التلاميذ ما قاله الشعراء والأدباء والمستشرقون في لغة الضاد، ثم فقرة عبارة عن جدال بين العامية كمحادثة يومية والعربية كتاريخ وحضارة، قبل تقدم تلميذتين بتلاوة قصيدة للشاعر المغربي عبدالرحمان حجي تخص وصف اللغة العربية وأهميتها، إلى جانب قصيدة شبه حوار تحسيسي بين الخطيئة والإرهاب عبارة عن رسالة من الخطيئة لمرتكبيها، وقصيدة أخرى حول الحمام الزاجل.
ولم يدع أحد المنظمين مناسبة الحفل تفوته دون الهجوم على نورالدين عيوش بخصوص مذكرة هذا الأخير الداعية إعادة استعمال الدارجة أو العامية المغربية في التعليم الأولي، بعده عادت الأستاذة مريم مصدق لإبراز أهمية الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بناء على قرار اليونسكو التاريخي، القاضي بتكريس يوم 18 دجنبر من كل عام يوماً عالميّا للّغة العربيّة، واعتماد اللغة العربيّة ضمن اللغات الست الرسمية ولغات العمل المقرّرة في الجمعية العامّة للأمم المتّحدة ولجانها الرئيسية، مشيرة إلى هذه اللغة كلغة المسلمين ولغة القرآن الكريم، وانتشارها في العالم، وعلاقتها بباقي اللغات، ومعاجمها الشهيرة التي لا تقل عن “لسان العرب” لابن منظور.

ومسك الحفل اختاره المنظمون على لسان الشعراء المدعوين، بينهم المحتفى به م. إدريس أشهبون الذي انطلق من قصيدة “التيه” و”اللوح” وغيرها من القصائد التي جعل بها كل الحضور يتلاشى في كلماتها، ثم الشاعرة مالكة حبرشيد التي تلت “مقدمتها” الحائرة بين النص والبداية وقصائد أخرى رائعة من ديوان لها على وشك الخروج إلى النور، وبعدها الشاعرة نعيمة قصباوي التي قرأت بعضا من “أوجاع” الأم، حيث لا جرح فوق جرحها، لتختم قصائدها الساحرة على توقيت نهاية الحفل بقصيدة “غيمة لا تمطر”، ويُسدل الستار على هذا الحفل بتسليم هدايا للشاعر المحتفى به، وتوزيع شهادات تقديرية على عدد من الحاضرين، بينهم أساسا، مدير المؤسسة وأساتذة اللغة العربية بذات المؤسسة وجمعية الآباء والأمهات.