اللغة العربية واللسان العربي وأسرار القرآن الكريم في عرض للدكتور عبدالواحد وجيه بخنيفرة

محطة 24 : أحمد بيضي

تميزت الحركة الفكرية العلمية بخنيفرة، خلال الأسابيع الأخيرة، بالعرض القيم “اللسان العربي وأثره في فهم القرآن الكريم” الذي قدمه أستاذ علم بيان القران الكريم، ورئيس مؤسسة التوجيه للبحوث العلمية والمعرفة بالمغرب، والخبير في اللسانيات وقضايا اللسان العربي، الدكتور عبد الواحد وجيه، وذلك في ضيافة المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، وقد عرف العرض حضورا متميزا لعدد من العاملين في الحقل الديني والتربوي والثقافي والجمعوي والإعلامي، واختتم بعدد من تدخلات الحاضرين في تفاعل مثمر.

اللقاء افتتح بكلمة ترحيبية للدكتور المصطفى زمهنى الذي أبرز فيها سياق تنظيم هذا اللقاء انسجاما مع ما اعتادت عليه مؤسسته من أنشطة فكرية وعلمية، ومعتبرا محتواه من المواضيع ذات الأهمية البالغة التي تحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة، قبل أن ينطلق الدكتور عبدالواحد وجيه، في عرضه القيم، من أول لسان آدمي نطق على الأرض وما اشتق عنه من لغات قديمة، إلى نحو اللغات الحبشية والاثيوبية والفينيقية والسومرية والآرامية واليهودية وغيرها، ثم السريانية التي نزل بها الإنجيل، وكيف اقتبس منها العرب 22 حرفا، قبل توغله في ما كان يفكر به العرب قديما، وفي أسرار اللغة العربية بوصفها مفتاح العلوم والتي ظلت محفوظة دون اندثار.

وفي ذات السياق، انتقل الدكتور المحاضر إلى ظروف تكوّن اللسان العربي، وكيف كان أهالي قريش يرسلون أبناءهم إلى قرى مختلفة لتجميع ما يمكن من اللغة واللسان، قبل توقفه عند سوق عكاظ كسوق للشعراء واختبارا لمنافساتهم، إلى جانب تحدثه عن المعلقات الشعرية، وكيف أضحى الإنسان اليوم يبحث عن اللغة قبل اللسان، كما ذكر بوسط بعض الأسرة المغربية التي ما تزال تنطق لأطفالها الصغار بمفردات من قبيل “شيشي” (اللحم) وطاحطاح (الضرب) وبوا (الماء)، وعندما يلج الطفل إلى الروض تختلط عليه المفاهيم، شأنه شأن بعض الناس ممن يركزون على نوعية ما قدم لهم من مآدب عوض نقل ما سمعوه من نقاشات وأحاديث.

ولم يفت الدكتور المحاضر الانتقال في مداخلته الممتعة إلى مصادر النحو والعروض، مرورا بسيبويه الذي تعلم العربية وصار من أعمدة اللغة العربية، والفرق بين علماء اللسان وعلماء اللغة، وأسرار الآيات المقطعة من قبيل “طه” و”الم” و”ن” و”يسن” و”كهيعص” وغيرها، محاولا شرحها باجتهاداته وبما بحث المفسرون قديماً وحديثاً في حكمها، ومتوغلا بالتالي في بعض السور ومعانيها وبلاغتها وبيانها ودلالة مضامينها، ومؤكدا وجود أزيد من 275 عبارة أعجمية وأزيد من 13 أمازيغية في القرآن الكريم، في حين توقف عند بعض مفسري القرآن بمفاهيم شيعية أو صوفية وعصرية، أو ما وصفه بالتفسيرات المنحرفة والمذمومة.