صادم: مواطن يرقد بمستشفى خنيفرة في انتظار مَن يوفر له مستلزمات طبية لإجراء عملية جراحية
محطة24 – أحمد بيضي
بعد طول اِنتظار لعدة أيام من الرِّقاد بقسم جراحة العظام بالمستشفى الإقليمي لخنيفرة، ما يزال أحد المواطنين المعوزين غير قادر على الحركة والمشي، وفي وضعٍ شبه مهملٍ وحالة يرثی لها، بعدما تطلبت حالته الصحية ضرورة اقتناء معدات الجراحة تكلفتها حوالي 5 آلاف درهم، ليس بمقدوره توفيرها نظرا لوضعيته المادية والاجتماعية الصعبة، إضافة لكونه أعمى وأبكم، ولم يكن يوفر لنفسه لقمة العيش إلا باللجوء للتسول في أزقة المدينة التي قادته ظروفه إليها من مدينة زاوية الشيخ.
وكان المعني بالأمر، ويدعى محمد شرفي، وعمره حوالي 37 سنة، قد أصيب بكسور بليغة على مستوى ساقه اليسرى، إثر تعرضه لعملية اعتراض سبيل من طرف عناصر إجرامية، قرب سوق ممتاز على طريق مكناس، سلبت منه كل ما بحوزته من مال ووثائق خاصة، بما فيها بطاقته الوطنية وبطاقة الإعاقة، ولم تدع له سوى بلغته وعكازه وحزامه، بينما عمدت إلى تعنيفه وتركه في بقعة من دمائه.
وبعد نقله للمستشفى الإقليمي بخنيفرة، اهتدى المحققون إلى هوية أسرته، في شخص شقيقته، سمية شرفي، التي انتقلت من زاوية الشيخ، واصطدمت بالوصفة الطبية التي تشترط عليها ضرورة اقتناء مستلزمات العملية الجراحية، وبطبيب، لا حول له ولا قوة، يواجهها بعبارة “ما عنْدنا ما نْديرُو ليك، خاصَّك تشري الحديد والخيوط باشْ نْديرو لخُوك العملية الجراحية”، رغم أن شقيقها لا يستفيد من أية تغطية صحية، وليس في جيبه سوى ثمن كسرة خبز على الأكثر.
وكم كان الوضع مؤثرا للغاية في لجوء شقيقة المعني بالأمر إلى طرق عدة أبواب، بحثا عن حل لأزمتها، دونما جدوى، قبل أن ترفع صرختها المريرة للمسؤولين ومكونات المجتمع المدني من أجل النظر لحالة شقيقها بعين الرأفة والرحمة، ومساعدته في محنته وكسوره التي من غير المستبعد أن تتعفن عاجلا أو آجلا، ومما تم تسجيله من مبادرات إحسانية قيام بعض سكان المدينة بجمع بعض الملابس والمال للمعني بالأمر وشقيقته.
وارتباطا بالموضوع، تم إشعار بعض الجهات المسؤولة بحالة المعني بالأمر، ومنها المندوب الإقليمي الجديد لوزارة الصحة الذي تفهم الحالة الإنسانية ووعد بالتدخل قريبا لدراستها وإمكانية تبنيها والتكفل بها، دون أن يفوت بعض المتتبعين اعتبار الحالة مسؤولية الدولة المغربية بالدرجة الأولى، إلى جانب قطاع الصحة الذي لا يريد، على ما يبدو، أن يعترف بالاستثناء والعمل على إيجاد الحل السريع للحالات المستعجلة والإنسانية بتأمين المستلزمات والمعدات الطبية للمستضعفين والمعوزين، على الأقل من باب حق الإنسان في الصحة وتقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.