تخليق العمل النقابي ضرورة ملحة.

مصطفى حتيم

لم يسبق للعمل النقابي ان وصل الى اكبر درجة من التردي والنكوص مثلما وصل اليه اليوم .حيث بلغ التشرذم اقصى مداه مع ما نجم عن ذلك من تشتيت القوة العمالية ورجحان كفة ميزان القوة لصالح الباطرونا ،وتجرؤ الحكومة على ضرب القدرة الشرائية للطبقة العاملة.والوسطى واوسع الجماهير الشعبية.خصوصا حكومة بن كيران المنتهية ولايتها بعيد تنفيذها اسوء الاجراءات المدمرة لكرامة الشغيلة المغربية.

 

لقد كان الامل معقودا على الفدرالية الديمقراطية للشغل حين تاسيسها سنة 2003 لعودة الروح للعمل النقابي.وبالفعل كانت الانطلاقة مشجعة؛وتنفس الاجراء الصعداء وهم يسمعون خطابا حداثيا وواقعيا خلص العمل النقابي من الشعبوية والخطابات التهييجية في مقابل ممارسة بيروقراطية تتعامل مع المناضلين كمريدين وزبناء وجب تدجينهم .واحتواء اية حركة تتغيا الاستقلالية الفكرية والتنظيمية في افق تطوير الحركة النقابية.

 

بيد ان الفدرالية بدورها لم تسلم من هذه الممارسات،حيث عادت الزعامة لتظهر في هذا التتظيم الجديد .وكان من الصعب تجاوزه في ظل عدم استيعاب الفكر الديمقراطي من طرف اغلبية المناضلين.او بالاحرى عدم قدرة بعض المناضلين على تحمل تكلفة الممارسة الديمقراطية الداخلية. بالتالي ذهب المناضلون الفيدراليون شذر مدر وضعفت شوكة المولود الجديد بمباركة جهات يشكل عليها فعل الدمقرطة خطرا حقيقيا على مصالحها .فتواطا الجميع من اجل تكريس الوضع النقابي على الحالة البئيسة التي هو عليها .

 

وحتى لا اطنب في التشخيص. وبعد كل هذا الذي وقع .فانني اعتقد انه لازال للفيدرالية دور اساسي ينبغي عليها ان تلعبه .بالاضافة الى الدور الكلاسيكي المتمثل في رفع المطالب الاجتماعية .والدفاع عليها،الا وهو مطلب التخليق والدمقرطة ،وذلك بجعل النضال من اجل استصدار قانون النقابات والمساهمة في تجويد مضامينه في الافق الذي اشرنا اليه ،لا يقل اهميةعن مطلب الزيادة في الاجروالرفع من حده الادنى!!!

Comments (0)
Add Comment