يوسف الساكت يكتب عن لائحة السفراء والقناصلة الجدد

عبد العظيم الشناوي، قنصل في ميلانو لعشقه أطباق سباكيتي.
فوزي السعيدي، سفير في إسبانيا لولعه برقصات الفلامينكو ومصارعة الثيران.
ثوريا جبران، سفيرة في فرنسا، حتى يتجنب اللصوص سرقة ديوان الشعر القديم المخبأ بعناية في جيب صغير في حقيبة يدها.
سمية بنخلدون، سفيرة للحب بالدول الإسكندنافية، والميلودي المخاريق، سفير في بولندا، كي يتعلم من “ليش فاليسا” أن تحقيق المطالب يقتضي كثيرا من الوضوح.
محجوبي أحرضان، سفير في أندونيسيا، وعبد الصمد بلكبير سفير في الكويت، وعبد الله البقالي، سفير في باكستان، كي نقتسم تعويضات الدعم التكميلي دون “معايير”.
عبد الهادي خيرات، سفيرا في البرازيل كي يشفي غليله من “الصامبا”، وعبد الحميد أمين، سفير، في كوبا، وخديجة الرياضي، قنصلة في هافانا، كي ينعم شارع محمد الخامس بالرباط ببعض الهدوء، ويشرب باشا أكدال قهوة الصباح بـ”باليما” دون إزعاج.
خالد عليوة، سفير في أستراليا، كي يملك “مبررا” مقنعا يمنعه من حضور جلسات التحقيق.
وعبد اللطيف وهبي سفير في أنغولا، حتى لا يجرفه “التيار”.
هذه لائحتي الصغيرة للسفراء والقناصلة الجدد.. قد تكون صحيحة، أو لا تكون، وقد تستدعى هذه الأسماء فعلا إلى حفل التعيين الرسمي، أو لا يحدث، وقد تنظم مراسيم تسليم السلط والاعتمادات، أو لا تجري من الأصل..كل الأشياء نسبية وغير مؤكدة في وطني، مادام المهم أن نوغل في الإشاعة، ونغرق في اللوائح والعواصم والأحلام والكوابيس إلى ما لا نهاية، ونتيح لمحترفي “حرق الأسماء” الفرصة لنشر الحمم والأحقاد وتصفية الحسابات بـ”الفن”.
خمس أيام من التسريبات والتعديلات وتعديلات التعديلات، وأسماء تضاف وأخرى تحذف دون أن نعرف من وضعها في البداية ومن أزالها في الأصل. بعض الجهات تستيقظ في الصباح الباكر، وتضع جداول كاملة بأسماء المعينين والعواصم وحواشي صغيرة لتبرير الاختيارات والغايات السياسية والديبلوماسية من تعيين شخصيات بعينها، وقبل أن تخلد إلى النوم تكون قد حذفت نصف اللائحة وعوضتها بأخرى بالتبريرات نفسها تقريبا.
لا أحد يجزم اليوم أنه يملك الحقيقة، خارج بلاغ رسمي واضح ينشر في الوكالة الرسمية، وهل يتعلق الأمر فعلا بحركة جديدة للسفراء والقناصلة، أم إشاعة تسربت من ممرات وزارة الخارجية لـ”قلقلة” السوق، وبث الرعب في عدد من المواقع الدبلوماسية المحصنة؟
ولأن الإشاعة مثل وباء سريع الانتشار، كان لا بد أن تصيب فيروساتها عددا من المواقع الإلكترونية التي “تنشط” في مثل هذه المناسبات، وتزيد على التسريبات كثيرا من البهارات، إمعانا في الغموض والخلط، حتى إذا نشرت اللائحة الحقيقة للسفراء الجدد، في يوم لا يعلمه إلا الله، لن يصدقها أحد.
بعض المواقع كانت تصنع لائحة على رأس كل ساعة، تنطلق بعضها الهواتف والتبريكات والتهاني والتغريدات والتدوينات والتعليقات المحابية والمتملقة لـ”السفراء الأصدقاء”، وكثير من هؤلاء وقع في المصيدة، وانطلق يبادل التبريكات بأحسن منها، قبل أن يجد نفسه خارج اللوائح التالية.
في انتظار الحقيقة، انتهز الإشاعة لإضافة أسماء جديدة للائحتي:
محمد الوفا، سفيرا معادا إلى الهند بعد اقتراب انتهاء مهمته التي عاد من أجلها: رفع الدعم على جميع المواد الأساسية تقريبا.
خديجة الزومي، سفيرة في الإمارات، قريبة من بواخر “النجاة”.
و….محمد بنسعيد أيت إيدر سفيرا في الجزائر و”أنا لي عارف علاش”..
يوسف الساكت

Comments (0)
Add Comment