بنعبد القادر يدفع باستلهام مبادئ تدبير القطاع الخاص من اجل حكامة عمومية

قال محمد بنعبد القادر  “أي تدبير للموارد البشرية من اجل حكامة عمومية”، هذا السؤال طرحناه في اعقاب الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش للسنة الماضية الذي دعا فيه جلالته وهو يفتح مسالك وافاق اصلاح الادارة ،  الى استلهام بعض مبادئ التدبير في القطاع الخاص الذي يتميز بالفعالية وحسن الاداء.

واضاف محمد بنعبد القادر الوزير  المكلف باصلاح الادارة والوظيفة العمومية في تصريح لجريدة “الاتحاد الاشتراكي” على هامش اللقاء الذي نظمته وزارته بتنسيق  مع المدرسة الوطنية  العليا للادارة،  وشراكة  مع منتدى التبادل واللقاءات الادارية العالمية (FERAM) ، (أضاف)، منذ ذلك الحين ونحن نعمل على جعل المنظومة الادارية منفتحة على أساليب اكثر فعالية ونجاعة لذلك عقدنا السنة الماضية في هذه المؤسسة ندوة وطنية حول ” الحكامة الادارية في القطاع الخاص والقطاع العام”،  وزاد قائلا ” اليوم ونحن نهيء الميثاق الوطني للمرافق العمومية وايضا مقبلين على مراجعة منظومة الوظيفة العمومية وهذه المراجعة تقتضي ابتكار اساليب جديدة لتدبير الموارد البشرية للدولة كعنصر اساسي في عملية الاصلاح.

واوضح المسؤول الحكومي في ذات السياق ان لا  اصلاح للمنظومة الادارية ومراجعة منظومة   الوظيفة العمومية دون اشراك العنصر البشري وادماجه وتحفيزه وجعله المحرك الاساسي لتحديث الادارة باعتباره الرأسمال البشري  الذي سيدفع بعجلة الاصلاح الى اقصى مدى لترسيخ ثقافة جديدة داخل المرفق العمومي تتوخى تجويد الخدمة العمومية والمساهمة الفاعلة في التنمية الشاملة للبلاد.

وشدد بنعد القادر في كلمة له بالمناسبة على النموذج الذي ورثه المغرب عن التجربة الفرنسية ابان الحماية، قد استنفذ مهامه وبين عن حدود ابعاده واصبح ينتج سوى الازمة بحيث يعتمد على نظام اساسي للوظيفة العمومية تعرض لاكثر من 14 تعديل، داعيا في هذا الصدد لاعتماد نموذج جديد يعتمد على تدبير الكفاءات حسب الاستحقاق والاداء وليس تدبير المسارات المهنية دون الاخد بعين الاعتبار المردودية والاداء والنتائج.

ومن جهته دعا  الاكاديمي وعضو المجلس الاداري للمنتدى على السدجاري الى خلخلة الثقافة السائدة داخل الادارة العمومية باتجاه التغيير ولا يتأتى ذلك الا بالابتكار،  وانتاج تدبير عصري للموارد البشرية باعتبارها هي الثروة الغنية للبلاد، ولابد من ان ينبني هذا التدبير  على مبادئ التحفيز والتكوين المستمر والتقييم والمراقبة والمتابعة…  بهدف الرفع من مستوى الفعالية والنجاعة داخل المرافق العمومية.

وانتقد السدجاري النموذح الكلاسيكي المعتمد على الاساليب التدبيرية التقليدية في القطاع العمومي والتي اصبحت متجاوزة، مشددا في نفس الان على ضرورة مساءلة هذا النموذج والعمل على تغييره في كليته وجزئياته من اجل ابتكار اساليب ومناهح تدبيرية تتماشى والحكامة العمومية للوصول الى النتائح المرجوة المتمثلة في ادارة مواطنة ناجعة ونزيهة.

وعرف هذا اللقاء الذي حضره عدد من ممثلي القطاعات الوزارية المكلفين بتدبير الموارد البشرية وخبراء، عدد من المداخلات لاكاديميين ومسؤولين في القطاع الخاص والعام حول تدبير الموارد البشرية، تدبير الكفاءات، الحكامة العمومية والرأسمال البشري، نموذح جديد للوظيفة العمومية من اجل ادارة ناجعة… واعقب ذلك نقاش غني ومستفيض من قبل المشاركين في هذا اللقاء.