باختزال .. لكي نصوم ساعة أقل، وجب الرجوع إلى الساعة القديمة؟

محطة24 – جواد مبروكي (*)

لماذا زيادة ساعة على التوقيت الطبيعي على مدار العام إلا في شهر رمضان؟
الساعة الطبيعة البيولوجية للدماغ، خصوصا عن الأطفال والمسنين، لا تستحمل للدماغ هذا اليويو بالساعة، لأن هذا يزعج المخ ويجبره على التكيف مع جدول وقتي ضد الطبيعة.
عقولنا مبرمجة للاستيقاظ مع شروق الشمس والنوم بعد غروبها حيث تحدث الإفرازات الهرمونية الدماغية وفقًا للإيقاع الزمني (الليل والنهار). كما ان هذه الغدد الدماغية نفسها مسؤولة عن موازنة بقية الغدد الرئيسية في الجسم.
واحدة من أخطر عواقب هذا اليويو بالساعة هو اضطراب المزاج، إما الاكتئاب أو على العكس الهوس. وهنا لا نحقق أي وفورات في الموارد البشرية، بل نلاحظ خسائر صحية وبشرية واقتصادية كبيرة (العذاب وتكاليف الطبيب والأدوية وشواهد طبية مع الغياب في العمل واضطراب في الشغل…).
هذا اليويو بالساعة له ما يبرره من خلال توفير الطاقة ولكن أليس هذا الاقتصاد النهم سبب بؤس العالم وسبب الحروب؟
دعنا نعترف بأن هذا اليويو بالساعة فعال لصحة الاقتصاد، ولكن ماذا عن الممارسة الدينية؟ العودة بساعة إلى الوراء في شهر رمضان، أليس هذا تناقضا؟
إذن لدي سؤالان:
1- أليست عودة ساعة إلى الوراء عودة إلى ضياع الاقتصاد خلال الشهر الكريم؟
ا- هل يربح المغاربة الكثير من المال خلال رمضان وفجأة يصبحون أثرياء ببركة الله؟
ب- أم أن الدولة تجد نفسها في رمضان بفائض في الأرباح ثم تسمح لنفسها بعدم الادخار لمدة 30 يومًا في السنة؟
ت- أو ربما تدعم الحكومة مضيعة شهر رمضان (صدقة للمؤمنين)، مما يفسر ترف استهلاك المغاربة لمدة 30 يوما في السنة؟
2- أليست العودة بساعة إلى الوراء وسيلة لغش شهر رمضان وتقليل صيام ساعة واحدة والاستفادة من ساعة نوم إضافية وساعة اقتصادية من الجوع في اليوم؟ أليس هذا تناقضا مع مبادئ الإيمان؟ وهل إهدار الطاقة والمال لا يتعارض مع مقاصد رمضان؟
لكي نكون في روح الإيمان والتضحيات الروحية لشهر رمضان، ألا ينبغي أن نقدم الساعة بمقدار 60 أو 120 دقيقة خلال الشهر الكريم قصد تقليل إهدار الموارد الطبيعية وتعزيز الروحانيات بشكل إيجابي؟ أم هو فقط شهر لممارسة الجوع؟

(*) الدكتور جواد مبروكي، طبيب نفسي ومحلل نفسي للمجتمع المغربي