خنيفرة – محطة24: أحمد بيضي
تجري أجهزة الأمن بخنيفرة تحقيقات وتحريات مكثفة، لتحديد ملابسات واقعة “اختطاف” مستشارة ببلدية خنيفرة من طرف ” شخص مجهول” قالت بأنه تمكن خدعها ليختطفها ليلا نحو موقع منعزل حيث حاول ذبحها بسكين، في حين أجمعت مصادر متطابقة أن خيوط القضية ما تزال متشابكة ومعتمة في انتظار ما سوف تسفر عنه نتائج التحريات الأمنية بخصوص هذا اللغز المحير الذي لا يختلف عن أفلام التشويق والمغامرة، إذ ما تزال التحقيقات جارية لفك طلاسمه وتحديد هوية الشخص المشتبه فيه، والذي حددت الضحية أوصافه بأنه شخص أبيض الشعر في عقده الخامس أو السادس من العمر، قبل أن تشير بأصابع الاتهام لموظف ببلدية المدينة.
واستنادا إلى مصادر مقربة من المستشارة المعنية بالأمر، والعاملة بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، ص ب، فقد كانت هذه الأخيرة، مساء السبت الماضي 4 يونيو 2016، رفقة شقيقتها تتسوقان وسط المدينة، وفي مكان قريب من شارع محمد الخامس، الذي كان يعج بالحركة كعادته كل مساء، استوقفها الشخص المذكور عندما ناداها باسمها وهو في سيارته، مدعيا، حسب الضحية، أن زوجته على وشك الإنجاب بقسم التوليد وطب النساء بالمستشفى الإقليمي، ملتمسا منها يد المساعدة بوصفها عاملة معروفة بهذا المستشفى ومستشارة ببلدية المدينة.
ولم يكن من المعنية بالأمر، حسب مصدر عائلي، غير مطالبة الشخص المذكور بانتظارها قليلا حالما تلحق بشقيقتها التي سبقتها باتجاه سكناهما، وإشعارها بالموضوع وطمأنتها في حال تأخرها، إلا أن الشخص تمكن من استدراجها وإقناعها بالركوب معه في سيارته للحاق بشقيقتها أو إيصالها لمنزلها بحي حمرية، مبديا أسلوبا من الاحترام واللطف في البداية، وفور موافقتها على مرافقته، لم تشعر ببداية فصول الرعب إلا وهو يتجاوز الحي المقصود ثم مقبرة أحطاب باتجاه خلاء منعزل ومظلم، على طريق “تجموت”، حيث أقدم على تجريدها من حقيبتها التي تحتوي على هاتفها النقال ومبلغ مالي، وخاطبها، ببرودة دم، بأنه جاء خصيصا لقتلها، لأسباب لم تتضح بعد.
ولم تكن المعنية بالأمر تتوقع أن تذهب توسلاتها سدى، إذ انقض عليها مختطفها بالعنف والضرب، قبل أن يستل سكينا من جيبه، محاولا طعنها به، حسب قولها، لولا غريزة الحياة التي جعلتها تقاومه بشدة، ما تسبب في إصابتها بجروح غائرة على مستوى اليد والذراعين وأجزاء متفرقة من جسدها، فضلا عن تهشم نظارتها الطبية، في حين تمكنت من إصابته بخدوش على مستوى الوجه والعنق، ومزقت قميصه، وأمام ارتفاع صوت استغاثتها لم يجد الشخص أمامه غير الإقلاع والهرب بعد أن رمى بضحيته خارج السيارة وداس إحدى قدميها الحافيتين، وهي من دون هاتف محمول بعد أن ضاع منها في السيارة المعلومة.
ونظرا لخلو المكان وقتها من أي إنسان، اضطرت الضحية، حسب مصادر عائلية، إلى العودة نحو حيها البعيد رغم ظلمة الليل وصعوبة الرؤية، وقد كاد قلبها أن يتوقف من شدة الخوف لولا مرور سيارة أجرة من ذات الطريق، وتفهم صاحبها حالة الضحية التي توجه بها إلى مقر الشرطة، حيث تم الاستماع لأقوالها قبل نقلها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية.
وتفيد تطورات ملف القضية أن الشرطة القضائية عادت إلى استكمال إجراءات التحقيق مع الضحية بغاية الإلمام بكل التفاصيل، وخلال ذلك انتقلت لمسرح الواقعة للتحري الميداني والتقاط صور منه، ولازالت تجري تحرياتها في كل الاتجاهات، ولعلها ستستعين بجزء قميص الشخص، كما قد تعمل على الاستعانة ببعض كاميرات المراقبة في محاولة للوقوف على سيناريو اللحظة التي التقى فيها الشخص بالضحية على مستوى الشارع، في حين كان رئيس المنطقة الأمنية قد أجرى لقاء مع الضحية التي قام مسؤول بالنيابة العامة بزيارتها كذلك في المستشفى الإقليمي.
وارتباطا بذات السياق، قالت مصادر متطابقة إن الضحية، الصالحة برادي، تعيش حاليا حالة نفسية وجسدية صعبة دون نجاح المتتبعين في نفض الغموض عن خفايا وتفاصيل الحادث الذي تضاربت حوله الكثير من التخمينات والآراء، وما إذا كانت له أسبابه الخفية أو علاقة بتصفية حسابات خاصة مع الضحية أو مع شقيقها الفاعل السياسي بجماعة آيت إسحاق، والجميع يتطلع للكشف عن “الحقيقة الغائبة” في ثنايا الواقعة.