خنيفرة/ محطة 24: أحمد بيضي
عاشت مدينة خنيفرة على إيقاع واحدة من العادات الدينية المغربية الأصيلة، من خلال احتفال مميز، نظمه المجلس العلمي المحلي بتنسيق مع جمعية الإخلاص، تكريما لثمانية طلبة بمناسبة ختمهم لحفظ القرآن الكريم، وذلك في موكب حاشد شهد حضورا مكثفا من المواطنات والمواطنين، من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، والفقهاء والأئمة وأهل المتون وطلبة المعاهد والمدارس العتيقة، فضلا عن العديد من الفعاليات المجتمعية المحلية وأعضاء المجلس العلمي المحلي ولجانه ومكوناته من موظفين ومرشدات.
وقد انطلق الموكب من مقر كتاب عمرة بنت عبدالرحمن، مرورا من شارع إدريس الثاني وشارع محمد الخامس، إلى غاية ساحة 20 غشت وسط المدينة، يتبعهم عدد من الأئمة والطلبة يرددون آيات من القرآن والأناشيد الدينية، وقد تسابق الكثيرون إلى أخذ صور تذكارية مع المحتفى بهم الذين كانوا ممتطين صهوات خيول تم إعدادها خصيصا للمناسبة، وحاملين ألواحهم بين أيديهم، وهي مزينة برسوم وزخارف وبعض الآيات الكريمة، في مشهد أوشكت تحولات العصر الراهن طي طقوسه المستمدة جذورها من عمق التراث المغربي وأصالة تقاليده ووجدان أمته.
وما إن بلغ الموكب الاحتفالي إلى الساحة حتى أخذ رئيس المجلس العلمي المحلي، الدكتور المصطفى زمهنى، كلمة أثنى فيها على المحتفى بهم، ومركزا على فضائل القرآن الكريم، ومدى ارتباط المغاربة به كبلد علم ودين، كما لم تفته الإشارة إلى مكانة خنيفرة في لدى بعض العلماء كمنطقة يعتبر فيها القرآن الكريم أساسيا بوصفها عاصمة القرآن، معتبرا الاحتفال بطلبة ختموا حفظ القرآن بمثابة صيانة لتراث الأجداد وتعظيم لكلام الله تعالى، كما هو تحسيس بما يتضمنه القرآن من دعوات للتعايش والتسامح ونبذ للغلو والتطرف والإرهاب.
وبذات المناسبة، أقام المجلس العلمي المحلي حفل عشاء برحاب مدرسة الإمام نافع العتيقة، حيث افتتح بكلمة للمجلس العلمي المحلي، تلاها ذ. محمد بوربيع، ثم كلمة للمندوب الإقليمي للأوقاف والشؤون الإسلامية، ذ. الحبيب الكردودي، وأخرى باسم جمعية الإخلاص، وبينما تم تتويج ذلك بدرس ديني للدكتور المصطفى زمهنى تحت عنوان: “طريق أهل الإيمان في الانتفاع بالقرآن”، تميز الحفل، الذي نشطه ذ. بلعيد حينة، بعدة فقرات شملت قراءات قرآنية، جماعية وفردية، وتوزيع جوائز وشهادات ومساهمات مالية على الطلبة المحتفى بهم، إلى جانب تكريم مدرّرين ومدرّرة ممن تخرج هؤلاء الطلبة على أيديهم.
ومعلوم أن الطلبة المحتفى بهم هم على التوالي، خديجة الكطيوي وخولة البوشتى، من مدرسة كتاب عمرة بنت عبدالرحمن بخنيفرة، وهذه الأخيرة هي أصلا تلميذة بمستوى جذع مشترك علمي، كانت قد حصلت العام الماضي على معدل 17.79 بمستوى التاسعة أساسي، وفي الأسدس الأول من المستوى الحالي حصلت على معدل 18.21، أما باقي الطلبة فهم أحمد الشيفاني، زهير منصور وأحمد زروف، من مدرسة كتاب الشيخ زروق بالقباب، ثم سعيد منصور، العرابي أفتاتي وعماد بن عياد من مدرسة كتاب الإمام نافع بخنيفرة، في حين لم يفت المنظمين تكريم امرأتين، إحداهما، فريدة أوتحباست، عاملة متطوعة بكتاب الشيخ خليل بتغسالين، وآسية أوشبار، أستاذة بالثانوية التأهيلية القدس بتغسالين، تم الاحتفاء بمجهوداتها المقدمة بالمدرسة العتيقة الشيخ خليل.
التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟