ندوة دولية بالرباط لجعل المياه أولوية في المفاوضات الخاصة بمؤتمر COP22
محطة24 – متابعة
يستعد المغرب لاحتضان ندوة دولية حول الماء والمناخ بالرباط ما بين 11 و 12 يوليوز، تحت شعار «الأمن المائي من أجل عدالة مناخية». وينظم هذا الحدث المهم في إطار النهج التطوعي والجاد الذي يلتزم به المغرب لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري بغية جعل أراضيه وحضارته أكثر مرونة مع تغير المناخ، مع ضمان الانتقال السريع إلى الاقتصاد منخفض الكربون.
وفي سياق تعبئة المجتمع المدني وجميع مكونات البلاد إلى جانب المجتمع الدولي لمكافحة تغير المناخ وضمان الإدارة المتكاملة للمياه والتنمية المستدامة، مما جعل من المغرب اليوم فاعلا ذو مصداقية في مجال السياسة المائية ومكافحة تغير المناخ والتنمية المستدامة، وتوقيعه ومصادقته على الاتفاقيات الدولية الرئيسية المتعلقة بالتنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، وانضمامه إلى المبادرات الدولية في مجال المياه وتغير المناخ، وميثاق باريس حول المياه، وتعزيز وتطوير الإطار التشريعي، والمؤسساتي والمالي المغربي للإدارة المتكاملة للمياه ومكافحة تغير المناخ والتنمية المستدامة، وتنفيذ استراتيجية وطنية للطاقة تجعل المغرب رائدا في تطوير الطاقة المتجددة، واعتماد استراتيجية وطنية للمياه لضمان التكيف مع تغير المناخ وإمدادات المياه المستدامة في البلاد في عام 2030.
وتهدف هذه الندوة إلى جعل شأن المياه ذو أولوية في عملية المفاوضات بشأن تغير المناخ في مؤتمر الأطراف مراكش. وذلك بتحسيس واضعي السياسات بتأثير تغير المناخ على المياه، والتأكيد على أهمية المياه باعتبارها مجالا للتخفيف والتكيف والمرونة بتميز.
- كما يرتقب أن تتم تعبئة الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين والعلميين والتقنيين بحيث يتم وضع التحديات المتعلقة بالمياه في طليعة مفاوضات COP التي ستجري في مراكش، وتوحيد ومتابعة المبادرات والالتزامات التي اعتمدت في COP21، بما في ذلك مبادرة “ClimateisWater”، وائتلاف المدن الكبرى للمياه، وميثاق باريس حول المياه والتكيف مع تغير المناخ في الأحواض، وتحالف الأعمال لمياه الشرب وتغير المناخ، والتزامات المجتمع المدني بما في ذلك التزامات المنظمات غير الحكومية والشباب.
- والعمل على إحداث حركية لصالح المياه استعدادا لليوم الذي سيخصص للمياه خلال COP22. و تحقيقا لهذه الغاية، سيتم انشاء قاعدة لترتكز عليها المناقشات الدائرة في المؤتمر، وسيتم تجميع محتوى هذه القاعدة في شكل كتاب أزرق.
- ويرتكز برنامج الندوة على دورات تعالج القضايا المرتبطة بالمياه في خضم التغيرات المناخية، ومكانة تدبير المياه في اتفاق باريس، كما سيتم التطرق إلى المشاكل المرتبطة بالعدالة المناخية بافريقيا.
Hhgالمؤتمر سيساهم في عرض مساهمات بناءة حول قضايا المياه لعرضها ضمن فعاليات COP22
1 . لماذا هذا المؤتمر الدولي؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، دعني أقول لك إن الماء يعتبر الضحية الأولى للتقلبات المناخية، فأغلب الانعكاسات والآثار للتغير المناخي تتمظهر في دورة الماء، عبر ارتفاع حدة الظواهر القصوى من جفاف وفيضانات وتصحر.
لذلك كنت أؤكد، دائما، على ضرورة إعطاء قطاع الماء المكانة المركزية على مستوى المفاوضات المناخية. ولحسن الحظ أن قناعتي هذه يتقاسمها معي جميع الشركاء في مجال الماء على الصعيد العالمي، وذلك ما جعلنا، بشكل مشترك، مع الوزارة الفرنسية للبيئة والطاقة والبحار، والمجلس العالمي للمياه، نبادر إلى تنظيم مؤتمر دولي حول الماء والمناخ يومي 11 و 12 يوليو 2016 بالرباط، وذلك تحت شعار ” الأمن المائي من أجل عدالة مناخية ”
ويهدف هذا المؤتمر، بالأساس، إلى تحسيس صناع القرار السياسي من أجل وضع التحديات المرتبطة بالماء في صلب مفاوضات مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين للاتفاق الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية وآليات التنفيذ العملي لاتفاق باريس.
ومن المهم أن أشير إلى أن المؤتمر سيشهد مشاركة العديد من الشخصيات الحكومية والخبراء الدوليين في مجال الماء من مختلف دول العالم، كما ستمكن التمثيلية السياسية الوازنة في حفل الافتتاح، ومن خلال مختلف الجلسات والفعاليات والأشغال، من وضع الماء في الأجندة السياسية، ومن إعطاء إشارة قوية للمجتمع الدولي للماء والمناخ من أجل تبويء الماء المكانة التي يستحقها في المفاوضات حول المناخ.
ونسعى إلى تنظيم المؤتمر على نحو يمكن من طرح القضايا المزمع مناقشتها، والتي من المهم تقديم الأجوبة العلمية والسياسية عنها، من أجل فهم التداخل القائم بين المناخ والماء، وكذلك الترابط بين الماء ومختلف القطاعات التي لها علاقة بالتنمية البشرية (الطاقة، الأمن الغذائي، التربية والصحة…..)
2. هناك مائدة مستديرة وزارية مخصصة للدول الإفريقية، ما الحكمة من ذلك؟
فعلا، بالإضافة إلى أربع جلسات ستغطي جميع الجوانب المتعلقة بإدارة الموارد المائية في ارتباط بالتغيرات المناخية، فإننا اخترنا أن يضم برنامج المؤتمر مائدة مستديرة، على مستوى وزراي، مخصصة لأفريقيا، الغرض منها مناقشة التحديات المطروحة على الدول الإفريقية التي لا تزال تعاني من نقص حاد في الماء الشروب وفي الولوج إلى أنظمة الصرف الصحي، حيث هناك ما يقرب من 300 مليون مواطن إفريقي لا زالوا لا يتوفرون على مصدر للماء، فجل الدول الإفريقية تعاني من الآثار السلبية جدا للتغيرات المناخية، دون أن تكون مسؤولة عنها.
كما يرمي هذا اللقاء الدولي إلى دراسة سبل وكيفية إنصاف القارة الإفريقية بإقرار عدالة مناخية، من خلال المبادرات والبرامج التي يجب تنفيذها على وجه السرعة لتحسين وضع المياه والصرف الصحي في هذه القارة.
فضلا عن ذلك، فإنه من شأن هذه المائدة المستديرة أن تسمح بأن يكون لإفريقيا موقف مشترك، ورؤية موحدة ترمي إلى إدراج الماء ضمن آليات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، كما ستمكن أيضا من نقل رسالة قوية من البلدان الأفريقية إلى مختلف الأطراف في مؤتمر (كوب 22)مراكش، مفادها السعي الجدي، وبمسؤولية تاريخية، نحو ضمان تعبئة التمويل اللازم والمناسب لتسريع الولوج إلى الماء الشروب وخدمات الصرف الصحي في أفريقيا.
3. ماذا سيضف قطاع الماء ل”قمة” المناخ بمراكش؟
من المؤكد أن المؤتمر سيشكل فرصة سانحة ومساحة للعمل من أجل إعداد مساهمات بناءة حول قضايا المياه لعرضها ومناقشتها خلال اليوم الذي سيخصص لموضوع المياه ضمن فعاليات COP22، ذلك أن هذا المؤتمر يسعى إلى التأكيد على ضرورة مواصلة المبادرات التي تم اعتمادها خلال مؤتمر (كوب 21)، ولاسيما مبادرة “الماء هو المناخ” و مبادرة “تحالف المدن الكبرى حول الماء”، بهدف صياغة مقترحات وجيهة بقصد إدراج قضية الماء على مستوى مختلف محاور النقاشات حول المناخ التي ستدور خلال مؤتمر (كوب 22) بمراكش.
لهذه الغاية، فإنه تم تصور البرنامج العام للمؤتمر ليضم الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالماء في ضوء التغيرات المناخية والتي ستعالج من خلال أربع جلسات، حيث من المنتظر أن تسفر أشغال المؤتمر عن إعداد “كتاب أزرق”،سيتم تقديمه وتوزيعه خلال فعاليات COP22، والذي يشكل توليفا للخلاصات والتوصيات الصادرة عن هذا الأخير ، والرامية أساسا إلى وضع الماء في صلب المفاوضات المناخية المتعلقة بتفعيل اتفاق باريس.