التوراني: صحافي كبير في حالة حرجة
عبد الرحيم التوراني
علاقتنا الإنسانية تمتد إلى ما يزيد على ثلاثة عقود، اختلفت معه في الرؤية والطريق، لكن دون أن نخسر بعضنا كصديقين. جمعتنا المهنة والعلاقات المشتركة، وفضاءات تصريف التعب، حيث نهرع إلى تبديد اليأس والضجر بمتعة المساءات الجميلة.
آخر مرة التقيته فيها، قبل سنة ونيف، كانت على هامش تقديم مؤلف حول “الإرهاب في المغرب”، واكتشفت أن بصره ضعف، لما اقتربت منه تعانقنا بحرارة، ابتسامته العذبة لم تتبدل. سرني إثناؤه على موضوع صحفي قرأه لي وشكرته.
هو من آخر الكبار في بلاط صاحبة الجلالة ببلادنا، جاءها ذات يوم من عقد السبعينيات قادما من مسرح الهواة، من مدينة فاس، وما أدراك ما مسرح الهواة في السبعينيات ودوره الطلائعي الذي نهض به في مغرب كان يزخر بالأمل. وكانت له صولات وجولات ككاتب مسرحي.
عرفته قاعات تحرير ” العلم” و” الميثاق الوطني” و” رسالة الأمة” واحتضنت مقالاته وتحليلاته السياسية ” المستقبل” الباريسية و ” الحياة” اللندنية. مرورا بالمجلة التي كان أصدرها مع صديقه محمد أحمد باهي. وكانت أحب المواضيع إلى نفسه قضية الصحراء ومقارعة خصوم الوحدة الوطنية، بل إنه صار من أبرز الخبراء والمتخصصين في المجال.
اليوم يرقد الصحفي الكبير محمد الأشهب في أحد مستشفيات العاصمة، ويقول الأطباء أن حالته حرجة، والزيارة ممنوعة عنه.
رفيقة حياته الإعلامية إقبال إلهامي لا تريد ابتلاع كل هذا الجحود الرسمي تجاه صحافي كبير قدم وأعطى الكثير للمهنة وللوطن ويقابل اليوم بالإهمال والنسيان…
ينسى كأنه لم يكن .