محطة 24 – خنيفرة -أحمد بيضي

 

نظمت “مدرسة النصر” بمريرت، إقليم خنيفرة، حفلا رائعا على شرف تلامذتها الفائزين في اقصائيات النسخة 11 للمهرجان الجهوي للمسرح المدرسي بجهة بني ملال خنيفرة، والذي احتضنته، هذه السنة، مدينة خنيفرة، تحت شعار: “المسرح المدرسي دعامة للتربية على القيم والانفتاح على المحيط”، وحضر الحفل، إلى جانب المدير الإقليمي للتربية الوطنية، رئيس مصلحة الموارد البشرية ومسؤولون بالمديرية الإقليمية، وممثلون عن الفرع الإقليمي للتعاون المدرسي، وجمعية تيغزى أطلس، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ وفعاليات تربوية وجمعوية محلية.

وبالمسرحية الفائزة “رحيل” سيتم تمثيل جهة بني ملال خنيفرة في الإقصائيات الوطنية للمهرجان الوطني للمسرح المدرسي الذي ستحتضنه مدينة آسفي، خلال نهاية ماي 2017، علما أن مدرسة النصر لها تجربة ملموسة في ثقافة المسرح المدرسي بعد تتويجها العام الماضي بمسرحية “وطني الأخضر” لمؤلفها ومخرجها حموتي البكاي، وفي رصيدها مسرحيات رائعة لا تقل عن “الحقيبة” و”شهريار” وغيرها.

ومعلوم أن منافسات المهرجان الجهوي للمسرح المدرسي عرفت مشاركة خمسة عروض مسرحية، تنتمي لمديريات أقاليم الجهة، خنيفرة، بني ملال، الفقيه بن صالح، خريبكة وأزيلال، قبل كلمة لجنة التحكيم التي أعلنت عن نتائج المهرجان والمسرحية الفائزة، حيث شاركت مديرية خنيفرة بمسرحية “رحيل” لمؤلفها ومخرجها حموتي البكاي، وتحكي دور الحشرات في حماية التنوع البيولوجي والتوازن الطبيعي، وصراعها من أجل البقاء، في حين شاركت مديرية خريبكة بمسرحية “مؤسسة الجودة” لمؤلفتها ومخرجتها راضية بركات، وتتحدث عن أدوار المدرسة الجديدة وانفتاحها على محيطها باعتباره امتدادا لها ومساهما إلى جانبها في التربية على المواطنة وقيم التسامح.

أما مديرية أزيلال فشاركت بمسرحية “غضب الحروف” لمؤلفها ندى مهري ومخرجها محمد الرفاعي، وتعالج ظاهرة نفور الشباب من اللغة العربية مقابل إقبالهم على غيرها من اللغات، وتحاول المسرحية إعطاء إشارات للمدرسة العمومية من أجل رعاية لغة الضاد، ومن جهتها شاركت مديرية الفقيه بنصالح بمسرحية “نافذة على الشارع” لمؤلفتها حبيبة مقيسات ومخرجتها زهور مقيسات، وتتناول ظاهرة أطفال الشوارع، ومعاناتهم مع التشرد والحرمان، مع إبرازها مدى دور المجتمع في مواجهة هذه المشكلة الاجتماعية، بينما شاركت مديرية بني ملال بمسرحية “حكايات قرية” لمؤلفها ومخرجها عمر بلعريف، وتحكي قصة قرية تعيش في ود وسلام قبل حدوث خلافات تتسبب في انقسام سكانها إلى طائفتين، إحداهما تفكر بقوتها والثانية بعقلها، لتنتهي المسرحية بسؤال كبير، هل بناء المجتمعات وتكاملها يكون بقوة العقول أم بقوة الأجساد؟ أم في وحدتهما وتمازجهما؟.

وقد تواصلت فعاليات المهرجان الجهوي للمسرح المدرسي، بفضاء القرب (دار المواطن) بخنيفرة، على مدى أيام الخميس، الجمعة والسبت، 4، 5 و6 ماي 2017، حيث خرجت مداولات لجنة التقويم للتحكيم بالإعلان عن استحقاق جائزة النص الدرامي المتميز لمديرية بني ملال، والانسجام الجماعي لمديرية خنيفرة، والديكور المتميز لمديرية خريبكة، وإدارة التمثيل لمديرية أزيلال، في حين عادت الجائزة التشجيعية لمديرية الفقيه بنصالح. 

وكان المنظمون قد اختاروا، مساء الأربعاء 3 ماي 2017، التمهيد لفعاليات للمهرجان الجهوي للمسرح المدرسي بكرنفال جهوي، لأطفال جهة بني ملال خنيفرة، جاب شارع الزرقطوني بخنيفرة، وإلى نحو مدار ساحة المسيرة، وتميز بمشاركة عدة فرق تتكون من تلاميذ المؤسسات التعليمية، العمومية منها والخصوصية، والممثلة لعدد من مديريات الجهة، حيث تم استعراض مجموعة من الإبداعات والأفكار والأزياء والفلكلور المميز للأقاليم المشاركة في التظاهرة التي أكدت للجميع مدى جهود الأطر التربوية والإدارية، وكذا الفروع المحلية والإقليمية لجمعية تنمية التعاون المدرسي في التحفيز على الإبداع والتربية على المواطنة والقيم الكونية، والرفع من مواهب وقدرات التلميذات والتلاميذ،  والارتقاء بسلوكياتهم الفردية والجماعية.

ويشار أن افتتاح فعاليات النسخة 11 من المهرجان تم بكلمة المدير الإقليمي للتربية الوطنية بخنيفرة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ثم كلمة المكتبين الوطني والإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي، حيث أبرز المدير الإقليمي أن “الهدف من هذه التظاهرة التربوية هو الارتقاء وتفعيل أنشطة الحياة المدرسية، انسجاما مع روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يؤكد على ضرورة إنعاش الأنشطة المدرسية الموازية وتنزيلا للرؤية الإستراتيجية 2015/ 2030″، مع اعتبار المسرح المدرسي “ركيزة أساسية من ركائز الأنشطة التربوية التي تنمي شخصية المتعلم وتقويها فكريا وروحيا، وهو أسضا دعامة قوية في تعزيز قيم المواطنة وترسيخ السلوك المدني”، سواء داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها.

وبدوره، أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على عمل الأكاديمية “من أجل تشجيع المؤسسات التعليمية على تنظيم الأنشطة التربوية وإدماجها في مشروعها التربوي، سيما منها المعنية بالمسرح المدرسي والسينما، إلى جانب الأندية التربوية التي تعتبر آلية فعالة في ترسيخ المبادئ والقيم الكونية”، ولم يفت مدير الأكاديمية بالمناسبة الكشف عن إستراتيجية الأكاديمية الهادفة إلى الارتقاء بالثقافة المسرحية بالمؤسسات التعليمية على مستوى الجهة، ومن ذلك العمل على إحداث محترفات المسرح والتمثيل، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة التلميذات والتلاميذ ومؤطريهم في مجال الثقافة المسرحية وتقنيات التمثيل والدراما والسيناريو والإخراج.

ولاعتماد المهنية في الاشتغال الفني، ذكر مدير الأكاديمية بتزويد مؤسسة الإبداع الفني والأدبي التابعة للأكاديمية بطاقم تربوي كفء، بالقول إن هذه المؤسسة هي رهن إشارة مختلف الفاعلين في المجال، من جمعيات ومؤطري الأندية، وهي مؤسسة نظمت أكثر من 40 نشاطا مسرحيا، خلال السنة الجارية، ولم يفت مدير الأكاديمية تبشير الحضور بالتحضير لافتتاح مؤسستين أخريتين بكل من مدينتي خنيفرة وأزيلال، خلال بداية الموسم الدراسي المقبل.

وبعد كلمتي المكتب الوطني والفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي، عاش الجميع مع حفل الافتتاح بفقرات غنائية ولوحات فنية أبدع فيها أطفال مدرسة آيت عثمان، مع تقديم العرض المسرحي الأول “رحيل” الذي صفق له الحضور بحرارة وإعجاب، قبل إسدال الستار بتكريم فعاليات تعاونية وتوزيع الشهادات والتذكارات، في حين حمل البرنامج رحلة جماعية نحو منابع أم الربيع وبحيرة أكلمام أزكزا ومنتجع أجدير لاطلاع الجميع على المؤهلات الطبيعية الخلابة التي يزخر بها إقليم خنيفرة.