ثقافة التتويج والاعتراف بمسار المتقاعدين تتوهج في سماء “ثانوية لسان الدين بن الخطيب” بسلا

سلا – محطة24 – بوعمرو العسراوي
” أنتم لستم متقاعدات ومتقاعدين، ولم تسكتوا عن الكلام المباح، مادمتم تملأون الذاكرة بالحكي، ومادمنا نتسمع صوتكم بداخلنا، فيرتد صدى ينبهنا بفصيح شعار الاعتراف: لكي نسعف الذاكرة على تمرين الاعتراف علينا أن لاننسى أننا قد ننسي..”، هكذا ورد في كلمة تقديمية في مستهل حفل تكريم متقاعدين من إداريين وأساتذة مؤسسة بن الخطيب تلتها باسم هيئة التدريس الأستاذة نبيلة المختاري، منسقة نادي اللغات، وطرز خيوطها الطافحة بتلاوين ” البوح والحب، والاسترجاع والمراجعة، والذكر والتذكر” الأستاذ عزيز لزرق، “حكيم المؤسسة” الرجل الرحالة بين مروج ومراتع سؤال الحكمة والفلسفة.
في حفل التكريم تعانقت ألوان الحب والورود، وحضر جميل الاعتراف بالمجهود والمسار، إذ تحت شعار ” أسماء في الذاكرة” جاء الاحتفاء والتكريم، في مبادرة محمودة من هيئة تدريس وإداريي “الثانوية التأهيلية لسان الدين بن الخطيب” في عمق مقاطعة تابريكت بسلا، إشراقة جميلة تحققت بفعل انخراط تشاركي من لدن جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إدارة المؤسسة، هيئة التدريس، وأيضا في المجهود الكبير الذي بذلته لجنة التنظيم تحت قيادة الأستاذة القديرة نعيمة معروفي في سبيل إخراج حفل التكريم في حلة بهية.
في حفل التتويج اختلطت كل ألوان الطيف واختلطت نبرات الكلمات بتموجات المشاعر الرقيقة والفياضة، وتداخلت تلاوين أثر اللحظة مع همسات الاسترجاع والذكر والتذكر، فانساب البوح والاعتراف والتقدير والامتنان في تواتر دافئ من قبل وديع الزخنيني، مدير المؤسسة، ورئيسة “جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ” الأستاذة فتيحة باحميدة، وقرأت التلميذة إكرام عربي عبق شعر بين الحضور، وهي تقدم في رشاقة فقرات الحفل رفقة التلميذ مهدي أفوضي، قبل أن تطرب كل من أميمة زيزون وإلهام العجوري (تلميذتان بالثانوية) القاعة بوصلة غناء ومواويل طربية تفاعل معها الحضور بكثير من التنويه والإعجاب.
ومن أقوى لحظات حفل التكريم مشاركة “فرقة النسيم” الغنائية، القادمة من جذور وألق الظاهرة الغيوانية، وهي تؤدي كشكول أغاني متنوعة من ألبوم ” بلادي”، ” تعالى يارفيقي” و”أملي”، لحظات متعة وتجلي رحلت بجمهور القاعة على أجنحة سفر حالم، ليزداد توهج اللحظة ويصل إلى ذروته من خلال مشاركة لفرقة النسيم في الأداء والغناء من قبل الفنانين: خالد غاندي، محمد بوضاض وعبد الله البوشتاوي، ثلاثي فرقة “السهام” العريقة..، فكانت فعلا لحظات غاية في الاحتفال والبهاء، ليختتم اللقاء بتوزيع هدايا على المتوجات والمتوجين من الأساتذة والإداريين المتقاعدين على نبض بوح الشعر ونسوج إيقاعات الموسيقى والغناء.