من الاصلاح الاداري المؤسساتي الى الاصلاح الاداري التحويلي

فلسفة الاصلاح الاداري بالمغرب:

من الاصلاح الاداري المؤسساتي الى الاصلاح الاداري التحويلي…

 

سعيد جعفر: باحث اكاديميو

شكلت الادارة عمليا ثاني معركة بالنسبة للمملكة المغربية بعد معركة الوحدة الترابية، ورغم ان اوراش التعليم والعدل والصحة فتحت باستمرار وبحماس فانها لم تستقطب نفس الجهود التي خصصت لاصلاح الادارة..

لا بد من التذكير هنا بان مسالة الاصلاح الاداري انطلقت مبكرا ببداية بناء الدولة الحديثة مع المولى الحسن الاول وهمت تحديدا تحديث وعصرنة المخزن التقليدي والجيش وحتى ادارة القصور لتتطور بشكل كبير مع الراحل الحسن الثاني الذي وضع فلسفة خاصة في اصلاح الادارة تجانس بين الخبرة العصرية التي راكمها الموظفون المغاربة في الادارة الفرنسية بالمغرب وفرنسا وبين الاصالة المغربية من خلال دمج العلاقات والعواءد الاجتماعية في العلاقات الادارية..

 

ومنذ الحكومات الاولى ما بعد الاستقلال ولا سيما حكومة مولاي عبد الله ابراهيم انتج جهد جماعي في الاصلاح الاداري افضى الى استقرار في الخدمات واستقرارا اجتماعيا رغم جنينية هذا الاصلاح وضعف الموارد المالية قياسا الى الميزانيات العامة للدولة…
مع هاته الحكومات وبتوجيه من الراحل الحسن الثاني انطلق ورش حقيقي للاصلاح المؤسساتي شكلت الادارة جوهره.

ومع حكومة التناوب وحلول عهد جديد وارادة ملكية تم تسريع وثيرة الاصلاح الاداري بالتوجه الى مستويات جديدة ترتبط بالالتزامات الدولية للمملكة واخرى ترتبط بالتحديات الداخلية والرهانات المطروحة بما فيها تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في المرافق العمومية..

وبانطلاق حكومة السيد سعد الدين العثماني يمكن القول ان المملكة امام فرصة تاريخية للانتقال الى جيل جديد من الاصلاحات الادارية وامام فلسفة جديدة فف الاصلاح تستفيد من ظروف متواترة ومن حامل كفؤ وفعال…

 

يملك الوزير الحالي لتحديث الوظيفة العمومية والاصلاح الاداري السيد محمد بنعبد القادر ومعه المملكة المغربية فرصة تاريخية موضوعيا وذاتيا لاصلاح مسؤول وجدي…

 

فالدولة ومعها كل الفاعلين في حقل الاصلاح ومن بينها الوزارة المعنية تستفيد من خمسة اطارات مرجعية:

– الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية
– مضامين دستور يوليوز 2011
– التزامات البرنامج الحكومي في شق الاصلاح عامة والاصلاح الاداري خصوصا
– تجربة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي راكمها في المعارضة وفي تدبير الشان العام
– خبرات الوزير المكلف بالقطاع كمدير لمديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية و كمستشار معتمد في عدد من المنظمات الدولية في باب التدبير والاصلاح الاداري

 

وبالفعل فمنذ تنصيبه على راس القطاع، وقياسا على عمل سلفه، يقود السيد بنعبد القادر دينامية خاصة بفلسفة خاصة…

اشر الوزير على فلسفة مسؤولة للاصلاح باستراتيجية واضحة تقوم على مداخل واضحة للاصلاح كما يلي:
1- تحسين علاقة الادارة بالمواطن ، وذلك بجعل المواطن والمقاولة في صلب انشغالات الادارة، وترسيخ الثقة في الادارة والمرفق العام..

وذلك من خلال اجراءات عملية من قبيل:
– تحسين الاستقبال
– تبسيط المساطر الادارية ورقمنتها
– معالجة الشكايات والتظلمات
– دعم الادارة الالكترونية المندمجة واعتماد المنصة الحكومية للتكامل..

2- تطوير اليات الحكامة والتنظيم الاداري، من خلال وضع اليات للحكامة الادارية وتعزيز فعالية الادارة..
وذلك بتفعيل الاجراءات العملية التالية:

– اطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الاداري
– دعم اللاتمركز الاداري- مصاحبة المشاريع الابداعية في الادارة..

3- تثمين الراسمال البشري، وذلك ب:
– اصدار قانون جديد بشان النظام الاساسي للوظيفة العمومية
– تطوير منظومة تدبير الموارد البشرية وتاهيلها
– تحسين الاداء الاداري مع الاعتماد على الكفاءات والمؤهلات للمناصب
– مراجعة التكوين المستمر ودعم مقاربة النوع وتعزيز الحماية الاجتماعية للموظفين..

في فلسفته للاصلاح ينطلق الوزير المكلف بالقطاع من ان ” غياب الثقة برميل بارود، ولكي نكتسب ثقة المواطن يجب ان تكون للادارة مصداقية وملتزمة بتطبيق القانون والشفافية”.
واذا كان ” الاصلاح المؤسساتي انتج الاستقرار الاداري والاجتماعي فان الاصلاح التحويلي سيستجيب للتحديات ويكسب الرهانات المستقبلية للمغرب”

في حدود ماءة اليوم الاولى من عمر الحكومة و عمر الوزارة هل نجح الوزير المكلف في مهمته؟

من السابق لاوانه الحكم على تجربة الحكومة والوزير المكلف بقطاع تحديث الوظيفة العمومية، لكن من الموضوعي الاشادة بالمؤشرات الاولى التي يبديها عمله…
فالوزير انطلق من داخل الحكومة بتشبيك جهود الكتاب العامين لضمان فعالية اكثر..
كما انطلق في حملة استفادة من التجارب الدولية…
22 juin
Said Jaafar
و باطلاقه للهيءة الوطنية لمكافحة الفساد والاصلاح الداري عبر مقترحين حكوميين ، وكذلك بالتوقيع على اتفاقية الادارة الايكولوجية واجراءات داخلية اخرى يكون السيد بنعبد القادر يؤشر على رؤية ودينامية حقيقية للاصلاح الاداري…

ختاما ودعما لهذه الرؤية الواعدة للاصلاح يمكن للوزارة الاستءناس بالمقترحات التالية:

– التفكير في اطلاق حوار وطني حول الادارة بين المعيقات وافاق الاصلاح
– احداث مركز للدراسات والابحاث حول الادارة يكون ملحقا بالوزارة-
– احداث جاءزة سنوية للتميز الاداري للتجارب الادارية الناجحة…
– السعي لاحداث شعب اجازات  وماسترات في التدبير الاداري بكليات الحقوق والاقتصاد.