بقلم الحسين سوناين
تلقيت مكالمة خاصة أخبرت أني مطلوب على استعجال لتولي مسؤولية غاية في الأهمية ، ستمكنني من الرقي الاجتماعي كي أُصاحبَ علّية المجتمع وخدام الدولة الأشاوس، وأكثر من ذلك ، وبفرحة غامرة سأودع ضنك الأسبوعين الأخيرين من كل شهر وأنا أتطلع للشباك الأوتوماتيكي ، وكأني على موعد لإجراء فحص لصدري . جالست أولاد الذين واكتشفت أنهم يضحكون مثلنا ، يطلبون وجبات يلتهمونها بشراهة ، أعترف لكم أني لم يسبَق لي أن تذوقت بعضها. لاحظت أن “أولاد الذين” لا يردّون على الهاتف إلا بعد التأكّد أن الرقم لشخصية أكثر سموا ؟ وليسمحْ لي أصدقائي وإخواني الذين يبالغون في الاحتجاج ، ولا زالوا يؤمنون بوهم النضال من أجل التغيير، إنكم على جهل تام بالظروف التي نشتغل فيها ، نحن “أولاد الذين”، تنقصكم المعطيات الدقيقة لبناء موافقكم ،فأنا بعد الاطلاع ومعاشرة كبار المسؤولين ، وقفت على الظلم الذي يطالهم بسبب انتقاداتكم اللاذعة والجارحة أحيانا ، فنحن نسعى جاهدين لتحقيق رغد العيش لكم ، ولأسركم ، فأنتم إخواني السابقون في النضال ، تجزؤون الأمور ولا تنظرون للوضع في شموليته ، وتجهلون الاستراتيجية العامة للدولة التي تتطلب الصبر . صدقوني أن “أولاد الذين” ، بالكاد يدبرون أجرتهم الشهرية التي لا تتجاوز 50000 درهم ، أما تفاهات التعويض عن السكن ، السيارة الخاصة ،أمور جد بسيطة وأثارت سخريتي وأنا أكتشف أن انتقادي لهذه الزوائد ناجم عن غباء.
وعاينت سهرهم على مصالحكم . لا أخفيكم شعوري بين الفينة والأخرى بتأنيب الضمير والشعور بالخجل وأنا أتوصل برسائل على الهاتف من أصدقائي عمر ومحمد ويحي …. يطلبون مني تدخلا لتسوية مشكل ما ، غيرت رقم الهاتف ،فهم لا يدركون حجم المعاناة التي نعانيها ،والحرج الذي يسببونه لنا نحن “أولاد الذين” .فالوقت لا يسعف لمطالبهم التي تبدو لي ، من موقعي الجديد تافهة.
أصبحت إذن من فصيلة” أولاد الذين “، وكي أربط ماضي الشعارات بواقع المنصب الجديد اخترت أن انتقد بين الفينة والأخرى ، ولا بأس من التضامن مع حراك الريف وتحميل المسؤولية لجهات تريد سوءا بالبلد ، أشارك في جنائز السياسيين ، أما جنازة جاري الحاج ، بصدق واسف لم أجد الوقت الكافي، لأنها تزامنت مع اجتماع هام . وأنا عازم أخواتي إخواني المناضلين أن أطلعكم بعد انتهاء مدة صلاحيتي على العراقيل والمؤامرات التي تعرقل عمل “أولاد الذين “، فقط لا تسالوني السؤال : أوبشحــــــال ْ؟
انتهت الغفوة ، وفتحت عيني على التلفزيون حيث أحد “أولاد الذين” الذين جالستهم في المنام يتحدث عن التدابير الاستعجالية والمبالغ المرصودة ………. بدلت القناة لأخرى للتمتع بعالم الحيوانات
التعليقات لا توجد تعليقات
لا توجد تعليقات
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟