اذا كان طفلك يكذب هذا هو الحل

حطة24: اعداد هبة الإدريسي

كلّ أمّ ، مرّت بمواقف مع أطفالها ، حيث يكذبون فيها ، فكيف تصرفتِ عزيزتي الأمّ ؟؟

واعلمي أنّ ردة فعلك وتعاملك مع طفلك، لها الأثر الكبير والفعال في أن
يترك هذه الصفة السيئة أو يستمر فيها حتى تصبح عادة أو سمة من سماته
عندما يكبر…

كما أنّ تربيتك لطفلك منذ ولادته وحتى الست سنوات ، وما زرعته فيه خلال
هذه الفترة من عمره ، هي حجر الأساس لبناء شخصيته وصفاته عندما يكبر ،
وقد تقول بعض الأمهات أنه صغير ولا يفهم الصح من الخطأ ، وتسكت عن زلاته
وأخطائه.

وهذا تفكير خاطئ تماما ، فهو في هذه المرحلة كالإسفنج يمتص كل ما يدور
حوله ، فلا تتركيه يمتص الخطأ ،ولا تقولي لا يفهم ، إنه يفهم بطريقته
الخاصة ، ويحاول تقليدك وتقليد أبيه وإخوته.

والكذب سلوك مكتسب فهو لا ينشأ مع الإنسان إنما يتعلّمه ويكتسبه ,ومن هنا
كان لابدّ للوالدين الاهتمام بتربية أبنائهم على الصدق , وتحذيرهم من
الكذب وعواقبه ، حتى لا يكبروا وتكبر معهم هذه الصفة السيئة.

يبدأ الطفل الكذب منذ سن الأربع سنوات ، لكنه في هذه المرحلة دليل على
ذكائه وقوة خياله ، وإذا استمر بعد الخامسة فقد أصبح مشكلة حقيقية، وهنا
من الخطأ اتهامه بالكذب، عليك مجاراته وتعليمه كيفية التفريق بين الخيال
والواقع.

وهنا إليك عزيزتي الأم أنواع الكذب عند الأطفال،  لأنه حتى تعالجي
المشكلة عليك معرفة سبب المشكلة.

الكذب الخيالي :

غالبا ما يكون لدى المبدعين وأصحاب الخيال الواسع فالطفل قد يتخيل شيئا
ويحوله إلى حقيقة وهذا اللون لا يعتبر كذبا حقيقيا ، ودور المربين هنا
التوجيه للتفريق بين الخيال
والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل ومن الخطأ هنا اتهامه بالكذب أو معاقبته عليه.

الكذب الإدعائي :

يلجأ له الطفل لشعوره بالنقص أو الحرمان.وفيه يبالغ بالأشياء التي
يمتلكها فيُحدِّث
الأطفال الآخرين أنه يملك ألعابا كثيرة ، أو يُحدثهم عن والده وثروته ووو

والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الإدعائي أمران :

الأول: المفاخرة والمسايرة لزملائه ..

الثاني: استدرار العطف من الوالدين أو الآخرين..

ويكثر هذا النوع عند من يشعرون بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم ، وينبغي
للمربين هنا تفهم الأسباب التي أدت إليه والتركيز على تلبية الحاجات التي
فقدها الطفل فألجأته لممارسة هذا النوع من الكذب دون التركيز على الكذب
نفسه.

الكذب الغرضي :

ويلجأ له الطفل حين يشعر بوجود حائل بينه وبين تحقيق أهدافه ، فيكذب
للوصول إلى مبتغاه

الكذب المرضي أو المزمن :

وهو الكذب الذي تأصّل لدى الطفل وأصبح عادة مزمنة عنده ، ويتصف الطفل هنا
بالمهارة في ممارسة الكذب حتى يصعب اكتشاف صدقه من كذبه.

من الوسائل المهمة في علاج الكذب :

توضيح قيم الصدق وغرس الأخلاق الإسلامية، وتوضيح بأن الكذب يغضب الله
والوالدين ويسلب رضاهم ورضا المجتمع.

توضيح عواقب الكذب للطفل بطريقة دافئة وحنونة ونصحه في الخفاء وليس أمام الآخرين.

تلبية حاجات الطفل سواء كانت جسديه أو نفسيه أو اجتماعيه فكثير من مواقف
الكذب تنشأ نتيجة فقده لهذه الحاجات وسعيه لإشباعها.

المرونة والتسامح مع الأطفال وبناء العلاقة الودية فإنها تهيئ لهم
الاطمئنان النفسي ، بينما تؤدي الأساليب القاسية إلى الاضطراب والخوف.

تفهّم الأسباب التي أدت بالطفل إلى الكذب ، وتصنيف الكذب الذي يمارسه
فالتعامل مع الكذب الخيالي يختلف عن الغرضي أو المرضي المزمن.

البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك منه ,فقد يبدو في أحد مواقف
الطفل التي يكذب فيها ما يثير إعجاب المحيطين به وضحكهم فيعزز ذلك من
الكذب لديه.

القدوة الصالحة، بأن يتجنب الوالدين الكذب أمام الطفل أو أمره به كما
يحصل من بعض الآباء كإعطاء أعذار غير صادقه لمن يتصل بالهاتف أو يطرق
الباب.