الفنان الأمازيغي محمد شلا يواصل تألقه المنفرد

محطة 24/ خنيفرة – أحمد بيضي

من ينابيع زيان الفياضة، وأعلى قمم الأرز الشامخة بخنيفرة عروس الأطلس، تلألأ سحر كمان الفنان محمد شلا في سماء الأغنية الأمازيغية، الفنان الذي من ثـدي أمازيغية أرضه استلهم لغته، ومن جداول وخرير مياهها أستنهض ألحانه، من انسياب حقولها وبساتينها وجبالها صقل موهبته، ومن بطولات قبائل زيان وكفاحها ونضالاتها استمد وطنيته، وهو من مواليد 1973 بحي المسيرة خنيفرة، ينتمي إلى قبيلة آيت بني إشي إحدى قبائل زيان التي استباحت دماءها فداء للوطن. 

تميزت أغانيه بتنوع قيمها، فإلى جانب افتنانه بجمال الطبيعة اكتوى بهموم الإنسان وانشغالاته فتغنى بألم وآمال المرأة والشباب، إلى أن ذاع صيته جيدا، وأعطى لأغانيه بعدا إنسانيا تجاوز المحلية وعانق القضايا الوطنية الكبرى إلى العالمية، حيث ساهم محمد شلا في إغناء الموروث الإذاعي بأغاني وطنية وتحسيسية فاقت 50 أغنية محفوظة في خزانة الإذاعة الوطنية الأمازيغية، ولعل ما يميز الفنان محمد شـلا هو تمكنه من الجمع بين الحس الفني والفعل الجمعوي في إحساس إبداعي وفني منفرد.

وفي خضم انشغاله بالقضايا الوطنية، تغنى بالطبيعة والمجتمع والأسرة، وتناول في أغانيه العديد من المواضيع مثل العنف ضد المرأة، زواج القاصرات، داء فقدان المناعة (السيدا)، حوادث السير، تشجيع التمدرس، وعلى خلفية حبه لمدينته خنيفرة انخرط بإيقاعات كمانه في الكثير من الأحداث ليس أقلها تغنيه بصعود الفريق المحلي إلى الدوري المغربي الاحترافي بالقسم الوطني الأول، من أغانيه أيضا طرحه أغنية تدعو النساء الأمازيغيات إلى المشاركة في الاستحقاقات، ثم أغنية ” اِوا اوليتتو وولينو المسيرة ثمغرابيث اينا كيخ”، التي يتناول فيها دلالة وأبعاد المسيرة الخضراء، وهي من كلماته وألحانه وإنتاجه.

ومعلوم أن الأغنية الأمازيغية تكتسي مكانة رفيعة، وأهمية خاصة بالنسبة لساكنة قبائل زيان والأطلس المتوسط، نظرا لما لعبته من دور مميز في النضال الوطني وفي الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية واللغوية، وساهمت مساهمة كبيرة في العمل السياسي والبيئي، وفي التغني بالحياة والجمال والحب، وقد راكمت رصيدا تراثيا هائلا ومتنوعا بشكل كبير.