المجلس العلمي بخنيفرة في لقاء مع الأساتذة المتعاقدين حول المداخل الأساسية لمناهج التربية الإسلامية

   محطة24 – خنيفرة – متابعة

إيمانا من المجلس العلمي المحلي لخنيفرة بما تشكله المعرفة من لبنة لازدهار الأمة وتقدمها، ووقوفه كذلك على الدور الطلائعي الذي يلعبه التكوين في تطوير المؤهلات المهنية للممارس التربوي في مجال التربية والتكوين، وسعيا وراء بغية إغناء المعارف النظرية والعملية اللازمة لتقليص المسافة بين النظري والعملي للمارس التربوي، ووعيا منه بالدور الإشعاعي المنوط به في سبيل إثراء الخبرة الميدانية لرجال ونساء التربية والتكوين، على حد سواء، سيما ما ارتبط بفئة الأساتذة الموظفين بموجب عقود، جاء الإسهام بندوة من تأطير كل من رئيس المجلس العلمي المحلي، د. المصطفى زمهنى، والمؤطر التربوي بمديرية خنيفرة، ذ. حينة بلعيد، في حين تكلف بالتسيير ذ. محمد بوربيع، الأستاذ بالمركز الجهوي للتربية والتكوين (فرع خنيفرة) وعضو المجلس العلمي المحلي.

اللقاء الذي احتضنه المركز الجهوي للتربية والتكوين، افتتح بكلمة ترحيبية وتوجيهية من طرف مدير هذا المركز ذ. بنصالح عبدالمالك، ثمن من خلالها الالتفاتة الطيبة لتلبية رئيس المجلس العلمي الدعوة من أجل تقديم ما يهم من التوضيحات الشافية لشريحة الأساتذة المتكونين، سيما ما ارتبط بجديد منهاج التربية الإسلامية، حيث مزجت محاور الندوة بين النظري والجانب الديداكتيكي.

على مستوى الجانب النظري، ركز فيها رئيس المجلس العلمي على السياق العام للمداخل الأساسية للتربية الإسلامية سواء في اعتماد مقاربة التدريس بالكفايات أو في إطار استحضار تكامل العلوم في بناء المنهاج الدراسي، حيث تم الإسهاب في بيان هذه المداخل في ثنايا المداخلة، للخلوص إلى أن التزكية والاقتداء والاستجابة والقسط والحكمة عناصر متداخلة ومتناغمة تروم التذكير بالفطرة والحفاظ عليها من خلال الوحدة القياسية المتمثلة في السيرة النبوية، وفق مبدأ القسط القاضي بالتوازن بين الحقوق والواجبات ومنهج الحكمة المسدد للفهم والتنزيل.

أما على مستوى الجانب الديدكتيكي، فتمكن المؤطر التربوي من مساءلة منهاج التربية الإسلامية الجديد، مستهديا بما أورده رئيس المجلس العلمي المحلي حول المداخل التي تم تفصيل الحديث فيها في مداخلته الأولي، ومستلهما مداخلته مما ورد بالوثيقة الإطار الصادرة عن الوزارة الوصية فيما ارتبط فتطرق إلى تحديد بعض المفاهيم قصد التذكير، تجنبا للإبهام الذي يعتري المصطلح التربوي، وهي من قبيل المنهاج، البرنامج، الديدكتيك، المنهجية، ليعرج إلى كيفية تناول مادة التربية الإسلامية بالمدرسة الابتدائية.

وصلة بالموضوع، تطرق المحاضر إلى عدة نقط، بدء من توطئة أثار من خلالها جديد تنفيذ مخطط الإصلاح الذي عرفته المنظومة التربوية المتمثل في الرؤية الاستراتيجية 2015/2030، ثم تعريف مادة التربية الإسلامية بالمدرسة الابتدائية باعتبارها تلبية لحاجة من حاجات المتعلم المرتبطة بالدين في سبيل بناء شخصيته بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية، ليستعرض أهداف مادة التربية الإسلامية التي تروم ترسيخ عقيدة التوحيد والتعرف على سيرة الرسول الكريم (ص) ومحبته والاقتداء به، الأمر الذي يسهم في اكسابه المعارف والمهارات والقيم الميسرة لتنشئته على التعايش والتكافل والتضامن والتسامح والانفتاح واحترام الآخر، ويتم تحقيق هذه المبادئ انطلاقا من التزامه بالثوابت المغربية المؤسسة على إمارة المؤمنين والمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني.

وبعدها تم التطرق للمداخل الرئيسية لبناء المنهاج الدراسي لمكون التربية الإسلامية المتمثلة في التزكية والاقتداء والاستجابة والقسط  والحكمة، مع التنظيم البيداغوجي العام لمادة التربية الإسلامية، حيث تغطي الوحدة الدراسية جميع المداخل المذكورة في حصص أربع أسبوعيا مدة كل منها حددت في 45 د، إلى جانب توجيهات عامة لتدريس مكون التربية الإسلامية، حيث التركيز في بناء التعلمات على الوضعيات الموجبة لربطها بالحياة الاجتماعية إضفاء للمعنى على المعارف المتعرض لها خلال التدريس من المبادئ التي ينبغي الأخذ بها في مجال تدريس التربية الإسلامية، ما يستوجب تنويعا في أشكال العمل والممارسات البيداغوجية، دون إغفال ضرورة الاعتماد على أسناد متنوعة تساهم في تقريب الافهام وهي من قبيل الأشرطة السمعية والبصرية والقصص والموارد الرقمية المختلفة …الخ

 وبخصوص التقويم والدعم، تمت الإشارة الى المذكرة المؤطرة للامتحان الاشهادي للسنة السادسة 099/2016 مع نماذج منتقاة لجذاذات التحضير الغاية منها ابراز المكونات والعناصر التي ينبغي التركيز عليها باعتبارها وثائق ضرورية يتم اعتمادها في مرحلة التهييئ القبلي للدروس، ليسدل الستار على أشغال الندوة بفتح نقاش مستفيض تم خلاله تبديد الغموض الذي يمكن أن يعتري تدريس منهاج التربية الإسلامية بالمدرسة الابتدائية.