lingerie girl fucked.check my reference http://www.pornsocket.cc barebacking my friend asshole.
mom sex we miss whitney knight.
https://anybunnyvideos.com

على هامش ندوة مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد عن “مشروع مستقبل الاتحاد الاشتراكي في رصد المفارقات، واستشراف الأفق”

0

محطة24 – بقلم ذ إدريس جبري

توطئة لا بد منها:


بمناسبة الذكرى الثلاثين (1992-2022) لرحيل السي عبد الرحيم بوعبيد، نظمت مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، يوم السبت 08 يناير 2022 ، ندوة أو ما يشبهها ( أو نقاش أولي، كما نعته رئيس المؤسسة)، تحت عنوان: أي مشروع لمستقبل للاتحاد الاشتراكي؟ شارك في هذه الندوة التي قدم لها رئيس المؤسسة محمد الأشعري، بكلمة تأطيرية وتوجيهية، وبنـبرة “المنقذ من الضلال”، كل من حسناء أبو زيد، وعبد الجليل طليمات، وحسن نجمي، وأحمد الشامي، وعبد الكريم بنعتيق، مع اقتطاع زمن لمداخلتين على هامش الندوة لشابتين من القاعدة الاتحادية، هما جليلة الساهل، وبشرى إبراهيم.
… تم تأثيث القاعة بحضور فعلي معدود، لاعتبارات احترازية وأخرى “تكتيكية”، كانوا يُحسبون على الاتحاد الاشتراكي، بأجياله المختلفة، ويهمهم شأن الاتحاد ومستقبله، كما نعتهم بذلك مقدم الندوة. حضور منهم من “علّق” انتماءه للحزب وتوارى إلى الخلف منذ مدة طويلة، يظهر ويختفي كلما استجد مستجد، ومنهم من انخرط في “تيار” بأفق سياسي، يدّعى “الديمقراطية والانفتاح”، لم يشرعنه الحزب البتة منذ تاريخ نشأته حتى هذه اللحظة (شهادة طليمات)، وناور به لمدة غيـر قصيرة، دون جدوى، ومنهم أكثر من ذلك من “غامر” وانخرط في فكرة إنشاء حزب سياسي بديل لم تكتب له الولادة المرجوة.
… لم يكن منظمو الندوة في مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، حول موضوع: مشروع مستقبل الاتحاد الاشتراكي، والساهرون على ترتيباتها الصغيرة والكبيـرة، خلافا لباقي الندوات واللقاءات والأنشطة الثقافية التي نظمتها المؤسسة، وتابعت بعضها، على الأقل، ورصدت تأثيث فضاءاتها، إبان استضافة قامات فكرية أو أدبية أو سياسية أو غيرها، غافلين عمّا يفعلون. فقد اختاروا بعناية زمن تنظيم الندوة وتحديد موضوعها، وانتقوا المشاركين فيها بدقة متناهية، كما زينوا فضاء إجرائها بمهنية عالية، وقدروا الرسائل المبتغاة منها بإتقان. كما لم يغفلوا تأثيث فضاء قاعة الندوة وتزيين جدرانها. صور تاريخية ذات حمولة سياسية قوية، ورمزية سياسية بالغة، و لافتة عمودية واقفة بتوقيع المؤسسة برهانات تعلن عن نفسها، وتفصح عن مواقف واضحة اتجاه من يهمهم أمر الندوة وموضوعها، ومخرجاتها المرتقبة، داخل المؤسسة وخارجها.
وبالعناية نفسها تمّ انتقاء المدعويين للمشاركة في الندوة، والخوض في شؤون حزب الاتحاد الاشتراكي ورسم معالم مستقبله، مع أن لكل واحد من هؤلاء حكاية مخصوصة مع الحزب، روتها شهرزاد، وذهبت بها الركبان. انتقاء “مدخول” لأنه يأتي مباشرة في سياق الإعداد للمؤتمر الحادي عشر للحزب، وقد قطع أشواطا بعيدة في ذلك. انتقاء «مخدوم” لحضور فعلي متجانس المسارات، ومتماهٍ وأطروحة المشرفين على المؤسسة دون غيرهم. وما يرجح ذلك ويشهد له ما حملته مداخلات المشاركين في الندوة من رسائل، مشفرة تارة، ومعلنة فاقعة تارة أخرى. وقد جرى كل ذلك من مدخل ادعاء “الحياد”، وممارسة التحليل والنقد وبالتالي “رسم البدائل الممكنة”، أو بالأحرى المنقذة للحزب. حصل هذا، حسب مسار كل مشارك في الندوة، ومرجعيته النضالية والسياسية والتاريخية، وحسب وضعه في الحزب وانتظاراته منه، وحصل أيضا من مدخل الشهادة، و”براءة” الانتماء لشابتين من قاعدة القوات الشعبية، و”التمويه” بمداخلاتهما، لتغييـر الاتجاه، وصرف الأنظار، مع أن مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد مؤسسة للفكر والنقد والمساءلة، ومؤسسة محايدة للتداول في قضايا الوطن وأسئلته، وعلى قاعدة استلهام تجربة القائد عبد الرحيم بوعبيد، واستحضار مسار نضاله الكبيـر. أليس هو صاحب القولة الشهيرة: “إننا أصحاب عقيدة ومناضلون يقرنون السياسية بالأخلاق، ويرون أن السياسة إذا تخلت عن الأخلاق لن تكن سوى عبث وكذب وتدليس”؟ بلى، إنه هو صاحبها فكرة وممارسة، فهل تم استحضار وصية السي عبد الرحيم في إعداد الندوة بكل مدخلاتها ومخرجاتها، قولا وفعلا؟
أولا- في تأثيث فضاء قاعة مؤسسة بوعبيد: الأبعاد والخلفيات


1- فئة الصورة التاريخية: الانتقاء ودلالاته


تتمحور جميع الصور التي زُينت بها جدران قاعة المؤسسة وأُثث بها فضاؤها حول شخصية الراحل السي عبد الرحيم بوعبيد، سواء مع شخصيات تاريخية لها وزنها في صناعة التاريخ المغربي الحديث، أو مع شخصية مناضلة كانت دعامة الحزب وقاعدته الصلبة. هذا أمر مطلوب ومشروع تماما، لأنه يمثل المؤسسة ويرمز إليها، وتحمل اسمه، وتختزل مساره السياسي والنضالي، وتضحياته الجسام في زمن الاستعمار وما بعده. في هذا الإطار تدخل صورة شخصية متفردة للسي عبد الرحيم تتصدر القاعة، ويظهر فيها بلباسه الأنيق، وكأنه يخاطب مناضلي الحزب ويتواصل معهم. ولا غرابة إن زُين بها أحد الكتب التي أصدرتها المؤسسة، وتتضمن شهاداته وتأملاته (2018)، فتلك مؤسسة تحمل اسمه، وتحتضن ذاكراته وتراثه الغنيين.
على يسار تلك الصورة في المنصة الرسمية، نشاهد صورة أخرى أكبر حجما، توحي بأنها التُقطت في يوم مطير، وزمن التصوير بالأبيض والأسود. صورة المغفور له محمد الخامس، بجلباب وسلهام مغربيين، وعلى رأسه طربوشه الوطني الشهير، وعلى يمينه مباشرة، وجنبا إلى جنب السي عبد الرحيم بوعبيد بلباس “إفرنجي” أنيق آخاذ، وشخصية كاريزميه تحسب لها كل الحسابات. ولا غرابة في ذلك ما دام الحزب امتداد شرعي لحركة التحرير الوطني بقواها الشعبية من كل أشكال الاستعمار ورواسبه والاستيلاب ووحدانية الحكم من أجل كرامة الإنسان المغربي…
بمحاذاة تلك الصورة، صورة أخرى للسي عبد الرحيم بلباس عصري أيضا، يبدو فيها كأنه يخاطب جمعا من مناضلي القوات الشعبية بجلابيب مغربية أصيلة، يشرح لهم ويُعيد، وهم ينصتون ويستوعبون، لوحة “تشكيلية” يمتزج فيها الأسود ببهائه، والأبيض بصفائه. بجانب هذه الصورة تستقر صورتان، بعبق التاريخ المجيد للحزب وصانع أمجاده. صورتان تؤرخان لمحطات تاريخية من مسيرة السي عبد الرحيم؛ أولهما، في واجهة الصورة مع قيادات حزبية وازنة وقتها، وببذلة عصرية أنيقة بهية، ونظرة قائد ورجل دولة تملؤ الفضاء وتحتويه، وثانيهما، صورة تحيل على مجموعة من المناضلين وبعض القيادات الحزبية عصرها، من أجيال مختلفة، في مقدمتهم الراحل السي عبد الرحيم، بلباس ككل اللباس العادي على غيـر عادة الراحل، ثم صورة أخرى لها دلالتها التاريخية، هذه المرة لكل من الراحل الحسن الثاني، وهو يخاطب السي عبد الرحيم منصتا بإمعان وتركيز، وفي أجواء توحي ببداية الحكم الفردي المطلق، كما كان يسمى في أدبيات الحزب عصرئذ. تلك صور زُينت بها قاعة مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد وما تحمله من دلالات تاريخية، ومن عمق ذاكرة حية عن مسار قائد لسفينة الاتحاد في زمن صعب.


2- لافتة بمضمون سياسي راهن: رسائل لمن يهمه الأمر أو القياس المغلوط


في امتداد تأثيث فضاء قاعة الندوة بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، وهي تستعد لتشريح موضوع مشروع مستقبل الاتحاد الاشتراكي، تلتقط عين المتتبع، وفي أحد أركان القاعة “لافتة عمودية” كبيـرة موقعة باسم مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، كُتب عليها، وبخط عريض عبارة: “الحرية لمعتقلي الرأي”. وتلك بكل تأكيد أحد مرتكزات هوية الحزب، ورهان وجوده. والسي عبد الرحيم قدوة من لا قدوة له في هذا الباب. فقد قضى أزيد من ثلاثين عاما من عمره، وهو يرافع من أجل حرية المعتقلين السياسيين، ومعتقلي الرأي في كل أرجاء محاكم المملكة، بلا كلل ولا مقابل. غيـر أن العجيب العجاب، ومن مفارقات الزمن، ما كُتب على اللوحة من أسماء معلومة تنتسب، في نظر القائمين على المؤسسة، ومنظمي الندوة، وبعض المحسوبين على اليسار “الجذري”، إلى “معتقلي الرأي”، وقد تم تسجيل أسمائهم بعناية في ركن اللوحة، وبصورهم الشخصية المتداولة في الإعلام والوسائط الاجتماعية، وبلون أسود يشي بالحداد، توحي أول وهلة بأنهم رموز نضالية من قامة الراحل السي عبد الرحيم، أو رفاقه في الطريق. يا للمفارقة ! أغلب الأسماء الواردة في “اللافتة العمودية”، ينتمون إلى عالم الصحافة والإعلام، في مقدمتهم: توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني وعمر الراضي، ثم اسم وصورة من اعتبر “قائد” حراك الريف ناصر الزفزافي، لتقفل لائحة الأسماء بالناشطة الحقوقية، والمعطلة عن العمل فاطمة الزهراء ولد بلعيد، الملقبة ب “سيمان”، ولم أدرك بعد سر تغييب المؤسسة لاسم الرفيقة نبيلة منيب، ضمن اللائحة المعلومة، وقد سُلبت كل الحقوق، في نظرها، ومُنعت من التعبير عن حريتها التمثيلية في البرلمان… !!!
إن تأثيث فضاء مؤسسة بوعبيد، وما أدراك بالسي عبد الرحيم، وفي ذكرى وفاته، بلافتة عمودية، بحجم كبير، تحمل تلك الأسماء المشار إليها، يُسائل القائمين على المؤسسة، وخلفيات استحضارهم في هذا السياق والمقام، وهم يدعون الحياد، ويصرون على مناقشة الاتحاد الاشتراكي ومستقبله. فأغلب هؤلاء “غرباء” عن فضاء المؤسسة وموضوع الندوة، بل وحالات مفردة ومعزولة و”نكرة” من جهة، ومن جهة أخرى هؤلاء لم يعتقلوا بسبب التعبيـر عن آرائهم في إطار ممارسة مهنة الصحافة والإعلام، ولا لمطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، كما يدّعي بعضهم، على الأقل فيما نسب إليهم أمام القضاء المغربي، وحوكموا بمقتضاه. طبعا، لست مؤهلا للخوض في حيثيات الموضوع ولا هذا مقامه، ولكن حسبي، من موقع المتتبع، والواقف كاتحادي، إلى جانب الحرية والعدالة في حالة المغرب، والمنتصر “للشرعية القانونية” المعمول بها، أن أدعي أن أغلب هؤلاء قد حوكموا، بسبب ” فائض الحرية” وسوء تدبيره. فأغلب هؤلاء من مرتكبي “مخالفات” تمس كرامة الإنسان المغربي أحيانا، وأحيانا أخرى تمس باستقرار الوطن، ويعاقب عليها القانون في كل الأحوال. ومن تلك “المخالفات الجنائية”، “الاتجار بالبشر”، و”الاحتجاز وهتك العرض”، و “الاغتصاب والتخابر”، ومنها أيضا المشاركة في “المؤامرة والمس بأمن الدولة”. والمفارقة هنا، أن هذه الأحكام بعيدة عن هوية الاتحاد وأسئلته، ومن ثم لا أدري صلة هذه الأسماء بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، في سياق الخوض في شأن الحزب وتداعيات الإعداد لمؤتمره الحادي عشر، والبحث عن مشروع لمستقبله. قياس الغائب عن الشاهد آلية غيـر تاريخانية لانعدام وجه الشبه وغياب السياق، وبالتالي فتوظيفها في هذا المقام مجرد وسيلة “مفضوحة” لتصفية حسابات كانت مؤجلة، أو مزايدات بخلفيات حرق السفن بمن فيها، أكثر منها مواقف من الدولة و”تغول ” أجهزتها، أو انحسار الحرية وتقلص مساحتها…حبل المناورة قصير…
ثانيا- مداخلات بأفق مسدود و”سوء نية حسنة”: نحو أفق أرحب
بصرف النظر عن توقيت انعقاد ندوة حول مشروع مستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، لإحياء الذكرى الثلاثين لوفاة “زعيم” الحركة الاتحادية، وبقطع النظر عن تأثيث فضاء القاعة بما سبقت الإشارة إليه، ودون الدخول في افتراضات غيـر مؤسسة، فإن انتقاء المدعويين لتشريح مشروع مستقبل الاتحاد الاشتراكي، لم يكن البتة اعتباطيا، حتى لا أقول بأنه كان محكوما بنيات غير حسنة، وخلفيات مدخولة، لا تليق برمزية مؤسسة تدعي الحياد، وممارسة الفكر والنقد والحوار. فإذا استقرأنا حقيقة المدعويين للندوة، ومضامين مداخلاتهم لتأكدت فرضية سوء النية، وتحول المؤسسة إلى منصة لتصفية الحسابات، وتمرير المواقف، وتجييش “المناضلين”، وتوزيع “صكوك الوطنية والحزبية”. فلو كانت النية صادقة وخالصة “لإنقاذ ” الاتحاد الاشتراكي وتعافيه، وجمع شمل مناضلاته ومناضليه لكانت الدعوة متوازنة، ودون انتقاء “مشبوه”، تحضر فيه كل الأطراف المعنية بشأن الحزب ومصيره، ومن كل المواقع، ومهما اشتد الخلاف بينها، حتى من باب الإحراج و”توقيف العار”. وهو ما لم يحصل، وتلك إذن “دعوة طِيـزى”. فقد اختارت المؤسسة، بسبق إصرار وترصد، أن تستمع فقط لصوت واحد، وتمارس مونولوجا داخليا، قد يصلح فقط للتنفيس من درجات احتقان ذاتي متراكم، أو التطهير من إحساس مُر بحالة التهميش أو الإقصاء، أو غربة الانتماء، وقد تكون بسبب انقطاع خطوط الطول والعرض مع أجهزة الحزب، وما يمكن أن توفره من مكاسب، أصبحت بعيدة المنال.
إن إعطاء الكلمة فقط، في مؤسسة الرمز الخالد للحركة الاتحادية، لمن هم على خصومة بينة، وإن “بدرجات متفاوتة” مع القيادة الحزبية، وفي مقدمتها الكاتب الأول الحالي، وقد كانوا جزءا منها في سياق زمني قريب، لم يكن فيها الحزب بخيـر وعافية، مناورة مفضوحة وتدليس مشين، وممارسة سياسية بلا أخلاق ولا تعفف ولا مروءة، خاصة إذا كانت رغبة المنظمين إصلاحية، وإرادتهم رأب الصدع بين الإخوة، وبالتالي التفكير في مستقبل الاتحاد الاشتراكي، دون تهافت ولا حجر ولا وصاية.
إن تخليد الذكرى الثلاثين لرحيل السي عبد الرحيم بوعبيد، والتأريخ لدوره المركزي في بناء تاريخ المغرب الجديد، وقيادته للحزب في أحلك مراحله التاريخية، بأفق مستقبلي متجدد، وبمروءة، بكامل معناها، حقيقة لا مماحكة فيها؛ لكن إحياءها في خضم الإعداد الجاري للمؤتمر الحادي عشر للتفكير في مستقبل الاتحاد الاشتراكي، ما كان يجب أن يتم إلا داخل المؤتمر نفسه، وليس على هامشه، ولا موازاة معه. إن توظيف الذكرى لفتح الجراح وتعميقها، وإذكاء الخصومات وتهييجها، وتدشين “صراع الديكة”، وشق الصفوف، وإحياء الخلافات بين أهل الدار الواحدة، وقد أمّتهم ذات مرة، “مؤامرة مدبرة بليل ضد الحزب ومستقبله، وضد من أخلص من المناضلات والمناضلين للحزب في قوته أو ضعفه أو هما معا، وما بدلوا تبديلا.
تفرقت السبل بأهل الدار، لاعتبارات مختلفة ومعقدة، وابتعد من ابتعد، وغضب من غضب، واختفى من اختفى، وصمت من صمت، وتشفى من تشفى، وسبّ من سبّ، وعيّـر من عيّـر، وخوّن من خوّن، وانشق من انشق… وتلك، على كل حال، “سنة” راسخة في الاتحاد الاشتراكي بمساره التاريخي الطويل، كان من الأجدى أن تكون مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، برمزيتها وحيادها وأهدافها، أرضا للمبادرة والمصالحة، وجمع الشمل، وتقريب جهات النظر. أما وقد تحولت إلى طرف غير محايد، ونصبت القائمين عليها خصما للحزب وقيادته، مهما عظمت أخطاؤها في سياقات معينة، وتواطأت فيما تواطأت عليه، ولم تقو وكثير ممن شاركوا في ندوتها، من كبح جموح طموحاتهم الذاتية المتضخمة، وفيض رغباتهم في طلب المواقع المفقودة أو المطلوبة، وأصبح بعضهم يتنفس من خُرم إبرة، فوجب التنبيه إلى أن السي عبد الرحيم بوعبيد الرمز، ليس أصلا تجاريا لأصل أو فرع، بل ملك رمزي لكل الاتحاديين والاتحاديين بالمؤسسة وبغيرها.
لقد أصبح الكاتب الأول الحالي، وقد نجح في توقيف نزيف الانشقاقات في الحزب، وحقق له الاستقرار، وضمن له رفقة مناضلي الحزب ومناضلاته، “انتعاشة” قوية في الانتخابات الأخيرة في سياق تراجع أحزاب اليسار في العالم وانقراض بعضها، عقبة كأداء أمام رغبات كثيـر من هؤلاء، وحجرة في أعناق بعضهم، فأعلنوها عليه “حربا” “جماعية” هوجاء، وبلا هوادة، لم تقف عنده المس بشخصه، والقدح فيه فحسب، وقد تحملها وصفح عن أصحابها، وانتصر عليها وسار، بل وصلت شظاياها إلى “أولاده وجماعته”، في تغييب تام لأخلاق المروءة والعفاف، ونظافة اللسان التي ميـزت حياة السي عبد الرحيم، وصار الحزب ومستقبله عند كثير منهم، مختـزلا في مطلب تثليث الولاية فقط، فضخموها إلى حد صاروا لا يرون في الحزب وقيادته ومؤتمره الجاري سواها، علما بأن الراحل السي عبد الرحيم قد تولى قيادة الحزب، وبمفرده، منذ 1972 إلى أن وفاه الآجل المحتوم عام 1992، مع مراعاة كل الفروق الممكنة، وتولاها الأخ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، و”تركها” مكرها، وجاء بعده القائد محمد اليازغي فتولاها ثم “أقيل” منها، فابتعد وتوارى إلى الآن، وتولاها بعده الأخ القائد عبد الواحد الراضي، بعدما دق ناقوس “الانتحار الجماعي”، وصبر وصابر حتى قضى ولاية واحدة، ونزل فرابط في صفوفه حتى هذه اللحظة صامدا شامخا… وها هو الأخ القائد إدريس لشكر يواصل المسير، بنجاحاته وإخفاقاته، بمواطن قوته وضعفه، والمؤتمر سيد نفسه وقراراته، يختار الاتحاديون والاتحاديات بمحض إرادتهم واقتناعهم من يصلح للمرحلة ويضمن عافية الحزب، في أفق المنظور، بروح ديمقراطية، وتواضع الكبار…
إن ما يحز في النفس، ويضيق الأفق أن تكون أغلب المداخلات التي ألقيت بمناسبة الذكرى الثلاثين من رحيل السي عبد الرحيم، وفي مؤسسة تحمل اسمه، وتحت رعاية “قيادة” حزبية سابقة وتحت إشرافها، مسجونة في “خصومات” شخصية في الماضي القريب، وغير قادرة على تغليب مصلحة الحزب ومستقبله، فصارت محصورة في ثنائية : معي …أو ضدي.. من معي لا يفكر سوى من خلال: “أملكة ذاته”، على أساس مثل مغربي شهيرة، بدلالاته المتعالية: (وحده الجالس على الشاطئ يحسن السباحة) والنظر إلى الحزب من ذات متعالية، وبعيدا عن واقع أسئلته وحاجاته، ومن ضدي لا يجد سوى “شيطنة الآخر” وإن رابطوا في صفوف الحزب وخاضوا معاركه المختلفة (لبْغَا الحِزب بْقْلَالْشُوا) دون مطامع ولا مكاسب، تحققت معه نتائج مشجعة على الأمل في مستقبل حزب نريده ناهضا قويا معافى، ينبغي البناء على ما تحقق في شروط صعبة، بتواضع المناضل(ة) الذي يستلهم “عبقرية” السي عبد الرحيم، ويستشرف أفقا أحسن في شروط غير حسنة.
إن السكن في التاريخ الحزبي، والانغلاق على ذاكرته النضالية، والرهان على أمجاده المشرقة زمن المعارضة “الصعبة” و”النبيلة”، والتباهي “بتراثه العظيم”، و”رصيده النضالي”، والاحتماء برموزه التاريخية، لا يحل أزمة الحزب القائمة، ولا أحد ينكرها من أي موقع (الحزب أو المؤسسة)، وتلك سنة كل تنظيم وكائن حي، ولا يرفع عنه حالة الانحسار والتكلس، إن حصلت، وبالتالي لا يفتح آفاقه المستقبلية المرجوة. صحيح الاتحاد الاشتراكي “صوت من لا صوت له”، ومِلك كل المغاربة من الناحية الرمزية والمجتمعية بالارتباط بمطالبه، والانتصار لقضاياه، والاصطفاف معه في أسئلته الوجودية، مثل “الإنصاف بين الطبقات والأجيال والمجالات، والإيكولوجيا وترسيخ قيم الديمقراطية”. وهذه هوية الحزب منذ كان. لكن أن توظيف هذه الهوية، والركوب عليها، بكثير من التعميم والتعتيم، يتضمن حقا أريد به التضليل والشعبوية. ذلك أن الحزب ليس ملكا مشاعا للجميع، و”بابا بلا بواب” يلجُه من شاء ومتى شاء، وكيف شاء، ويتدخل في شؤونه الداخلية والتنظيمية والسياسية، متى أراد ورغب، وبالتالي يمارس الوصاية على مناضلاته ومناضليه، تحت أي يافطة، تارة بطهرانية “مصطنعة” كاذبة، و تارة ثانية ب”قراءة تبريرية” آثمة، و تارة أخرى بادعاءات “ثورية” في فنجان. فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب المنتمين إليه، والصامدين في صفوفه، والخائضين لمعاركه، والمتدافعين داخل أجهزته، والحاضرين فيه، آناء الليل وأطراف النهار، دون انحراف عن “نهره الخالد” … دون ادعاء امتلاك “حقيقة” الاتحاد والمزايدة بها. ويعز علينا أن نسمع ونرى، من كنا نعتبرهم “قدوة” لنا في الحزب، ونرجو الخير على أيديهم، يهددون إخوتهم ، ويبتزون حزبهم تارة باللجوء المحاكم، وتارة أخرى بالاستقواء بالأممية الاشتراكية…
لو “قام” السي عبد الرحيم اليوم من قبره ليرى أين وصل حزبه، ونتائج نضاله وتضحياته، ممن “يساومون” باسمه ورأسماله الرمزي، وقد لبسوا طاقية الإخفاء مقلوبة، وهم عن ذلك غافلون . لو عاش السي عبد الرحيم بوعبيد اليوم، باستحضار السياق الحالي، والتحولات الجارية في المغرب ومحيطه الإقليمي والدولي، لأقر، بشجاعة ومسؤولية، وهو صانع القطائع الكبـرى، بأن المقاعد بعددها تهمنا بقدر ما تهمنا الديمقراطية ومكاسبها، ولما كان الفصل بينهما واردا، بل وخارج التاريخ، بل لشجع على إعادة النظر في خط حزبنا السياسي، وآليته التنظيمية، ومرجعيته القيمية والأخلاقية، بتواضع الكبار، وأخلاقية النضال، لمواكبة التحولات السريعة التي بدأت تفيض عن كثير من المناضلات والمناضلين، فعجزوا عن الاستيعاب وتمثل التحولات. الشيء الذي أصبح يفرض التفكير في سؤال: من هو الاتحادي أو الاتحادية؟ أي ما شروط الانتماء إلى الاتحاد الاشتراكي، حتى يكون للمنتمي إليه الحق في الخوض في شؤونه الداخلية والتفاعل معها والمشاركة في صنعها؟ هل يولد المغربي اتحاديا؟ هل ينتقل الانتماء كما ينتقل الإرث من الأصول إلى الفروع، أم يصنع في الواقع النضالي والالتزام الأخلاقي داخل الحزب؟ هل ينتمي الفرد إلى الحزب باقتناء بطاقة العضوية فحسب، أم يرتبط ذلك بواجبات وحقوق موازية تمنحه الحق في تكسير “الأصنام”، إن وجدت…؟
في نظري لا تسقط “الجنسية الاتحادية” تحت أي طائل، شأنها في ذلك شأت الجنسية المغربية، سواء بالموت أو بالتقادم بالإقالة أو الاستقالة، بالتقاعس أو الغياب، بالسب أو الانشقاق، بالقذف أو التشهير، بالتقاعس أو التعالي أو غيرها. في مثل هذه الحالات “تعلق” الجنسية، ولا تسحب، ولكن لمن رجع وراجع، واعتذر وأقلع، وطلب الصفح واستقام، و”تاب فأصلح”، عنذئذ يكون الحزب غفورا رحيما، لما تقدم وتأخر… ويستعيد المناضل أو المناضلة “جنسيته الاتحادية”، ويمارس حقه، ويلتزم بواجباته. الحزب مؤسسة كباقي مؤسسات الدولة المغربية.

في الختام المستأنف،


… ستنقضي، بكل تأكيد، الأيام الثلاثة للمؤتمر الحادي عشر، كما تنقضي “أيام المشماش” كما يقول المثل المغربي، وسيقود سفينة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من سيقودها، ومن سيختاره الاتحاديون “النظاميون” كما تقتضيه قوانين الحزب، على علة تطبيقها، وما تفرزه موازين القوى التي تحكم السياسية بطبيعتها. وأعتقد، أن “عين العقل”، حتى من باب “سوء النية الحسنة”، بلغة السي عبد الرحيم، تقتضي احترام مخرجات المؤتمر ونتائجه، من باب الانتصار للديمقراطية والاختلاف. وبعد أن تهدأ “العاصفة”، ويسكن الفوران، ويسكت الغضب، وتطمئن القلوب، وتصفو السريرة، عندئذ، وعندئذ فقط، تكون اللحظة التاريخية مواتية للتفكيـر الاستراتيجي في مستقبل الاتحاد الاشتراكي، وصياغة مشروع واعد يعيد له ألقه ووهجه، في استلهام هادئ وعقلاني ومُحين لمسار السي عبد الرحيم، ورفاقه في الطريق، دون أن نحرق السفن، فسنحتاجها للإبحار من جديد بحزب الاتحاد الاشتراكي نحو مستقبل منشود، بأخوة وثبات وتواضع، رحماء بيننا أشداء على الخصوم…./.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.

sex indian
sex filme
free porn asian newbie.