مؤسسة المشروع ترمي بحجر في البركة الثقافية الراكدة

0

عبدالحق الريحاني

يبدو أن مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين التي أسست برعاية من طرف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتظم ثلت من المثقفين المغاربة متعددي الانتماءات في اليسار المغربي، قد خلقت تلك الرجة الثقافية والفكرية وكسبت الرهان الذي راهنت عليه، ألا وهو رمي حجر في البركة الراكدة بتناول قضايا فكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية بالدراسة والتحليل من خلال استضافة شخصيات سياسية وفكرية وثقافية.

مناسبة هذا الحديث، هو نجاح مؤسسة المشرروع للتفكير والتكوين في هذا المشروع منذ البداية،   سواء تعلق الأمر في اللقاء الأول الذي استضاف أحد ابرز الوجوه الثقافية والأدبية بالمغرب سعيد يقضين لنفض الغبار عن موضوع الثقافة المغربية بكل تمظهراتها وتمثلاتها،  والتنوع والتعدد الذي تمتاز به،  ومدى مساهمتها في تحديد الهوبة المغربية  في عمقها التاريخي، ثم الرجة الايجابية التي خلقتها المؤسسة باستضافتها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من أجل محاورته في ثلاثة محاور أساسية كما حددها السوسيولوجي ادريس بنسعيد كمنشط لهذه المؤانسة الرمضانية، أولا السياسي والمرجعيات الفكرية، والمحور الثاني يهم حرية التعبير والمعتقد، ثم آفاق الاستحقاقات التشريعية المقبلة.

لقد استطاعت مؤسسة المشروع أن ترسل رسالة دالة وعميقة  في المشهد الثقافي المغربي،  على ان الخلافات السياسية التي تطفو على السطح وفي الساحة الوطنية هي في حقيقتها خلافات ثقافية فكرية محضة، وأسبابها اختلاف في المرجعيات التي تنهل منها كل من هذه الفعاليات السياسية، وفي ظل هذا الخلط واللبس الذي اصبح يكتنف الساحة بفعل تدني الخطاب السياسي وتبني خطابات سياسية تتناقض والمرجعيات التي يحملها صاحبها حتى أضحى يعتقد ويخيل للناس أن الكل متشابه  وكما كان يقول أب السوسيولوجيا بالمغرب الراحل محمد كسوس “كل اولاد عبد الواحد  واحد”

ونعتقد أن هذا الحجر الذي رمت به مؤسسة المشروع للتفكير والتكوين في هذه البركة الثقافية الراكدة، لازال سيعطي ثماره ولازال هذا الحجر سيخلقق الدوائر تلو الدوائر المائية النابعة بالسجال الفكري والسياسي في كل الققضايا الاساسية التي تهم البلاد والعباد خاصة وأن طبيعة الضيوف الآخرين الذين سيحلون بمقر المشروع سيكون لهم وقع وصدى بتناولهم بالدراسة والاتحليل لعدد من القضايا الحارقة وفي مقدمة هؤلاء ادريس لشكر، وحميد شباط والياس العماري وعبدالله ساعف ونور الدين العوفي و رشيد الوالي وسعيد بنكراد.

 

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.