
الصراع مع من اليوم؟
كمال الهشومي
سؤال مهم يتررد علي كل لحظة حينما اطالع جريدة أو مواقع الكترونية حول مستجدات الواقع العمومي، وقد أرجع الامر كمواطن عادي الى حمى الانتخابات القريبة، لكن لا بد من التفسير سيما وان الخطابات تتغير بسرعة كبيرة وتحتد حمولتها، وخاصة ما يرتبط بتقديم النموذج المثالي “للحاكم بأمر”،باسم الشعب او ما يسمى بالانتخابات، فهناك من يقدم نفسه بأنه المنجي والمبعث الالهي لهذه البلاد وبدونه ستخرب.
والاخر يقدم نفسه المالك لدواليب وكواليس الحكم ورقاب المؤثرين في رؤوس الاموال وبالتالي في رقاب الضعفاء والضامن لمحاربة البعبع الاول.
والثالث يقدم نفسه الضحية المستهدف والنزيه البريء الذي تخلى على الكراسي خدمة لقضايا المجتمع ليكتشف بعد ذلك بأنه خرج خاوي الوفاض وبدأ يغازل من اراد ان يفشل تجربته بانسحابه وهاهي رسائل الورود والمحبة منشورة عموديا وافقيا تعبيرا عن حسن النية(الندم).
الرابع كذلك الثور الجريح الذي يأبى الخضوع أو ان يكون ملحقة لأحد لتاريخه وعذرية مناضليه فهو يحاور الجميع ومنفتح بجرأة لكن من يأمن لهم ليلا يخونونه فجرا.
اما الاخر ذلك الذكي البرغماتي فهو متحين لكل الفرص ويخشى التفارب من بني جلدته….. اما الاخرون فهم أكيد مكملين ومنشطين لهم القدرة الكبيرة على لعب دور الشيطان في التفاصيل للميل متى مال رأي أصحاب نعمتهم.
امام هذه اللخبطة التي يمكن تجاوزا في نموذجنا أن نعتبرها من صميم اللعبة الديمقراطية أي يمكن ان نضع موقع المواطن اليوم. فالمعروف لنا جميعا أيام العز النضالي الحقيقي، أن الصراع بين القوى الديمقراطية سابقا ونظام الحسن الثاني كان مركزه سؤال من يحكم؟، واي نموذج للملكية نريد؟، واي نموذج ديمقراطي لمجتمعنا؟. واليوم بعد هذا التطور الذي عرفته بلادنا وترسيخ دور المؤسسة الملكية في عمق المجتمع المغربي، فانه من الواضح أن الصراع البين للعيان هو ان التشبت بالمقاعد والمناصب أصبحت تشرع كل سلوك وتصرف.
فالصراع اليوم هو صراع من أجل ترسيخ نظام ديمقراطي حيث سيادة الحرية والحقوق واساسا العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفقر، ومحاربة الامية والتصدي لشريعة الفساد التي ترسخت في مختلف مناحي ودواليب المؤسسات بترسيخ دولة المؤسسات، دولة تسمو على كل الترتيبات الحزبية اللحظية المرتبطة بالانتحابات، الضامنة لتدبير الصراع الديمقراطي في صيغته السلمية، والمرجع والهوية هو المواطن بانتظاراته ومتطلبات.
فالحذر كل الحذر من المساهمة في مزيد من نفور المواطن من العملية الديمقراطية، فصراعنا اليوم جميعا هو ضد الحكرة وضد اليأس وضد من يوهم المغاربة بأطروحات ومقاربات ذاتية وغير ديمقراطية……تصبحون على خير