نداء المبادرة المدنية بأكادير يطالب بفك الحصار الاقتصادي والاستثماري عن المدينة

محطة 24 – أحمد بيضي

على هامش وقفتها الشعبية، شدد “نداء المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير” على ضرورة ما وصفه ب “فك الحصار الاقتصادي والاستثماري عن المدينة ومنح ساكنتها الحق في الحياة الكريمة والتوزيع العادل للثروات الوطنية”، مع العمل على “استغلال مؤهلات المدينة في بناء منظومة مجالية تخدم الاقتصاد المحلي و الجهوي والوطني وعدم تهريب ثروات المدينة لجهات أخرى”، بينما أعلن النداء عن تنديده القوي ب “حالة الركود الاقتصادي الممنهج الذي تعيشه المدينة والمنطقة عامة”، على حد نص البيان الختامي للوقفة.

ومن جهة أخرى، أعرب “نداء المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير”، كحركة مدنية مستقلة لها أرضية عمل واضحة، عن شجبه الشديد ل “التغول الإداري المصالحي المحلي والمركزي الجاثم على مصير المدينة”، ومستنكرا ما وصفه ب “انتهازية الرأسمال المحلي الجبان المتواطئ مع مراكز القرار الفاسدة”، ومستهجنا “التقاعس السياسي والاقتصادي لكافة المؤسسات والفعاليات المحلية عن طرح إشكاليات المدينة الحقيقية والتماهي مع وضع الجمود المفتعل”، حسب البيان.

ولم يفت النداء بالتالي تحميل كل المسؤولية ل “كافة النخب السوسية، الثقافية منها والسياسية والاقتصادية، ومن كافة المشارب”، ودعوتها لأجل “الوقوف ضد حالة الحصار المفروض على أكادير والمنطقة”، مع التنديد ب “حرمان المدينة والمنطقة من الاستثمارات العمومية على غرار باقي عواصم الجهات، رغم مساهمة المدينة والجهة بفعالية في الناتج الداخلي العام”، وناشد النداء عموم الساكنة، ومكونات المدينة والمنطقة، بالتحلي باليقظة والصمود والعزيمة من أجل إعادة أكادير لريادتها على جميع المستويات”، معلنا عن استمراره في حركته المدنية السلمية عبر جميع الأشكال النضالية التي يسمح بها القانون والحريات العامة.

ويأتي البيان إثر الوقفة الشعبية السلمية التي شهدتها ساحة ولي العهد بأكادير، يوم الأحد 26 فبراير 2017، ورفعت فيها شعارات منددة بالحصار الاقتصادي المفروض على المدينة والتعقيد الإداري والمؤسساتي، الذي أدى إلى تفاقم وتردي الوضع، مخلفا ركودا اقتصاديا أثر بشكل جلي على مختلف المناحي الحيوية للمدينة، هذا التقهقر على كل المستويات، حسب البيان الختامي، زاد من تفاقم الآفات الاجتماعية المسيئة للمدينة، كانتشار الجريمة بكل أشكالها، والتسول بكل مظاهره، ما شوه صورة المدينة السياحية شكلا ومضمونا.

ومن خلال الزخم البشري الذي شارك في الوقفة، استجابة للنداء، اعتبره البيان تأكيدا صريحا من ساكنة أكادير على استعدادهم الصريح للتصدي ل “كل اللوبيات التي تعمل على تنويم الاقتصاد ومحاصرة الاستثمار الجاد خدمة لأجندة مستقبلية تهدف إلى تمركز المشاريع في يد فئة قليلة تخنق طاقات الشباب و تحجم من طموحات المدينة وتتسبب في تهجير كفاءاتها نحو جهات أخرى تستفيد من خبراتها ومهاراتها”، كما أن الوقفة ما هي إلا “صرخة معبرة في وجه الابتزاز والإقصاء والتهميش من جهة، ونداء حضاري من ساكنة خرجت للتعبير عن رغبتها في العيش داخل مدينة ذات جاذبية وتنافسية وحيوية بمشاريعها الاستثمارية وبفضاءاتها الثقافية والترفيهية من جهة أخرى”، وذلك في ظل مؤسسات إدارية وعمومية يحترم فيها المواطن ويكون محور خدمة المرفق العمومي.