الوزير بنعبد القادر يدعو لتجنب “عدلنة الحياة السياسية” و “الحملات التطهيرية” في مكافحة الفساد

محطة24 – سليم السالمي

استطاع محمد بنعبد القادر الوزير المنتدب المكلف باصلاح الادارة والوظيفة العمومية ان يخلق نقاشا جديا ومسؤولا من خلال تقديم عرض حول الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد اليوم بمجلس النواب.

ودعا الوزير الاتحادي خلال رده على تدخلات البرلمانيين في اجتماع  لاعضاء لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب الى تجنب البوليميك والمزايدات السياسية وتصفية الحسابات الضيقة،  في دراسة هذه  الاستراتيجية الوطنية  المندمجة الموجهة نحو تحقيق النتائج المسطرة لها حسب اجندة زمنية واهداف محددة،  في اشارة واضحة لتدخل نشاز تقدم به عبداللطيف وهبي عن فريق الاصالة والمعاصرة الذي اخلط الحابل بالنابل وضرب خبطة عشواء لتمويه وتعويم النقاش في اتحاه تبخيس المجهود الكبير الذي بدل من اجل ان  يتوفر المغرب على وثيقة تظم استراتيجية وطنية اعدت بمقاربة تشاركية ذات رؤية واضحة لتوطيد النزاهة والحد من الفساد بالمغرب،  بشكل ملموس في أفق 2025. وبهدفين رئيسيين اولا جعل الفساد في منحنى تنازلي بشكل ملموس وبصفة مستمرة وتعزيز ثقة المواطنين ثانيا تحسين نزاهة مناخ الاعمال وتموقع المغرب دوليا.

وأوضح  الوزير الاتحادي خلال نفس اللقاء بأن الامر لايتعلق بخصوص مكافحة الفساد،  ببناء المدينة الفاضلة، ولا توجد وصفة نموذجية للقضاء على الفساد بقدر ما يتعلق الامر باستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد لها رؤية واضخة واهداف محددة تضع امامها ثلاثة قيم يجب ان تسود داخل المجتمع ترسخ ثقافة النزاهة والقيم الاخلاقية مع مشاركة جميع الشرائح في مكافحة الفساد، بالاضافة الى ادارة عمومية فعالة ونزيهة وشاملة تضمن المساواة والعدالة الاجتماعية فضلا عن بث ثقة المواطنين في الاجهزة العمومية.

وابرز بنعبد القادر  كذلك ان الامر لا يتعلق بالخلط بين محاربة المنكر   ومحاربة الفساد بشكل عام وفضفاض في بعده الاخلاقي بل الامر يتعلق بمكافحة فساد من خلال مرجعيات واضحة تنطلق من التوجهات الملكية والمقتضيات الدستورية ثم الالتزامات الدولية والبرنامج الحكومي ويكون الفيصل الوحيد في محاربة الفساد هو مدى تطبيق القانون والالتزام بالمساطر القانونية.

وفي ذات السياق ، دعا الوزير الى استخلاص الدروس من التجارب الدولية في هذا المجال وتفاذي تجربة “الحملات التطهيرية “التي كانت مع وزير الداخلية السابق ادريس البصري في التسعينيات، ثم تجنب  التجارب الدولية  السيئة التي تصبح فيها ثقافة محاربة الفساد تشكل مخاطر على السياسة،   كما وقع في البرازيل  المتمثل فيما اسماه “بعدلنة الحياة السياسية” التي وقعت مع الرئيس البرازيلي  لولا، اذ تصبح كل الخلافات السياسية محالة على القضاء بهدف سياسي لاطاحة الرؤوس.

يذكر ان بنعبد القادر قد قدم مرسوما في المجلس الحكومي السابق المتعلق بلجنة محاربة الفساد الذي يحدد بصفة قانونية دورها وظيفتها وتركيبتها تماشيا مع  البرنامج الذي يضم الاجراءات المستعجلة لحصيلة الحكومة خلال المائة يوم من عملها.