الاحتفال باليوم العالمي للتوحد.. استمرا معاناة في صمت

احتفل المغرب ومعه دول العالم، يوم أمس السبت 2 أبريل باليوم العالمي للتوحد، في ظل غياب أرقام مضبوطة عن أعداد المرضى، الذين يوجدون خارج رادار وزارة الصحة، التي لا تصنف هذا المرض والمصابين به ضمن أولوياتها، وهو ما يترجم غياب سجل وبرنامج وطني يُعنى بقرابة 400 ألف مغربي، منهم الذين جرى تشخيص مرضهم، ومنهم من يعانون في صمت، داخل غرف مغلقة أو تحت رحمة أغلال تُقيّد حركتهم، وينظر إليهم كأنهم ابتلاء!

تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد بالمغرب، قرّر أن يخلّد هذا الحدث، تحت شعار «تعديل السلوك من اجل قدرات متطورة»، من خلال مجموعة من الأنشطة الممتدة على الصعيد الوطني، وذلك على مستوى كل جمعية، فضلا عن تظاهرة رفع الأنوار الزرقاء، التي تعد لحظة اعتراف ودعوة للالتفاتة إلى مرض التوحد والمرضى، والتي ستشهدها على المستوى المركزي ساحة باب الأحد بالرباط انطلاقا من الساعة السادسة والنصف. ويؤكد الأطباء أن الأطفال مرضى التوحد يعانون من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، هي العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة والسلوك.

وشددت هذه الجمعيات  على أنه ونظرا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مغايرة جدا، وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا، مضيفين أن حالات مرض التوحد شديدة الخطورة تتميز، في غالبية الحالات، بعدم القدرة المطلقة على التواصل أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين، لافتين الانتباه إلى أن أعراض المرض تظهر عند غالبية الأطفال في سن الرضاعة، بينما قد يشبّ وينمو أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يصبحون وبشكل مفاجئ منغلقين على أنفسهم، عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.

الى هذ يستمر  الفاعلون الجمعويون في المجال في دقّ ناقوس الخطر بشان أخطاء التشخيص، وضعف المقاربات المعتمدة خاصة تلك التي تهم الشق التربوي التعليمي، وصعوبة الإدماج في الأقسام التعليمية في مستوى أول، وفي المجتمع في مستوى ثانٍ، بالرغم من ترسانة المذكرات والاتفاقيات الموقعة التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ!