تفاصيل لقاء بين رئيس مؤسسة فكر ووزير الشباب والثقافة والتواصل

محطة24

لا يخفى على أحد أن المغرب عاش زمنا غير مسبوق مدة العشر سنوات الماضية ، من حيث تدبير قضايا الشأن العام و من حيث القرارات التي اتخذت و التي مست كل مناحي الحياة لدى كل شرائح الشعب المغربي ، قرارات مجحفة و غير شعبية حتى على الطبقات الميسورة أو الغنية ، مرحلة ابسط ما يمكن أن يقال عنها أنها مرحلة جفاف و جفاء ، زادها تعقيدا كوفيد 19 و الذي تسبب في احتقان مجتمعي و اجتماعي غير مسبوقين ، بلغ حد اليأس و قمة التشاؤم ، و قد رصدنا مجموعة من مظاهر ذلك في كل المجالات و في مقدمتها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، و لذلك ينتظر المغاربة الشيء الكثير من هاته الحكومة لاعتبارين أساسين ، أما الاعتبار الأول فالظروف العامة التي عينت فيها و أما الاعتبار الثاني فالوعود الانتخابية التي قمتها الأحزاب المشكلة لها و التي شكلت سقفًا مرتفعا للمطالب الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها ، و بخصوص المجال الثقافي فيمكن القول إن ما جاء في التصريح الحكومي و المبني أساسا على تقرير النموذج التنموي يشكل -إن تم تطبيقه كاملا- منارة أساسية في إعادة الحياة الثقافية و تنشيطها في كل المجالات الفنية و الإبداعية و الفكرية و غيرها ، كما أن بطاقة الشباب خطوة ستعيد للحياة الشبابية معناها الشبابي كما عاشته أجيال قبلنا ، نتمنى أن يوفق وزير القطاع في ما وعد به و خطط له ، و لن يتم ذلك الا بتظافر جهود كل القطاعات و المؤسسات العامة و الخاصة و كذا المجتمع المدني بكل مكوناته .

و انطلاقًا من إيماننا بالأدوار المحورية للفعل المدني كما تم التشريع لها في القوانين و الظهائر المغربية ، بدءًا بظهير 58 ، و اعتقادًا منا بأن الشراكة بين المؤسسات الدستورية الحكومية و المدنية أمر واجب و له مردودية تقاس بالواقع المعيش في كل المستويات ، و استمرارًا في العلاقات التي تربط مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة و العلوم بقطاع الثقافة ، و تجاوبًا مع ما قدمته الحكومة الحالية ضمن برنامجها الحكومي في مجال الفكر و الثقافة و التربية و التكوين و غيرها من المجالات الاجتماعية ، تم عقد اجتماع بين السيد وزير الشباب و الثقافة و التواصل المهدي بنسعيد و الأستاذ محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر مساء يوم الأربعاء 10 نونبر 2021 ، بمقر قطاع الثقافة ، تم خلاله تبادل الرأي حول الواقع الثقافي و الفني و الإبداعي في زمن كورونا ، كما تناول بالتحليل سبل الخروج من هاه الأوضاع السلبية التي نتجت عن الوباء و كيفية العمل التشاركي بين الوزارة و الشركاء المدنيين بهدف إعادة الحياة لهاته المجالات و تنشيط الفضاءات الثقافية و التخييمية و الإبداعية ، و مما تم الاتفاق بشأنه التزام السيد الوزير بتوقيع اتفاقية شراكة بين القطاع و مؤسسة فكر ، و كذا حضور المؤتمر الوطني الأول الذي ينظم خلال الاسبوع الاخير لشهر دجنبر بمدينة الريصاني حول موضوع ” الواحات و التحولات المجتمعية ” بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين و الفاعلين الأكاديميين و المختصين ،

و قد قدم خلال هذا اللقاء الأستاذ الدرويش بعض الاقتراحات و البرامج التي ساهم و يساهم فيها القطاع ، و ما يجوز أن يجعل قطاعي الثقافة و الشباب قاطرتين فعليتين للتنمية ، و كذا مجموعة من منشورات فكر و إنتاجات الندوات و المؤتمرات الوطنية و الدولية التي نظمتها بدعم من قطاع الثقافة كندوة المغرب و ايفريقيا و ندوة حقوق المؤلف و غيرها من الانشطة الفكرية ، و في المقابل عبر السيد الوزير عن استعداده لدعم هاته المجالات بما يتوفر من ميزانيات و البحث عن ميزانيات إضافية عبر التعاون مع مؤسسات من القطاع العام و الخاص ، مؤكدا أن الوزارة بقطاعاتها الثلاث ستنفذ برامجها بشراكة مع الفاعلين .
و في ختام الاستقبال جدد الأستاذمحمد الدرويش شكره و تقديره للسيد الوزير على حسن الاستقبال و التفاعل الايجابي مع المقترحات .