في أفق المؤتمر الوطني للاتحاد الإشتراكي.. الجماعة المخملية تضغط على الكاتب الأول
محطة24 – بقلم ذ محمد الموموحي
القيادة المخملية توصيف فرنسي اطلقه الاشتراكيون بفرنسا على قادة الحزب الاشتراكي ا الذين حصدوا هزيمة مدوية في الإنتخابات الفرنسية سنة 2017 حيث حصل الاشتراكي Benoit Hamoon على الرتبة الخامسة في سابقة تاريخية خلفت صدمة قوية لدى الرأي العام الفرنسي ما تزال تداعياتها قائمة، خاصة وان ما يسمى بالقيادة المخملية ما تزال متحكمة في دواليب الحزب، رغم المبادرة التي أعلنها الامين العام للحزب Oulivier Fohr بدعم ترشيح السيدة Aen Hidalgot عمدة باريس كخطوة إستباقية لإنقاذ صورة الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي اعطته اسطلاعات الراي أقل من7% من نسبة التأييد مقابل صعود قوي لليمين المتطرف ٠
و يعود هذا التآكل في شعبية الحزب الاشتراكي الفرنسي الى انفصال القيادة عن قضايا المجتمع الفرنسي و ابتعادها عن انشغالات الطبقة الوسطى و الطبقة العمالية و غربتها عن هموم الشباب و تحولات المجتمع
في هذا السياق جاء توصيف القيادة بوصف ” المخملية ” للتعبير عن حالة الإنفصال و الاغتراب التي تعيشها قيادة الحزب الاشتراكي الفرنسي عن المجتمع و تحولاته وركونها الى نقاشات الصالونات و الجري خلف برنامج Macron المندفع لحماية مصالح البرجوازية المالية و المؤسسات البنكية العالمية بعدما استقطب العديد من رموز اليسار الفرنسي
{ كما حصل لبعض اليساريين المغاربة مع حزب الجرار }
مناسبة إستحضار التجربة اليسارية الفرنسية في سياق أشغال التحضير الجارية لعقد المؤتمر الوطني 11 تجد كل قوتها و راهنيتها في خضم النقاش السياسي الجاري داخل الهيئات التنظيمية للحزب بعد مصادقة اللجنة التحضيرية و المجلس الوطني على مختلف الوثائق التي سيناقشها المؤتمر و يطرح رؤيته لمسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية التي ستؤطر مواقفه في المجتمع و في المؤسسات و هو في موقع المعارضة و بعدما حقق نتائج انتخابية مكنته من كسر مسار التراجعات التي لحقت به منذ الخروج على المنهجية الديموقراطية ٠
و اذا كانت صيرورة التحضير قد اتسمت في مجملها باستقرار تنظيمي جنب الحزب الانزلاق نحو مظاهر التوتر و التصدع التي ميزت جل مؤتمراته السابقة
في مقابل هذا 《الهدوء》 الذي لم يستوعبه بعض من قادته السابقين انخرطوا في تنظيم ندوة سياسية داخل -مؤسسة غبد الرحيم – الاب الروحي للاتحاديين و اليساريين المغاربة لتدارس مستقبل الإتحاد و مآلات الفكرة الاتحادية اشركوا فيها كل من غادر سفينة الإتحاد و هجر مؤسساته التنظيمية و ادار ظهره لمعارك الحزب في المجتمع و خون قيادته و كال لها كل النعوت و الاوصاف التي لا تليق بلغة المثقفين و رجالات الدولة، و سخروا من نتائجه الانتخابية و باختصار شنوا على الإتحاد نساءه و رجالاته حرب كبرياءهم بلا حدود ٠
و لانه تعلمنا من تراث سي عبد الرحيم ان السياسة أخلاق و نهج في العمل الوطني يحترم الناس و يقدر مجهودات المناضلين و و لا يتعالى عليها و يعطيها الدروس من فوق الى تحت ٠
و لأن الاغتراب الذي تعيشه النخبة المخملية الفرنسية ليس مقتصرا على حالة فرنسا فقط فيبدو انها عابرة للحدود و لها امتدادات النفسية في بلدنا ٠
و الإتحاد ماض بقوة في كسب تحديات إنجاح مؤتمره المقبل رغم الاكراهات المستجدة بسبب تطور حالة الوباء ببلادنا و لن يقبل الوصاية عليه و لا التطاول على ما حققه من إنبعاث واعد في مجتمعنا الذي شهد تحولات عميقة عصية على الفكر المخملي ٠
طنجة بتاريخ 4 يناير2022