رسومات دقيقة بالأقلام الجافة من إبداع شاب مجاز بمراكش

محطة 24 – أحمد بيضي

لوحات وبورتريهات مبدعة صنعها الفنان الشاب الحسين الشطير، بموهبته الفطرية، وسنه لا يتعدى 24 ربيعا، مستعملا الأقلام الجافة والملونة والرصاص فقط، وبها رسم لوحاته في غاية الدقة، وقد قرر هذه السنة المشاركة في مسابقة “ماروك ويب أواردس” Maroc Web Awards، فئة مبدع السنة، في نسختها العاشرة، وهي مسابقة منظمة من طرفSynergie Media ، برعاية مجموعة من المستشهرين، ويعتبر أكبر حدث في الويب المغربي ويستهدف بشكل مباشر قرابة 600000 شخص.

 وبناء على لقاء الكتروني، استعرض الشاب الحسين الشطير حياته بدء من قصته مع الرسم، منذ أيام الدراسة الإعدادية، حيث كان يرسم رسوما كاريكاتورية، باستعمال أقلام الحبر الجاف فقط، ولم يعر ذلك أي اهتمام، إلى أن تطورت موهبته في السنة الثانية من سلك الباكالوريا، عندما أخذ زملاءه في الدراسة يكتشفونه ويعبرون له عن إعجابهم برسوماته الكاريكاتورية السريعة والسرية لبعض الأساتذة، أثناء حصص الدراسة، والتي كانت تمتاز بالسخرية.

وفي نفس الفترة، يضيف الحسين الشطير، أخذ اهتمامه بالرسم يكبر بشكل كبير، ويتذكر يوم رسم أول بورتريه (رسم للوجه) لوالديه، ولبعض أصدقائه وأفراد من عائلته، بقلم واحد فقط، فكانت النتيجة مبهرة، ليلتقى، أثناء الدراسات الجامعية، تشجيعات دافعة إياه لاستكمال طريقه، حيث أخذ في وضع رسوماته على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتسع دائرة المعجبين والمشجعين، سيما بعد قيامه بإنشاء صفحة خاصة به على موقع “الفايسبوك”، وهو يختار رسم مشاهير الغناء والتمثيل ونجوم كرة القدم العالميين، باستعمال أقلام الرصاص، والتي قد يظنها البعض صورًا فوتوغرافية لدقة تفاصيلها في تجربة فريدة.

 ويرى الحسين الشطير، في تصريح خاص، أن الرسم هو: “موهبة ربانية من حيث لم أتلق أي دروس أو أي تكوين في هذا الصدد”، وقد ساهم بحثه في الانترنت عن أنواع الأدوات المستعملة في الرسم في تطوير مستواه الفني، وكان يدخر بعض المال لشراء ما يحتاجه من أدوات كلما أتيحت له الفرصة، قبل أن يتخصص في الرسم الواقعي(Realistic Drawing) ، والذي جذب إليه إعجاب المتتبعين بشكل كبير، ويتطلب هذا النوع من الرسم رسم الأشياء بدقة عالية حيث يكون الرسم طبق الصورة الأصلية، وكأنها صورة حية، وقد يتضمن هذا النوع بعض الأفكار الإبداعية التي تضل العين المجردة.

ومن خلال تغيير طريقة رسمه بشكل جدري، لجأ الشاب الشطير إلى الرسم الثلاثي الأبعاد والجداريات، وكذا الرسم باستعمال أقلام الحبر الجاف (stylos).، وبطموح لتطوير مستواه الفني، وإيصال رسوماته لعدد أكبر من الناس، وتحقيق شهرة واسعة، بعد أن بات الرسم بالنسبة إليه بمثابة هوس مفرط لا يمكنه الاستغناء عنه في حياته اليومية، حيث استطاع تحويل موهبته الفنية إلى طاقة إيجابية يطمح بها لما يكفي من الاهتمام والتشجيع والمتابعة والمحافظة على الموهبة.

ويشار إلى أن الشاب الحسين الشطير، يبلغ من العمر 24 سنة، مزداد بنواحي مدينة أكادير، بمنطقة إداوتانان، عاش طفولته بأحد أحياء مدينة أكادير (الدشيرة)، وكان قد انتقل، بمعية أسرته، للعيش بمدينة مراكش، وعمره لا يتجاوز 12 سنة، وبهذه المدينة الحمراء أتم دراسته وتحصل على شهادة الباكالوريا في علوم الحياة والأرض، ثم شهادة الإجازة الجامعية في شعبة البيولوجيا.