هل يمكن اعتبار الترخيص للمرأة بمزاولة مهنة العدول مراجعة في مدونة الأسرة ؟

محطة24 – البشير حميري

كانت دائما مهنة العدول مقتصرة على الرجل ،وكانت المرأة كل ما أرادت الزواج ملزمة بإحضار ولي أمرها ،وجعل الإسلام بنص صريح حق المرأة في الإرث مرتبط بالآية للذكر مثل حظ الأنثيين .

هل يمكن اعتبار السماح للمرأة بمزاولة مهنة العدول وبناء عقود الزواج ثورة جديدة في مدونة الأسرة ،ومراجعة قد تؤدي إلى مراجعات أخرى في الإرث مثلا ؟وبناءا على الآية للذكر مثل حظ الأنثيين ،هل يجب في بناء العقد حضور امرأتين أم أربعة؟

للتخفيف من البطالة المتفشية كذلك في خريجات الجامعة المغربية وتطبيقا لمبدأ الإنصاف ؟في نظري المبادرة الجديدة في السماح للمرأة المغربية بمزاولة مهنة العدول استثناء في العالم العربي لم يقع حتى مصر بلد الأزهر الشريف ،واجتهاد نتمنى أن يعقبه قرارات أكثر جرأة في مسألة الإرث ،إذا ما المانع أن تصبح المرأة شاهدة على بناء عقود الزواج؟

في اعتقادي أنها ستكون أكثر حرصا من الرجل على المحافظة على حقوق المرأة ،وستكون كذلك حريصة على ضمان حقوق المرأة والدفاع عن مصالحها ومسألة المناصفة ،وإذا كان الدستور المغربي ،قد أعطى حقوقا واسعة للمرأة المغربية في ممارسة مهن متعددة فلامانع من أن تخترق المرأة كل المجالات التي كانت في السابق من اختصاص الرجال ،وأعتقد أن الجدل الذي صاحب الإجراءات الجديدة ومعارضة الرجال للقرار مزايدات لا محل لها ،الهدف منها بالدرجة الأولى عرقلة الاجتهاد الذي تعرفه مدونة الأسرة من حين لآخر .

وأعتقد أننا في حاجة ماسة ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين لاتخاذ المزيد من التعديلات في مدونة الأسرة التي كانت ثورة حقيقية في المغرب منذ أكثر من عقد من الزمن ،والتي لازالت في حاجة للمراجعة في ضَل الإجتهاد الذي يجب أن يستمر ،والذي من دون شك سيطرق قضايا أخرى تثير حساسية كبيرة في المجتمع وتدفع بالمتشددين للخروج من أوكارهم كما فعلوا عندما ارتفعت أصوات تطالب بالمساواة في الإرث.

في تونس قضية المساواة في الإرث حسمت بنص قانوني وفي تركيا المسألة محسومة منذ مئات السنين ،لكن لماذا لازال الحسم في الإرث محرما ،والذين يعارضون ،يعاكسون باب الاجتهاد أصلا ،وبالتالي فتح المجال لكي تكون المرأة عدلا وبعد مئات السنين في المغرب قد يفتح أفق جديد لمناقشة كل القضايا الأخرى التي كانت حكرا على الرجل ،والفقهاء مطالبون بفتح باب الاجتهاد من جديد وإنصاف للمرأة لأن مايعاني منه الرجل اليوم من بطالة تعاني المرأة منه أيضا وبالزيادة لأن ظاهرة العنوسة في المجتمع في تزايد مستمر ،وبالتالي فالإنصاف من صميم الدين الإسلامي ،ومن صميم القيم الإنسانية المثلى ،ومن صميم العدالة الاجتماعية