نص البيان العام للمؤتمر الوطني الحادي عشر للنقابة الوطنية للتعليم العالي
محطة24
توصلت محطة24، بنص البيان العام المصادق عليه في المؤتمــــــر الوطني الحـــــــادي عشـــــــر للنقابــــــــــة الوطنيـــــة للتعليــــم العالـــــــي بمــــراكش أيـــــام 27 و28 و29 أبريل 2018 تحت شعار: “التعليم استثمار استراتيجي من أجل بناء مجتمع المعرفة” وننشره كاملا:
انعقــــــد المؤتمــــــر الوطني الحـــــــادي عشـــــــر للنقابــــــــــة الوطنيـــــة للتعليــــم العالـــــــي بمــــراكش أيـــــام 27 و28 و29 أبريل 2018 تحت شعار: “التعليم استثمار استراتيجي من أجل بناء مجتمع المعرفة“.
وقد عرفت أشغال المؤتمر، سواء في الجلسات العامة أو خلال اجتماعات اللجان، نقاشات عميقة ومسؤولة، عبر فيها السيدات والسادة المؤتمرات والمؤتمرين، عن انشغالاتهم بالوضعية المتأزمة لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي ببلادنا، وظروف اشتغال الأستاذ الباحث، مستحضرين الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو الوطني.
وبعد نقاش مستفيض، سجل المؤتمر ما يلي:
على الصعيد الدولي:
- استمرار الاختلالات التي تعرفها العلاقات الدولية الناتجة عن الهيمنة الامبريالية، والتي أدت إلى توتر سياسي عالمي، تجسد في عدة نزاعات مسلحة عانت منها كذلك شعوب العالم العربي.
فكان من نتائج هذه الهيمنة تكريس التبعية السياسية والاقتصادية، واستنزاف الثروات الطبيعية، وانتهاك حق الشعوب في تقرير مصيرها؛
- اعتماد سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا العادلة للشعوب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يراد تصفيتها، خاصة بعد القرار الجائر للإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة في تحدٍّ سافر للقرارات الأممية؛
- التدخل السافر للمؤسسات المالية الدولية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدول وفق اختيارات تضرب في العمق الأمل في التطور والتحرر.
على الصعيد العربي والإقليمي:
- غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مقابل تكريس الاستبداد ودعم الفساد؛ خاصة بعد إجهاض الانتفاضات الشعبية التي عرفها العالم العربي؛
- تبذير الثروة المتمثلة أساساً في الرأسمال البشري من خلال ضعف التأهيل وإقصاء الكفاءات؛
- صمود الشعوب في وجه الغطرسة الصهيونية في مقابل انبطاح بعض الأنظمة وهرولتها نحو التطبيع.
على الصعيد الوطني:
- التأكيد على الإجماع الوطني حول قضية وحدتنا الترابية، والتنديد بما يحاك ضدها، ودعم مكتسباتنا الشرعية في أقاليمنا الصحراوية؛
- التعبير عن تضامنه مع الحراك الاجتماعي السلمي في مختلف ربوع الوطن وخاصة بالمناطق المهمشة، كالريف وزاكورة وجرادة، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في التظاهرات السلمية؛
- التراجع عن المكتسبات الحقوقية من خلال الاستهداف الممنهج للحريات العامة، وتفعيل المقاربة الأمنية في مواجهة المطالب المشروعة بعد فشل النموذج التنموي الرسمي؛
- العمل على إضعاف المؤسسات الوسيطة ومنها الأحزاب والنقابات بضرب الوحدة النقابية وتفريخ الإطارات…؛
- غياب الرؤية المؤطرة للمنظومة التعليمية رغم ما عرفه المغرب من “إصلاحات” متعاقبة لم تتأسس على تقييم علمي وموضوعي يضمن تكافؤ الفرص ويحقق الجودة؛
- تملص الدولة من مسؤوليتها في دعم التعليم العمومي، وارتكانها إلى خيارات التعليم الخصوصي والأجنبي؛
- المطالبة بضمان حق العمل النقابي بما يكفل حق الإضراب والاحتجاج السلمي؛
- يسجل تراجع مستوى حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة من خلال التضييق على الحريات العامة.
على المستوى الاجتماعي :
- معاناة الشعب المغربي من أزمة حادة جراء سيادة اقتصاد الريع، وتفشي الزبونية، مما أدى إلى استفحال البطالة، والإجهاز على القدرة الشرائية للمواطنين. وعليه، يطالب المؤتمر بنهج سياسة عمومية تقر بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتضمن العيش الكريم للمواطنات والمواطنين، وتوفر لهم الخدمات الأساسية في مجال التعليم والصحة والسكن والتشغيل.
- تهنئة الطبقة العاملة بعيدها الأممي، والدعوة إلى ضرورة مأسسة الحوار الاجتماعي، ليكون حواراً حقيقياً تشاركياً.
- التشبث بمبدأ المجانية وربطه بجودة التعليم من خلال توفير الإمكانيات المادية والبشرية واللوجيستيكية الضرورية للرقي بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي.
ويدعو المؤتمر، في الأخير، إلى تكوين جبهة موحدة مفكرة وموجهة قادرة على مواجهة جميع التحديات، وتحقيق التنمية الإيجابية والمستدامة، وعلى ضمان وحدة واستقلالية النقابة الوطنية للتعليم العالي في إطار التعدد والاختلاف والتدبير التشاركي.
المؤتمر الوطني الحادي عشر
مراكش في 30 أبريل 2018