المالكي: منطقة المتوسط تعرف تحولات عميقة وخطيرة تستدعي معالجة بمنظور جديد

محطة24 – عبد الحق الريحاني

التأمت نخبة وصفوة  من السياسيين والأساتدة الباحثين وبعض الدبلوماسيين والإعلاميين المنضوين في إطار مجموعة  الدراسات والأبحاث من أجل المتوسط، كجمعية علمية تأسست سنة 1990 تعنى بالقضايا الراهنة والمستقبلية لدول منطقة البحر الأبيض المتوسط، أول امس السبت 24 نونبر الجاري، وذلك برئاسة الحبيب المالكي رئيس الجمعية.

يأتي هذا اللقاء الهام، في إطار إعطاء نفس جديد لهذه الجمعية للاستمرار في عملها العلمي والاستشرافي للمستقبل، خاصة أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، عرفت في السنين الأخيرة، تحولات ومستجدات سريعة على عدة أصعدة، وتستحق المتابعة والدراسة واستخلاص الدروس ورسم الآفاق القريبة والبعيدة المدى.

وفي تصريح لجريدة  محطة24 بمناسبة انعقاد هذا اللقاء ، أوضح الحبيب المالكي رئيس مجموعة الدراسات والأبحاث من أجل المتوسط، أن هذه الجمعية الحاصلة على  المنفعة العامة والمحدثة سنة 1990 تضُم عددا من الباحثين والمتخصصين وبعض الديبلوماسيين والإعلاميين من الضفتين: الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، والضفة الجنوبية ، حاولت على ما يزيد عن 28 سنة الاهتمام بالبعد المتوسطي للمغرب، باعتبار أن هذا البعد حامل لمجموعة من الرسائل التاريخية والثقافية وعلى المستوى الجيو سياسي.

وأضاف المالكي أن الجمعية، اعتبرت أن توجه المغرب نحو أوربا،  يجب أن تعطى له الأهمية الكبرى التي يستحقها، بحيث إن كل الدراسات والتظاهرات العلمية، كان فيها هذا البعد المتوسطي حاضرا  بقوة، ويؤخذ بعين الاعتبار فيها، سواء على المستوى السياسي أوالاقتصادي أوالاجتماعي، وهذا مكسب للمغرب يجب أن نعززه.

في ذات السياق، أبرز المالكي أَنَّ العالم يعيش تحولات عميقة، ونفس الأمر بالنسبة للمنطقة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، حيث تشهد تحولات عميقة وخطيرة في الآن نفسه، إذ أصبحت هذه المنطقة بؤرة لحروب أهلية  وتوتّرات، فأصبحنا مضطرين لإعادة النظر في المفاهيم والمنهجية، لتستمر هذه المجموعة للدراسات والأبحاث الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط لمعالجة القضايا المرتبطة بالمنطقة بمنظور جديد.

وشدد المالكي على ان هذا اللقاء،يعتبر نقطة انطلاقة جديدة في مرحلة جديدة، ووضع جديد، الهدف الرئيسي منه ، المساهمةُ بإنتاج أفكار جديدة تجعل منطقة البحر الأبيض المتوسط ،تتمتع بالأمن والاستقرار والازدهار.
وأجمع مشاركون على المستوى العلمي والأكاديمي في هذا اللقاء، على أن منطقة البحر الأبيض المتوسط، تتطلب أكثر من أي وقت مضى، تظافر الجهود لكسب الرهانات، ومواجهة التحديات، التي تواجه المنطقة، إذ من شأن أي تهاون او تراخٍ أن يعمق الوضع الحالي المشوب بتوتُّرات ونزاعات وحروب قد تعصف بمستقبل المنطقة المتوسطية.

وخلص هؤلاء الخبراء، أن التحديات الكبرى التي تجابهها منطقة المتوسط، في إشكاليات كبرى وخطيرة تتمثل في ظاهرة الإرهاب المهدد للاستقرار والأمن،اشكالية الهجرة، والتعاون الاقتصادي.

وتميز النقاش في هذا اللقاء بعد تدخلات قيمة لكل من السفير والر ئيس السابق للاتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي ورئيس الجمعية البرلمانية للمتوسط بيدرو روكي ورئيس قسم الشرق الأوسط وإفريقيا لسكرتارية العلاقات الخارجية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كارلوس كوندي، وادريس خروز، الذي قدم  مسار ودواعي تأسيس المجموعة والأعمال التي قامت بها، وكذلك المساهمين في النقاش، بالواقعية في التشخيص، والتحليل للأوضاع التي تعيئها المنطقة، والمهام المطروحة عليها مستقبلا.

وخلص اللقاء إلى أن النهوض بأوضاع المنطقة ومجابهة تحدياتها المستقبلية رهين بتظافر الجهود لكل الفاعلين السياسيين والديبلوماسيين والاقتصاديين والأكاديميين والباحثين والبحث عن أفكار جديدة وتوفير اعتمادات مالية مهمة للدراسات والأبحاث لإنتاج وابتكار آفاق مستقبلية علمية طموحة.

واشترط المشاركون أنّ تقدم المنطقة البحر الأبيض المتوسط، وإقرار التوازنات الاقتصادية والاجتماعية المربحة لكل دول المنطقة، وكسب كل الرهانات، يتطلب الإرادة السياسية أولا وأخيرا ، علما أن هناك هيمنة للأجندة الأوربية في المنطقة.

وأكدت هذه الصفوة من العلماء والباحثين، أن نجاح منطقة البحر الأبيض المتوسط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، رهين بوجود مشروع متوسطي، قادر على استيعاب كافة القضايا الجوهرية والإشكالاات التي تعيشها المنطقة وتقديم الأجوبة الملائمة والعادلة عليها لاسيما القضية الفلسطينية.

ودعا المشاركون في هذا اللقاء لضرورة اتخاذ جميع المبادرات الاقتصادية والاجتماعية مع أوربا حتى يتحقق الاندماج الاقتصادي بين دول المنطقة المتوسطية مشددبن في الآن نفسه على الاستمرار في حوار بناء ومثمر مع أوروبا وسائر مكونات المنطقة.

وفي الختم، تم تجديد الهياكل العلمية والتنفيذية لمجموعة الدراسات والأبحاث الخاصة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.