الرد الجميل للحكومة المغربية على ألمانيا

محطة24 – بقلم جمبري البشيري

المغرب يمتلك عدة أوراق يمكن أن يستعملها لإجبار الحكومة الألمانية على مراجعة مواقفها وقرارتها.
ألمانيا العضو القوي في الاتحاد الأوروبي .تعاني من الهجرة الغير الشرعية ،ومن موجات اللجوء السياسي ،وتتحمل مصاريف وميزانية ضخمة يعتمدها الاتحاد الأوروبي لدعم الدول التي تأتي منها هذه الموجات البشرية ،بحثا عن الحلم الأوروبي وهروبا من الحروب الأهلية والفقر في سوريا ودول جنوب الصحراء الإفريقية .ألمانيا العضو في الاتحاد الأوروبي تتحمل العدد الأكبر من اللاجئين ،وتؤدي الفاتورة لتركيا والمغرب ودول أخرى من أجل وقف الهجرة الغير الشرعية التي تكتوي بنارها .المغرب الذي تسعى ألمانيا ومعها باقي أعضاء الاتحاد يريدونه أن يكون شرطيا لوقف مراكب الموت بحثا عن آفاق أفضل في أوروبا.والاتحاد الأوروبي وقع شراكة متقدمة معه مقابل ذلك .بالإضافة إلى تجديد اتفاقية الصيد البحري .المغرب بقراره تجميد كل تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ،يريد إرسال رسالة واضحة لألمانيا ونحن على أبواب فتح نقاش مع الاتحاد الأوروبي لتجديد الاتفاقية .ومواقف ألمانيا الأخيرة بدعوتها اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة ملف الصحراء.وعدم توجيه دعوة لمؤتمر برلين لمناقشة سبل الحل الممكنة في ليبيا إشارات التقطها المغرب بامتعاض كبير .وكان ملزما لاستعمل كل الأوراق التي يمتلكها للرد على ألمانيا الاتحادية .وبما أنها لا تعطي إشارات بالتعاون الاقتصادي البناء فمن حق الرباط أن تبحث عن شركاء جدد ،وتفتح آفاق التعاون مع بريطانيا العظمى المنسحبة من الاتحاد الأوروبي ،والتي بالفعل بعثت رسائل للرباط من أجل فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.المغرب قد يراهن كذلك على وقف كل تعاون أمني لمحاربة التطرف والإرهاب الذي تعاني منه ألمانيا ،ورقة ضغط مؤثرة جدا يمكن أن تفرض على ألمانيا مراجعة سياستها وتكف عن كل المناورات التي تقوم بها للضغط على المغرب .إذا ورقة التنسيق الأمني لمحاربة التطرف والإرهاب ،والتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي لمحاربة الهجرة السرية ،ثم التنسيق والتعاون الاقتصادي البناء في إطار شمال جنوب .ألمانيا تبحث عن موقع قدم في إفريقيا السوق الواعد ،وموقع المغرب الإستراتيجي الذي يعتبر باب إفريقيا .قد يفرض على العديد من الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا مراجعة سياستها اتجاهه .المغرب منذ سنوات يؤثث لانطلاقة تنموية حقيقية من خلال بنية تحتية مهمة موانئ كبرى وطرق سيارة ومطارات حديثة ومناطق جذب صناعية استطاعت أن تكون موضع اهتمام دول عديدة خصصت استثمارات كبرى في المغرب كالصين والولايات المتحدة وأنجلترة في الطريق بالإضافة إلى فرنسا الشريك الاقتصادي الثاني بالنسبة للمغرب بعد إسبانيا .إذا المغرب أصبح ملزم باستعمال كل الأوراق للضغط على ألمانيا من أجل الحياد في ملف الصحراء وإلا راجع تعاونه مع ألمانيا في القضايا التي ذكرت سالفا.فحاجة ألمانيا للمغرب للتنسيق الأمني لمحاربة التطرف وإفشال العمليات الإرهابية مهم جدا كحاجتنا للتعاون المغربي لوقف الهجرة السرية والولوج للسوق الإفريقية عبر بوابة المغرب .ألمانيا تلقت الرسالة واعتبرت الموقف المغربي متسرعا لحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين .والمغرب بنى موقفه من موقع قوة كمفتاح للتوغل في إفريقيا ووقف كل موجات الهجرة إلى الشمال التي تؤرق دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعد تتحمل المزيد بسبب الركود الإقتصادي الذي تعاني منهه كل الدول بسبب أزمة كورونا .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك