فلوس لاربعا : ما يقال ولا يقال

محطة24 – بقلم محمد الشاوي

الأسباب عديدة فيما أصاب حزب القنديل، الصدمة المدوية، كما أجمعت الأقلام في منصات التواصل، سقطة حرة دون جاذبية، بل انعكاسا لانتكاسات متتالية، طيلة عقد من الزمن جاثمين على صدور الناس، أكاذيب ولغط ومظلومية وخطاب مزدوج وحلقة ومتعة “فضائح أخلاقية، والذباب الالكتروني خف طنينه، حزب القنديل يدري أكثر من غيره اندحار الإسلام السياسي بعد الخريف العربي سواء بمصر أو تونس.

_ التخلي الزعيم عن دور مؤسسة رئيس الحكومة المنصوص عيها في دستور 2011.
كما أنه فقد العديد من منخرطيه ومريديه والمتعاطفين معه جراء القرارات المتناقضة بين الخطاب والممارسة والاختيارات والمرجعية، وأوقعها صدمة على أصواته المحتملين بصمته على التطبيع وتخليه عن محاربة الفساد تحت شعار: عفا الله عما سلف، والتهديد بالاستقالات ثم التراجع سواء عن الاستوزار أو التنظيم المؤدي الى فقدان الثقة.
_ رفع شعار:” اسقاط الفساد والاستبداد” بعفى الله عما سلف.
_ ابعاد الزعيم كما يحلو له عن رئاسة الحكومة عام 2017 “البلوكاج”.
_ قبول سعد الدين العثماني اثناء تولي رئاسة الحكومة كافة الشروط مما أضعف الانطلاقة.
_ تخلي الجناح الدعوي دراع حزب العدالة والتمية حركة التوحيد والإصلاح التي توارت خلال الانتخابات
حصل على رقم 13 خلال الميركاطو، رقم له دلالات أولاها التشاؤم وانعكاسات الرقم لا يوصل الى المبتغى، إذ لا يشكل فريقا، ولا يمكن من مراكز صنع واتخاذ القرار، أي خارج المكتب، لا يسمح ترؤس لجان، يحد من المشاكسات ويزيد من العزل والحصار…
أما الأربعاء يوم يتوسط الأسبوع، يوم يذكر طلبة المسيد_ تلاميذ الكتاب_ بيوم مفرح وعسير، صباح الأربعاء يبدأ حسب لاربعا ،لاربعا المال،الفلوس،البقشيش والفقيه بسلطته وعصاه يتمتع بحظوة مهمة ،مرحب به في السراء والضراء، معلم و”فكاك الوحايل” ، إن كان تقيا ،لان أحيانا تطفو على سطح الواقع فلتات لاأخلاقية داست فضاءات المسيد أو الشاطئ ولا يهم الاستفراد بزوجة الأخ في المعمعة. ومرشد وممرض تقليدي ونفساني يا ويل من لا يقدم لاربعا للفقيه، يربك الميزانية وحسابات الفقيه، ويعطل الواجب “الدراسة” نظرا لقلق صاحب السلطة.ولم يتدرع بتنمر العفاريت والتماسيح ، لربما تغيير يوم الاقتراع من الجمعة الى الاربعاء أربك مريدو القنديل حيث تخلفوا ولم يزحفوا كالمعتاد، لأنه يوم الأربعاء.
في الثمانينات وما قبلها، المرور عبر التعليم بالكتاب “المسيد” أو الجامع أو لحضار أو تمزكيدة مرحلة ضرورية ككل أبناء الحي، الطفل يتدرج في تعلم الكتابة والقراءة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، قبل ولوج المدرسة.
إضافة الى روتين محو اللوحة بعد استظهار ما دونته من آيات قرآنية، والعصا الطويلة بيد الفقيه يترصد كل نائم وغافل ومتقاعس ومن تخلف عن لاربعا، العقاب دائما بالمرصاد وفي الانتظار. يتفنن الفقيه في ممارسة فنون التعذيب والعقاب من سب وشتم وجلد وفلقة ووو.
والأربعاء يوم لا يشبه باقي الأيام، الفقيه ينتظره بشغف حيث تغدق عليه بعض الاكراميات، ووجبة فطور متميزة وأحيانا تقدم للفقيه اكرامية لم تكن بالحسبان من لدن فاعل خير قد يكون معاشا أو نهاية الخدمة الاستوزارية ويناشده أن يحرر(التحريرة) الجميع، وتعم الفرحة، والكل يتسابق نحو نعاله بغية اللحاق بأقرانه للعب او التوجه الى المنزل.
تحدث صاحب القنديل عن مال الأربعاء، يوم يؤرخ لاندحار كان متوقعا، مريدو القنديل انقسموا فيما بينهم ثم بين الجمعة والأربعاء وبلغة الملتحي لا يجمع، عكس الجماعة ان أعطت الكلمة ووعدت وفت خوفا من تبعات الجمعة أما لاربعا يمكن ارجاء أدائها مرة أخرى مصحوبة بالعقاب طبعا. وشغلهم كثيرا القاسم (ماذا لو طبق؟ لربما تحل الكارثة بالقنديل أو يطفأ نهائيا) وآخرون دوخهم القنب الهندي، وجلهم لم يهضموا توقيع وليهم الطبيب ببصمته على وثيقة التطبيع وحاشيته من المقربين تصادق وفريقه الداعم يتمرد في سابقة.
_ تمرير قانون اباحة زراعة القنب الهندي لأغراض طبية وتصويت فريقه في البرلمان ضد القانون في سابقة في البرلمان المغربي.
_ توقيع سعد الدين العثماني اتفاق التطبيع.
لربما الأموال التي وزعت يوم لاربعا “الاحسان السياسي وزع طيلة سنين تحت عدة أغطية مختلفة أمام الملإ وبالمكشوف” فاختلط مع البقشيش، ولم يعد البيليكي يجدي أو يجد له مكانا، حسب زعمهم بدون دليل، والطعن مكفول لأننا نعيش في الألفية الثالثة، لم يعد لا الفقيه ولا المدرس يضرب التلاميذ، وإن فعل تنجز المحاضر وتسلم للأحق، إنها حقوق الانسان.
_ الخطاب المزدوج والتناقض الصارخ البين بين الشعار والفعل. والتناقض مع المواقف المعلنة.
_ تبني قانون استعمال اللغة الفرنسية في التدريس مناقضا “نضالاته ” ضد استهداف اللغة العربية.
سقطة في سياق مرتقب، في المغرب قدم وانبعث القنديل عبر الصناديق في سياق دولي وإتمام اللعبة واجب وتفادي الوقوع في المحظور على غرار اشقاء في الدين واللغة فرض والنهاية والتواري عبر الصناديق كما جرى مستحق.
تعرفون أن النتائج لا تعكس الخريطة السياسية ولا تعترف بحصيلة تدبير الشأن العام والحكومي والمسالة غير منطقية، قول مكرور سبق قوله. لا تعليق، الصندوق أخرس العديد، ومن نطق هدد ووعد ناسيا من أسقطه قادر على الوقوف في وجهه والتصدي له، ومن يريد الفوضى في الشارع عليه تذوقها على طاولة منزله، والأيام القادمة تكشف ذلك، الانتكاسة عرت مدى التشبث بالريع والتعويضات. وتحية لشباب تمكن من التصويت لأول مرة، كانت له الكلمة والحسم قطعا، ولكن تظل دائما فلوس لاربعا حلال على فقيه المسيد الذي يلقن الناشئة اللغة العربية وحفظ القرآن ،ولن نفسح المجال للمصطادين في النفايات والمستنقعات ، لأننا لسنا في حاجة الى من يذكرنا بالفقيه الحق ودوره وثباته ومواقفه وعطائه وجوده ومنافعه ، من منا لا يحب ويقدر الفقيه العالم المخلص الذي لا يساوم إذ لم نر منه الا الخير والصدق ، وتحية خاصة لكل هؤلاء الاتقياء وللعلم والنزاهة والحق أوفياء.