رهان مشاركة الشباب في الانتخابات.. ثلاثة أسئلة لرئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية محمد بودن

محطة24 – أجرت الحوار.. سهام توفيقي

تكتسي انتخابات الثامن من شتنبر 2021 ، بدون أدنى شك ، أهمية خاصة خلال هذه السنة، باعتبارها أهم اختبار شعبي منذ 2016، بالنسبة للأحزاب السياسية بمختلف ألوانها، إذ تضعها هذه الاستحقاقات أمام مجموعة من التحدايات الجسيمة، لاسيما المتعلقة منها بعزوف الشباب.

وفي هذا الصدد، يكشف المحلل السياسي، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية محمد بودن في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أسباب هذا العزوف والحلول الممكنة لتبديده.

1– في نظركم ما هي أسباب عزوف الشباب المغربي عن التصويت؟

في الواقع أسباب عزوف الشباب مركبة نوعا ما وترتبط أساسا بتمثل بعضهم للعملية الديمقراطية ونظرتهم للأحزاب السياسية، فضلا عن واقعهم الاقتصادي والاجتماعي وعوامل أخرى جغرافية و نفسية و ثقافية.

ثمة عامل محوري كذلك في ارتفاع نسب العزوف بحيث أن بعض الشباب لا يتم تشجيعهم وإقناعهم بأهمية التصويت من قبل المرشحين أو الحملات الانتخابية أو العائلة أو الأصدقاء أو المحيط.

الشباب الذين يتم الاتصال بهم من قبل منظمة أو حملة هم أكثر قابلية للتصويت. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يصوت أولئك الذين يناقشون الانتخابات في شبكات التواصل الاجتماعي اذا تم اقناعهم.

أنه يمكن أن تكون للبيئة الأسرية تأثير كبير على المشاركة في الانتخابات، فالشباب الذين يحرص أفراد أسرهم على التصويت ويشاركون فيه هم أكثر قابلية للقيام بممارسة حقهم الشخصي وواجبهم الوطني.

إن ترك الناخبين الشباب خارج قوائم الاتصال من طرف الأحزاب مسألة مكلفة بحيث لا تزال بعض الحملات تتخطى الناخبين الشباب ، لكن الأبحاث تظهر أنهم يستجيبون عند الاتصال بهم وإقناعهم. ولا يغيب عن البال أن بعض الشباب غير مهتمين بالسياسة أو يشعرون أن التصويت لن يحدث فرقا، فضلا عن فئة من الشباب تبدو غير مبالية أو منشغلة باهتمامات اخرى. بعض الشباب لا يعتقدون أن التصويت وسيلة فعالة إذا ما كانت الخيارات المتاحة أمامهم للتصويت في مجملها غير مقنعة أو ليست في مستوى المرحلة.

2– ما هي الحلول التي يجب أن تعتمدها الأحزاب السياسية للحد من العزوف الانتخابي وحث الشباب على التوجه إلى صناديق الاقتراع؟

الطريقة الأكثر فعالية للحصول على ناخب جديد هي طرق الباب شخصيًا من قبل أقرانه وجعل التصويت ثقافة سائدة.

إن بناء الثقة بشكل تدريجي على مستوى الممارسة السياسية والخطاب السياسي والديمقراطية المحلية قد يكون مقدمة للتغلب على العزوف في المدى القصير. الأحزاب السياسية مطالبة بإبداع طرق لمساعدة الشباب على اكتشاف أهمية السياسة والتصويت من خلال إظهار كيف أن المشكلات التي يتطوعون للمساعدة في معالجتها تحتاج الى المشاركة مع المؤسسات المنبثقة عن الاستشارات الانتخابية.

على المدى الطويل، ينبغي إشراك الشباب في الدفاع عن السياسات التي تسهل مشاركتهم في الحياة السياسية، فضلا عن مساعدة الشباب الذين يرغبون في الترشح بتمويل حملاتهم، وبالتالي ستتمكن فئة عريضة من الشعور بالاستثمار في قدراتها وتطوير الحياة السياسية وترسيخ الخيار الديمقراطي.

3– ماهي الدعوة التي توجهونها للشباب من أجل الإقبال على التصويت ؟

انتخابات 08 شتنبر تمثل في شموليتها تجسيدا للاختيار الديمقراطي كثابت في قواعد الدستور المغربي وروحه، كما أنها لحظة تستمد قوتها ومدلولها من ممارسة الشباب لحقهم الشخصي وواجبهم الدستوري عبر اختيار من يمثلهم في البرلمان الذي تنبثق عنه حكومة تدبر الشأن العام على أساس النتائج المحصل عليها، علاوة على اختيار المواطن لمن سيدبر شؤونه المحلية على المستوى الترابي جهويا وجماعيا.

وأهمية هاته الاستحقاقات تنطلق من مسؤولية الاختيار لدى الشباب وقيمة الخيارات المتاحة أمامه من طرف الأحزاب على مستوى المرشحين والبرامج.

ولذلك، فالرسالة التي يمكن توجيهها في هذه المرحلة تتعلق بكون مكون الشباب اصبح فاعلا سياسيا اكثر من أي وقت مضى ويمثل محورا للاتصال السياسي والتواصل الاجتماعي بالشبكات الرقمية. ومن الطبيعي أن يمارس حقه الشخصي وواجبه الوطني بمسؤولية    ودون تفريط أو انسحاب لأن المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات ستؤثر بشكل مباشر او غير مباشر عليه و على محيطه الاجتماعي. ومن الأفضل ان يكون فاعلا في هذه المرحلة لأن الشاب الذي يبلغ 18 سنة الذي قرر عدم المشاركة في الانتخابات وندم فيما بعد على امتناعه عن التصويت او ادرك قيمته لن يكون بامكانه تدارك الأمر إلا بعد مرور خمس سنوات وهي مدة ليست بالهينة في مسيرة الشباب على المستويين الدراسي و المهني.

أتصور ان الشباب يدركون اهمية مستقبلهم. ولذلك أعتقد ان نسبة مشاركتهم الإرادية في انتخابات 08 شتنبر ستكون ملفتة وقد تعادل انخراطهم المسؤول في الحملة الوطنية للتلقيح التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس في 28 يناير 2021.

أفترض أن الشباب يدركون قيمة الخدمة الجليلة التي يمكنهم تقديمها للصالح العام وما ينتظر المغرب من استحقاقات في المستقبل بالمشاركة الفعالة في الانتخابات.