صراع ساخن داخل حزب المصباح من أجل الخروج من “أزمة تشكيل الحكومة”

محطة24 – سليم السالمي

يبدو أن التراشق الاعلامي الذي بدا يطبع الساحة الاعلامية،  ما بين رئيس الحكومة المعين وبعض قادة الاحزاب السياسية الوطنية، ينذر بتعقيد العلاقات مابين هذه الاحزاب،  ما لا ييسر مهمة رئيس الحكومة في تشيكل الحكومة واخراجها الى الوجود

وعلمت محطة24 من مصادر قريبة من قيادة حزب العدالة والتنمية، أن صراعاً إندلعَ في صفوف قياديي حزب العدالة والتنمية، بعد نشر الموقع الرسمي للحزب لكلمة عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب “المصباح” ورئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، التي ألقاها خلال اجتماع اللجنة الوطنية للانتخابات بتاريخ يوم (05 نونبر 2016).

وأفادت المصادر ذاتها أن هناك نقاشات عصيبة متباينة تجري وسط قيادة حزب المصباح حول منهجية المشاورات مع الاحزاب السياسية والدخول في ردود فعل معها التي من شأنها ان تعسر طريق تشكيل الحكومة وتهدر الزمن السياسي، بل تساهم هذه التراشقات ما بين الاحزاب المفروض أنها هي التي ستشكل الاغلبية الحكومية، الى تازيم الوضاع وتسميم العلاقات ما بين قياداتها وتؤدي الى تفام الوضع في تشكيل الحكومة.

ويبدو أن النقاش السائد داخل قيادة المصباح موزع ما بين تيارين متناقضين، إذْ أن تيار يقوده سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، نصح رئيس الحكومة المكلف، بالتمهل وعدم التسرع في إصدار ردود أفعال غاضبة، والتشبث، إلى النهاية، بأمل تشكيل الحكومة، ولو كان ذلك على حساب ما أفرزته صناديق الاقتراع، وعدم طرح خيار تسليم المفاتيح، أو الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية جديدة تفرز أغلبية ومعارضة حقيقية، وفق شروط انتخابية جديدة.

فيما يتبنى التيار الثاني والذي يقوده عبد الإله بنكيران إلى التشبث باحترام “المنهجية الديمقراطية” في تشكيل حكومته الثانية التي يريد أن تكون “قوية” و”منسجمة”، محترمة لروح الدستور، وغير قابلة لأي تأويل دستوري. وإذا فشل بنكيران في هذا الخيار، فإن التيار يقترح عليه إعلان الفشل المفروض، وتبريره ببلاغ رسمي يشرح ظروفه وحيثياته حتى يكون الرأي العام الوطني على اطلاع بخبايا المفاوضات من الداخل.