محطة24 – هبة الإدريسي

اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” موضوع “العقول الحاسمة في الأوقات الحرجة : دور وسائل الإعلام في دفع عملية السلام، وتعزيز المجتمعات العادلة”، للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يخلده رجال الإعلام في 3 ماي من كل سنة.

ويأتي هذا “الشعار” لإثارة انتباه الحكومات والمنتظم الدولي إلى تبعات سياسة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والإعلاميين، والاعتداء على سلامتهم وحريتهم في التعبير وحقهم في الحياة.

كما يأتي في ظروف تلعب فيها الصحافة دورا مهما في نقل المعلومة والتعليق عليها، وفي الكشف عن الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الإنسان في مختلف بقاع العالم.

وينظر المراقبون، بنوع من الترقب والحذر، إلى الوضع الذي تعرفه حرية الصحافة في المغرب، والذي صنفته منظمة “مراسلون بلا حدود” في تقريرها السنوي لمؤشر الصحافة في العالم، في المرتبة 133 ضمن 180 بلدا، ما يحيل على ضعف الضمانات الدستورية والقانونية الكفيلة بحماية حرية الصحافة وحق الولوج إلى المعلومة بدون قيود

وفي هذا اليوم، تطالب القوى الحية والمنظمات الحقوقية والمدنية السلطات المختصة بتأمين الاستفادة من خدمات وسائل الإعلام العمومية لتبليغ تصوراتها وشرح مواقفها، دون تعتيم أو منع، كما تطالب بتوفير الإمكانيات وفتح مجال أوسع للحق في الولوج إلى الخبر والمعلومات، ومراجعة كل من قانون الصحافة والنشر، وقانون الحق في الوصول إلى المعلومة، والقانون حول إحداث المجلس الوطني للصحافة، بما يجعلها تستجيب لتطلعات نساء ورجال الإعلام ولمطالب الحركة الحقوقية المغربية، وتدعم حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، مع إلغاء المتابعات الجارية ضد الصحفيين والصحفيات، والأحكام الجائرة الصادرة في حق البعض منهم.

الحماية من الاعتداءات، والنهوض بالأوضاع المهنية، والتمكين من كامل حقوق الصحفيين بما فيها الاقتصادية والاجتماعية، تبقى هي الأخرى مطالب مشروعة وملحة بإمكانها تحسين الأوضاع لرجال قطاع يعتبر سلطة رابعة لكنه يعيش ظروف تدهور يحد من دوره في خدمة قيم حقوق الإنسان والتربية عليها.