ماوقع في دورة مجلس الرباط يسئ لتاريخ الديمقراطية المحلية للمدينة

عبد الحق الريحاني

يبدو ان المتتبع للدورة  المنعقدة لمجلس الرباط يوم أمس، يخيل له على أنه يتابع نهاية مباراة الديربي التي أغضبت جمهور وقام بأعمل شغب وفوضى وتكسير للكراسي، فما وقع يوم أمس بمجلس مدينة الرباط العاصمة بسبب البوليميك الذي حصل ما بين حزب العدالة والتنمية من جهة وحزب الأصالة والمعاصرة من جهة أخرى، لم تشهده دورات المجلس من قبل.

فقد علمت “محطة24.كم ” ان اجتماع المجلس، تحول الى حلبة ملاكمة وصراع بالأيدي واضهار القوة الجسدية، وهذا دليل على مستوى النخب التي تمثل ساكنة الرباط داخل المجلس، اذ لازالت هذه النخب لا تستطيع حل خلافاتها  بشكل حضاري وعن طريق الحوار الديمقراطي واحترام ابجديات الحوار المتمثل في الانصاط للآخر واحترام الراي والراي الآخر.

فاذا كان ممثلو أحزاب العدالة والتنمية بالمجلس يتهمون ممثلي حزب الأصالة والمعاصرة  ب “أعمال البلطجة” لعرقلة أشغال المجلس، فحزب الاصالة والمعاصرة يتهم رئاسة المجلس واعضاء العدالة والتنمية بمحاولات “التحكم لفرض الامر الواقع” في المجلس من أجل تمرير كل ما يرغبون فيه.

فما حصل يوم امس داخل المجلس دليل على أن تركيبة هذا المجلس، ينقصها نوع من الحكمة والتبصر، ليكون نوع من التوازن كي لا ينفجر الوضع في  انعقاد كل دورة، والا اذا ما استمرت الأحوال على ما هو عليه، فمصالح ساكنة الرباط ستضيع، وسنجد أن المدينة التي تتطلع بأن تكون عاصمة للثقافات وعاصمة بيئية، هناك من يجرها للخلف بكذا ممارسات مشينة وخادشة لتجربتها وتاريخها في الديمقراطية المحلية.

 

 

 

Comments (0)
Add Comment